د. باروم: خطأ يحرم رجلا ما يحب 20 سنة

 د. باروم: خطأ يحرم رجلا ما يحب 20 سنة

دعا الدكتور علي بن محمد باروم الأستاذ في كلية الشريعة في جامعة أم القرى في مكة المكرمة إلى ضرورة تقبل ما يعتريه من مشكلات ومصائب وحالات نفسية ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن كل ما يحصل للإنسان فهو بقضاء الله ـ عز وجل ـ وقدره، ولكن يجب على الإنسان أن يعلم أن تغير حاله إما أن يكون بسبب معصية وجرم ارتكبه في حق الله وحق نفسه وحق أحد من المخلوقين فيعاقبه الله سبحانه وتعالى بتغيير حاله، ولهذا يقول الله ـ عز وجل: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (الروم:41)، وقد ذكر الله ـ سبحانه وتعالى ـ مثالاً لذلك في عقابه أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما أخطأ الرماة يوم أحد، وحصل ما حصل من غلبة الكافرين على أولياء الله المسلمين وقد قال الله سبحانه وتعالى عنهم: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (آل عمران:165)، فسبب جرم الإنسان بنفسه يتغير حاله فليفتش الإنسان في نفسه وفي حاله وليحاسب نفسه لينظر بعد ذلك السبب الذي غير حاله من السراء إلى الضراء أو نحو ذلك، وهذا هو الذي ارتقى بسلفنا الكرام ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ فالواحد منهم يقول حُرمت قيام الليل 20 سنة بسبب نظرة لا تحل لي، فهكذا كان السلف دقيقين في محاسبة أنفسهم ، فهو عرف من أين أتت إليه تلك المصيبة ، بسبب نفسه ومعصيته ولم يحل اللائمة على غيره وأحياناً يكون العبد صالحاً مستقيماً؛ ولكن الله ـ عز وجل ـ يريد أن يبتليه بتغيير حاله أحياناً فالمؤمن الموفق الذي إذا ابتلي وكان على استقامة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولقد قال الله عز وجل: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" (البقرة: 155-157).

الأكثر قراءة