4 طرق للتواصل مع الآخرين وتبسيط وجهات النظر

4 طرق للتواصل مع الآخرين وتبسيط وجهات النظر

ينتمي مؤلف الكتاب إلى التيار اليساري التقدمي، ويرى أن الكثير من الأمريكيين يتصرفون بما يتناقض مع مصالحهم متخذين مسار التيار اليميني الذي هو في الواقع يعمل على تهميش السواد الأعظم من الأمريكيين وزيادة الأعباء الواقعة عليهم لصالح حفنة من الأثرياء.
وهكذا يتحدث الملايين من الأمريكيين ويتصرفون كما لو كانت مصالحهم الاقتصادية مماثلة لمصالح السياسيين والشركات الكبرى ومن يمتلكون ثروات طائلة. فكيف حدث هذا؟ تبعا لرأي مؤلف الكتاب فإن مؤيدي التيار اليميني المحافظ صاروا على درجة عالية من الدهاء وإجادة استغلال خصائص التواصل السياسي.
يتساءل الكتاب عما يجعل ممثلي التيار اليميني قادرين على إضفاء كم هائل من الجاذبية على الرسائل التي يوجهونها للشعب الأمريكي فتسحر جماهيره وتجعله يردد كلماتها دون تفكير. يلخص المؤلف الإجابة عن هذا التساؤل في أن اليمينيين نجحوا في إتقان أساليب وتقنيات التواصل الفعال التي يشرحها بالتفصيل للقراء، فهم يسمون الأشياء بغير مسمياتها، فتصاعد الأحداث في العراق هو ثورة والضرائب على الميراث هي ضرائب على الموت، والحفر لاستخراج النفط هو استكشاف لموارد الطاقة. لم يخترع المحافظون هذه الطرق لتوجيه الرسائل المقنعة وإنما تعلموها.
يرى مؤلف الكتاب أنه لا يوجد ما يمنع التقدميين من تعلم مثل هذه الأساليب، ويعتمد على خبرته كمعالج نفسي ومدير إعلانات ليحلل هيكل التواصل الفعال مقدما للقراء مجموعة من التمارين التدريبية والأمثلة التوضيحية للتطبيق العملي.
ليكون المرء ناجحا في التواصل مع الآخرين عليه أن يتعلم كيف يسرد الحكايات ولمن ولأي غرض. ويحتاج كل منا إلى التواصل مع الآخرين، وبعض الناس يتميز في هذا المجال أكثر من الآخرين. على الرغم من أن مهارات التواصل والإقناع تبدو فطرية.
معظم الناس لا يدركون أنهم عاجزون عن التواصل مع الآخرين، والتحدي الذي يواجهه هؤلاء الناس عندما يريدون التواصل بفعالية هو أن يصيروا قادرين على التواصل بفعالية ويتم هذا عن طريق أربع مراحل مشبها هذا بتعلم قيادة الدراجة:
* في المرحلة الأولى لا يعرف المتعلم معنى قيادة الدراجة "غير مدرك لعجزه عن قيادتها".
* وعندما يبدأ في التعلم يتكرر تعثره وسقوطه بها "مدرك لعجزه عن قيادتها".
* بعد ذلك يبدأ في السير بها لكنه يكون مضطرا للتركيز على حركة قدميه وعلى التحكم في مقود الدراجة "مدرك لقدرته على قيادتها".
* وأخيرا مع الممارسة تصير عملية قيادة الدراجة سهلة وتلقائية ولا تتطلب تركيزا كبيرا منه "غير مدرك لقدرته على قيادتها".
وهذه هي نفسها المراحل التي يتعلم المرء خلالها طرق التواصل مع الآخرين حتى يصل إلى المرحلة الأخيرة التي يتم التواصل خلالها بفعالية بدون التركيز على آليات هذا التواصل.

الأكثر قراءة