الولايات المتحدة تلقي بثقلها وراء مشروع خط أنابيب نابوكو

دفعت الولايات المتحدة بثقلها الدبلوماسي كاملا اليوم الجمعة خلف مشروع خط أنابيب نابوكو المتعثر الذي يهدف إلى نقل الغاز من حوض بحر قزوين إلى وسط أوروبا.
وقال مسؤول أمريكي رفيع إن "نابوكو" لا يقل أهمية بالنسبة للولايات المتحدة من أجل مساعدة حلفائها الأوروبيين على تنويع مصادر الإمدادات والحد من الاعتماد على روسيا عن خط أنابيب باكو- تفليس - جيهان لنقل النفط في التسعينيات.
وأبلغ ماثيو بريزا نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية الصحافيين إثر محادثات مع أندريس بيبالجس مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة "خط أنابيب نابوكو سوف يبنى .. أنا واثق .. لأنه ذو جدوى من الناحية التجارية".
وأضاف "نحاول البناء على النجاح الذي تحقق في العقد الأخير وتوسعة البنية التحتية القائمة بنفس الالتزام والعزيمة".
وقال بريزا إن خط الأنابيب المزمع الذي يمتد بطول 3300 كيلومتر ويقطع تركيا إلى وسط أوروبا هو مسار أقل تكلفة بكثير لنقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا عن مشروع خط الأنابيب المنافس "ساوث ستريم" الذي تدعو إليه "جازبروم" الروسية.
وقال "نابوكو أكثر جدوى من الناحية التجارية عن أي من المشروعات الأخرى" مقارنا بين الجهد الدبلوماسي الأمريكي لدعم المشروع والحملة المكثفة التي قادتها واشنطن في أواخر التسعينيات للنهوض بخط أنابيب باكو – تفليس - جيهان.
وأوضح بريزا أنه كما كان الأمر مع مشروع باكو - جيهان فإن الولايات المتحدة مهتمة لأسباب سياسية واقتصادية على السواء وسوف تقدم المساعدة للشركاء المنخرطين في المشروع للتنسيق بين قراراتهم.
وأضاف أن "نابوكو" الذي يبدأ اتحاد من ست شركات بناءه العام المقبل بتكلفة تقدر بستة مليارات دولار يمكنه نقل الغاز من شمال وغرب العراق، إضافة إلى أذربيجان وحقول بحر قزوين.
في المقابل قد تبلغ تكلفة "ساوث ستريم" الذي سيمر تحت البحر الأسود من روسيا إلى بلغاريا ثم إلى وسط أوروبا مع وصلة عبر البلقان إلى إيطاليا ويكلف بناؤه من 20 إلى 30 مليار دولار حسبما ذكر المسؤول الأمريكي. وسيكون نقل الغاز من أذربيجان عبر "نابوكو" أرخص بنسبة 40 إلى 50 في المائة عنه عبر "ساوث ستريم".
وأبدى اعتقاده أن "نابوكو" سيقام حتى في حالة المضي قدما في مشروع "ساوث ستريم" نظرا لأن هناك الكثير من الطلب المتوقع على الغاز في أوروبا مع تحول بلدان من استخدام محطات كهرباء تعمل بالفحم إلى أخرى تعمل بالغاز بهدف تقليل انبعاثات الغاز المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.