كيف يؤدي فشل سياسات أمريكا إلى تقويض رخائها؟

كيف يؤدي فشل سياسات أمريكا إلى تقويض رخائها؟

أصبح أمرا واقعا أن دخول معظم الأمريكيين اليوم ثابتة أو في حالة هبوط مستمر. في حين يتعرض عشرات الملايين من العمال الأمريكيين إلى التسريح من أعمالهم أو استبدالهم بعمال من دول أخرى بنظام الاستئجار الخارجي. أما أعباء الرعاية الصحية وأجور التقاعد فتنتقل تدريجيا من على كاهل الشركات لتصير مسؤولية الأفراد أنفسهم. ويجد من يعملون لإعالة أسرهم أنهم يعملون وقتا أطول مقابل أجور أقل مع دعم اجتماعي منخفض.
كادت الثروة تصير حكرا على البعض، وزاد عدم استقرار الاقتصاد بما يهدد ليس فقط مستقبل وتطلعات الأمريكيين العادين ولكنه يمثل أيضا تهديدا كبيرا للنظام ككل. ما يربط بين كل هذه الاتجاهات هو تعزيز نخبة مختارة للقوة الاقتصادية والسياسية بما يقلل من قدرة الحكومة على توفير الرخاء لأغلبية المواطنين.
يستكشف الكتاب جذور هذه المشكلات، ويضع إطارا عاما لبديل أكثر إقناعا يربط ويجمع بين الاقتصاد والسياسية. يوضح الكتاب كيف سقط الاقتصاد الأمريكي فريسة للمراهنات حول التوقعات المالية، ما ساعد على شيوع الفوضى وعدم الاستقرار فضلا عن عدم المساواة بين المواطنين.
يطلق الكتاب العديد من إنذارات الخطر الاقتصادية المتعلقة بأعمدة الرخاء الاجتماعي، مثل التأمين الاجتماعي والرعاية الصحية، ويكشف كذلك مجموعة من المخاطر الاقتصادية والمالية الأخرى ذات الصلة بالنظام المالي الأمريكي.
يصف الكتاب ما حدث لعولمة التجارة من استغلال على يد الشركات، حيث لم يكن الاهتمام موجها إلى تحرير التجارة بقدر ما كان منصبا على الهروب من قوانين التبادل التجاري المتوازنة التي حققت الرخاء العام في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية.
في الوقت الذي قل فيه الأمن المالي في الولايات المتحدة في فترة حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، يلقي مؤلف الكتاب أيضا باللوم على العديد من الديمقراطيين لفشلهم في تقديم بدائل أخرى قابلة للتطبيق.
والآن، في حين تتعرض الأسواق المالية لكوارث متتالية ويؤيد الرأي العام إعطاء دور أكثر فعالية للحكومة، يقدم الكتاب نموذجا جديدا للرأسمالية المروضة التي يمكنها توفير الأمن والفرص المتساوية والديمقراطية اليقظة التي ستراقب عملية إنتاج الثروات وتوزيعها بما يضمن العدالة الاجتماعية.
يقدم الكتاب ثروة من المعلومات التاريخية، ويقارن أسباب الكساد الكبير وغيره من الكوارث الاقتصادية بأنماط السلوك الشائعة في النظام الاقتصادي الأمريكي الحالي.
يقترح الكتاب نوعا من الرأسمالية الناعمة، يخفف فيها التدخل الحكومي من تأثيرات تقلبات السوق، وبالتالي تقل المخاطر التي يتعرض لها المواطنون العاديون من جراء هذه التقلبات.

TITLE: THE SQUANDERING OF AMERICA: HOW THE FAILURE OF OUR POLITICS UNDERMINES OUR PROSPERITY
AUTHOR: ROBERT KUTTNER
PUBLISHER: KNOPF
ISBN-10: 1400040809
NOVEMBER 6, 2007
PAGES: 352

الأكثر قراءة