مطالب بتعليق سداد قروض القمح بعد زيادة أسعار الأسمدة والمبيدات
توقعت مصادر زراعية في طبرجل - شمالي السعودية - أن يواجه البنك الزراعي هذا العام أزمة في سداد المستحقات المترتبة على المزارعين بالنظر لعجز عدد كبير من المزارعين عن تحمل تكاليف زراعة محصول القمح بعد ارتفاع أسعار الأسمدة بداية العام الحالي والذي وافق موسم زراعة القمح في المناطق الشمالية، حينما قررت شركة سابك رفع أسعار منتجاتها من الأسمدة والمبيدات لأكثر من 35 في المائة ابتداء من بداية العام الحالي. وطالب مزارعون بتعليق سداد القروض لفترة بين ثلاث وخمس سنوات لحين تجاوز مشكلة ارتفاع أسعار الأسمدة خصوصا على من يثبت أنه من مزارعي القمح الذين تضرروا من هذه الظروف.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يطبق البنك الزراعي اشتراطات صارمة تضمن سداد المزارعين لقروضهم وهي ما جعلته من أعلى جهات التمويل الحكومية في نسب التحصيل. وتوقعت المصادر أن يواجه المزارعون مشكلة حقيقية تتعلق بعجزهم عن تحقيق معدلات ربحية جيدة.
ويعتمد البنك في التحصيل على كفالة غرامية على المزارع المقترض من قبل شخصين ورهن صك المزرعة أو قرار المشروع الزراعي, والذي أخذ عليه القرض، إضافة إلى ضمانات المحصول المدخل إلى الصوامع بالحسم منها أثناء عمليات صرف مستحقات المزارعين الموردين لمحصولهم القمح لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق.
وأشارت مصادر زراعية ومتعاملون في سوق الأسمدة والبذور في طبرجل أن قرار رفع أسعار الأسمدة والمبيدات بنسبة تصل لأكثر من 35 في المائة من بداية العام سبب رئيس في خروج نسبة كبيرة من صغار المزارعين من نشاط زراعة القمح هذا الموسم مستشهدين بذلك عن إحجام صغار المزارعين هذا الموسم عن شراء الأسمدة والبذور المتعلقة والخاصة بالقمح مقارنة بموسم محصول القمح للعام الماضي, إضافة إلى الركود الحاصل على عمليات البيع في سوق الأسمدة والبذور والمبيدات في طبرجل خلال الفترة الماضية من العام الحالي
وأشار عدد من المزارعين في طبرجل إلى أن المصاريف الخاصة بمحصول القمح ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالمواسم الماضية, وكان آخر الأسعار التي شهدت الارتفاع منتجات الأسمدة والمبيدات.وأكدوا أن المصاريف المرتفعة على محصول القمح جعلته غير مجد وغير مربح مقارنة بسعر شراء الحكومة للطن والذي يبلغ ألف ريال ويخصم منه زكاة شرعية 5 في المائة إضافة إلى خصم الشوائب والأعشاب.
يشار إلى أن فرع البنك الزراعي في طبرجل يعد من أعلى فروع البنك في منطقة الجوف في تقديم القروض الزراعية للمزارعين نتيجة كبر المساحة الزراعية التي يشرف عليها فرع البنك في طبرجل، كما أن طبرجل منطقة زراعية تتوسع زراعيا باستمرار, إضافة إلى وجود منطقة بسيطا طبرجل الزراعية فيها, والتي تعد من أهم وأفضل المناطق الزراعية في السعودية مما جعل طبرجل وما جاورها محط أنظار المزارعين الذين يزدادون باستمرار, ويتقدمون للبنك الزراعي للحصول على القروض الزراعية التي تمنحها الدولة لهم, وذلك لمساعدتهم على الزراعة, ويقوم المزارعون بالسداد وعلى مدى عشر سنوات دون فوائد تقسم على شكل أقساط سنوية حسب قيمة كل قرض.
وطالب المزارعون الجهات ذات العلاقة بالتدخل لوضع الحلول المناسبة والناجعة حتى يتمكنوا من مواصلة الزراعة, والتي يعتمدون عليها في الحصول على قوتهم ، وكذلك حتى يتمكنوا من سداد القروض للبنك الزراعي, والتي حصلوا عليها بهدف مساعدتهم على الزراعة.