رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


"ستسألون" عن عدم حمايتكم لأرواح أبنائكم وجيرانكم

لقد ذهبت حياة أبناء الكثير منا جراء تماس كهربائي أو وقوع مبخرة على الأرض، فلو كان هناك جهاز إنذار بسيط لأمكننا الكشف عن الحريق في بدايته وتلافيه خاصة إذا كان هناك طفاية حريق ولو صغيرة. وكذلك الحال لبعض حالات الحريق البسيطة لبعض السيارات والتي بدون وجود طفاية حريق تحترق السيارة كلها وأحياناَ معها أهلها. فلماذا هذا الإهمال؟ إذا كان صاحب المسكن لا تهمه حياته فما ذنب جيرانه؟ أو إذا كان في شقة ولا تهمه حياته وحياة أسرته فما ذنب بقية سكان العمارة أو المنازل الملاصقة له؟
"ستسألون" وفعلاَ ستسألون عن إهمالكم وتسببكم في خسارة أرواح أبنائكم! إن عجزنا عن الفهم الصحيح لمعاني القرآن الكريم واعتقادنا الخاطئ أن القضاء والقدر لا يمكن العمل على محاولة تلافيه أحيانا. فالله عز وجل أمرنا بالعمل وفعل الأسباب لأنه سيرى عملنا كما أمرنا ألا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة. ونحن نستخسر ريالات قليلة لوضع بعض أجهزة الكشف عن الحريق في منازلنا وأجهزة الكشف عن أول أكسيد الكربون الذي خنق حياة عائلات بأكملها أو أجهزة الإنذار للمسابح والتي ذهب ضحيتها الكثير من الأطفال. نعم إننا مهملون و"سنسأل" عن هذا الاستهتار خاصة أن هذه الأجهزة هي أجهزة رخيصة لا تتعدى قيمة الجهاز عشرة ريالات، كما أنه لا يحتاج إلى تركيب بل يمكن وضعه على الرف أو فوق الدولاب أو المكتبة. وطبعاَ من الأفضل تثبيته في السقف. وهو جهاز صغير يعمل ببطارية وقيمتها خمسة ريالات ولا تحتاج إلى عناية لعدة سنوات. فهل نستخسر عشرة ريالات على حياة أبنائنا وأقاربنا. نحن نتصدق على الغير بأكثر من ذلك فلماذا لا نتصدق على فلذات أكبادنا؟!
إن عدم المبالاة الذي أمات قلوبنا لشيء مقرف ونحن نتصدق على الآخرين قبل أن نزكي أنفسنا. فمن منا اليوم يضع هذه الاحتياطات الأمنية في منزله أو عمله.
إن هذه الاحتياطات كثيرة ولكن لا بد على الأقل من وجود بعضها. وهناك على الأقل ثلاثة أشياء مهمة يجب التأكد من وجودها في منازلنا، وهي:
* أجهزة الكشف عن الحريق والحماية منه: وتشمل أجهزة الكشف عن الدخان والحريق وأجهزة الكشف عن أول أكسيد الكربون لمنع الموت خنقاَ بهذا الغاز. ثم أنظمة وأجهزة إطفاء الحريق التي تبدأ من نظام الرشاشات المائية والغازية إلى طفايات الحريق اليدوية والتي هي ضرورية للمنازل والسيارات. والأهم هو وجود مخارج للحريق بدلاَ من إقفال الشبابيك العلوية بالحديد وبذلك لا يستطيع أهل المنزل الهرب من الحريق مما يؤدي إلى وفاتهم خنقاَ قبل أن يحترقوا.
* تعليم وسائل الإسعاف السريع CPR: وهي أهم الأشياء التي يجب على جميع أفراد الأسرة تعلمها لإنقاذ حياة من حولهم مثل طريقة إسعاف السكتة القلبية والغرق أو انسداد البلعوم أو لسعة الثعابين السامة. ويوجد لدى الكثير من المستشفيات في المملكة جهاز فني مستعد لتعليم أفراد العائلة تلك الوسائل البسيطة ولكنها في غاية الفائدة والأهمية لإنقاذ حياة أبنائنا. لأن كل دقيقة تأخير في وصول المريض للمستشفى تؤدي إلى الوفاة الدماغية. بينما بعض الحالات الإسعافية مثل الضغط والهز على منطقة القلب في حالات السكتة القلبية أو الضغط من الخلف على منطقة البطن في حالات الاختناقات. إنها حركات بسيطة وسهلة لإنقاذ حياة إنسان فلماذا لا نحاول تعلمها!
* مواد الإسعاف الأولية (صيدلية المنزل): وهي مجموعة من الضمادات ومضادات السموم وأدوية التعقيم والتطهير والمسكنات للألم وغيرها. ويمكن سؤال أي مستشفى قريب منك لمعرفة ما يجب أن تحتويه صيدلية منزلك.
إن حياة الإنسان أغلى بكثير من تكاليف زهيدة للحماية من الحريق. كما أن المنازل والشقق السكنية لا يوجد عليها أي ضوابط للتقيد بتعليمات السلامة والأمن من الحريق.
وطبعاَ في غياب أو وجود ولادة متعسرة لكود البناء السعودي والذي من المفروض أن يضع حدودا لهذه الكارثة فإنه من الأفضل أن تقوم الأمانات بفرض وسائل الكشف عن الحريق والدخان وأول أكسيد الكربون على كل منزل أو وحدة سكنية وأن يتم وضع زيارات دورية وعقوبات صارمة على من لا يتقيدون بذلك.
كما أهيب وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الدفاع المدني لزيارة المدارس والجامعات والمؤسسات لعمل محاضرات ودورات تعريفية لوسائل الإسعاف الأولي والذي هو من أهم ما نهديه لمجتمعنا للمحافظة على أرواح الجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي