عوامل تحدد مسار برميل النفط

 عوامل تحدد مسار برميل النفط

ستلعب عوامل الطقس، الوضع الاقتصادي، وتطور المواجهة بين فنزويلا وإكسون موبيل دورا في تحديد مسار سعر برميل النفط هذا الأسبوع، هذا إضافة إلى العامل الثابت المتعلق بتحركات المخزونات الأمريكية.
فالأسبوع الماضي شهد بروز كل هذه العوامل لتلعب دورا بصورة أو أخرى في رفع سعر البرميل حتى إن متوسط سلة منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" حقق أعلى معدل له متجاوزا 90 دولارا للبرميل وذلك لأول مرة منذ خمسة أسابيع.
فموجة البرد التي اجتاحت النصف الشمالي من الكرة الأرضية خاصة الولايات المتحدة وكندا أسهمت في تقوية وضع الأسعار، هذا إضافة إلى أن الاقتصاد الياباني حقق نموا في الربع الأخير من العام الماضي جاء ضعف ما كان يتوقعه المحللون، إذ وصل إلى 0.9 في المائة، كما أن الأرقام التي توافرت عن وضع الإمدادات من الدول الأعضاء في "أوبك" تشير إلى تراجعها الشهر الماضي بنحو 279 ألف برميل يوميا مقارنة بإمدادات كانون الأول (ديسمبر) المنصرم، وهناك مؤشرات أن الشهر الحالي سيشهد إضافة تقليص للإمدادات بنحو 140 ألفا أخرى.
إضافة إلى هذا فإن التخبط في التقديرات في مختلف الجوانب أصبح سيد الموقف وله دوره، خاصة وتوقعات المحللين تضع السوق في مناخ معين يتم تغييره فيما بعد ورود الأرقام الفعلية، الأمر الذي يسهم في التقلبات السعرية. والإشارة إلى التوقعات الخاصة بالمخزون مثلا. والأسبوع الماضي ليس استثناء فقد زاد المخزون من النفط الخام 1.1 مليون برميل إلى 301.1 مليون في الأسبوع المنتهي في الثامن من هذا الشهر، وذلك مقابل تقديرات من المحللين بأكثر من ضعف هذا الرقم أي 2.5 مليون. مخزونات البنزين من جانبها سجلت زيادة بلغت 1.7 إلى 229.2 مليون، بينما كانت التوقعات تشير إلى زيادة في حدود 1.4 مليون برميل فقط. أما بالنسبة للمقطرات فكان يتوقع أن يكون السحب منها 1.3 مليون برميل، بينما استقر الرقم الفعلي عند 100 ألف برميل فقط.
التقلب السعري كان سمة الشهر الماضي، حيث وصل إلى أعلى معدل له بالنسبة لسلة أوبك مطلع الشهر وهو 93.75 دولار ليتراجع إلى 83.84 دولار للبرميل في الأسبوع الثالث من الشهر ذاته، وهو أقل سعر في غضون فترة ثلاثة أشهر.
المواجهة بين فنزويلا وشركة إكسون موبيل التي وصلت إلى المحاكم وتهدد بالتصاعد وربما تكتسب لها أبعادا سياسية دخلت عنصرا إضافيا على المعادلة لتعيد الجانب الجيوسياسي إلى ساحة التأثير في الأسعار، وهو ما يمكن أن يتعزز بما يجري في نيجيريا وتطورات المواجهة الإيرانية مع الدول الغربية بخصوص ملفها النووي.
لكن يبقى الوضع الاقتصادي ومعدل الطلب المتوقع هو الأساس الذي يؤثر أكثر من غيره في تحركات البرميل. فالاقتصاد الأمريكي لا يزال يتأرجح بين مؤشرات التباطؤ الذي كاد يصل إلى مرحلة الكساد والخطوات التي يتخذها مجلس الاحتياط الفيدرالي لوقف الانحدار في هذا الاتجاه. ومع أن الأرقام الخاصة بمطالبات العاطلين عن العمل جاءت أقل مما كان متوقعا، إلا أن النظرة الكلية للأقاليم الاقتصادية الثلاثة داخل منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي تشير إلى تراجع يمكن أن يترجم إلى تراجع في الطلب على النفط هذا العام، خاصة وأحد العوامل الرئيسية التي أسهمت في توفير أرضية لإبقاء سعر البرميل مرتفعا وهو الطقس مرشح للخروج من المسرح تدريجيا مع اقتراب فصل الربيع.

الأكثر قراءة