حسومات الضرائب وأسعار الفائدة تفشل في تهدئة مخاوف الأمريكيين

حسومات الضرائب وأسعار الفائدة تفشل في تهدئة مخاوف الأمريكيين

أسواق الأسهم
باستثناء سوق الصين الذي انخفض بنسبة 2.3 في المائة فقد حققت جميع الأسواق الرئيسية الأخرى نسباُ متفاوتة من الارتفاع هذا الأسبوع. وقد تأثرت الأسواق بشكل كبير بعد هبوط ثقة المستهلكين الأمريكيين إلى أدنى مستوى لها منذ 16 عاماً وتراجع مستويات التصنيع لأول مرة منذ عام 2005. وسجلت الأسواق الآسيوية أعلى ارتفاع بقيادة الأسهم اليابانية التي قفزت بنسبة 4.65 في المائة، تلتها الأسهم الهندية حسب مؤشر "سنسكس" الذي ارتفع بنسبة 3.72 في المائة، ثم أسهم سوق هونج كونج التي ارتفعت بنسبة 2.89 في المائة. وعلى صعيد المؤشرات الأمريكية، فقد ارتفعت جميعها ارتفاعاً طفيفاً حيث ارتفعت مؤشرات "داو جونز" و"إس آند بي 500" و"ناسداك" بنسبة 1.36 و1.4 و0.75 في المائة على التوالي. وتمشياً مع الأسواق الأمريكية، فقد سجل مؤشر "فايناشيال تايمز 100" ارتفاعاً هامشياً بنسبة 0.06 في المائة.

الولايات المتحدة
أدت تداولات اليوم الأخير من الأسبوع إلى القضاء على معظم مكاسب الأسهم الأمريكية التي تحققت على مدى الأسبوع نظراً لهبوط ثقة المستهلكين الأمريكيين إلى أدنى مستوى لها منذ 1992م وعجز المصانع عن زيادة إنتاجها، مما يشير إلى أن الأضرار الناجمة عن أزمة المساكن تدفع الآن الاقتصاد الأمريكي بقوة في اتجاه الركود. إن هبوط مستوى الثقة ربما يشير إلى أن التعهدات المقدمة لحسومات الضرائب وأسعار الفائدة المنخفضة قد أخفقت في تهدئة مخاوف المواطنين الأمريكيين حول هبوط أسعار المساكن والأسهم وتصاعد معدلات البطالة. حيث وقع الرئيس الأمريكي جورج بوش هذا الأسبوع على برنامج لتخصيص مبلغ 168 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد، ويشمل ذلك حسومات ضريبية لأكثر من 130 مليون أسرة.
وقد ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بمقدار 18 نقطة أو بما نسبته 1.4 في المائة ليصل إلى 1.349.99 نقطة. وسجل مؤشر "داو جونز" ارتفاعا بنحو 166 نقطة أو 1.4 في المائة وبلغ 12.348.21 نقطة. أما مؤشر "ناسداك" المركب، فقد ارتفع بشكل طفيف بنسبة 0.7 في المائة أو 16 نقطة ليستقر عند مستوى 2.321.80 نقطة.
لقد انخفضت أرباح الشركات بنسبة 15 في المائة في المتوسط للشركات المدرجة في مؤشر "إس آند بي 500" التي أعلنت عن نتائجها للربع الرابع حتى الآن إذ أدت الخسائر القياسية التي تكبدتها شركات "سيتي جروب"، "ميريل لنش" وبعض الشركات المالية الأخرى، إلى هبوط الأرباح. ويتوقع المحللون أن تسجل الأرباح مزيداً من الانخفاض خلال الربعين الأولين من عام 2008 قبل أن ترتفع بدرجة كبيرة في الربع الثالث.

آسيا
عكست الصين الاتجاه السائد في الأسواق الآسيوية للأسبوع الثاني على التوالي إذ انخفض سوقها بنسبة 2.23 في المائة في الوقت الذي ارتفعت فيه معظم الأسواق الآسيوية لأول مرة منذ عدة أسابيع بدعم واضح من شركات الملاحة وشركات إنتاج السلع والبضائع نتيجة لارتفاع أسعار الشحن وأسعار المواد الخام.
سجلت الأسهم اليابانية ارتفاعاً وأغلقت أفضل أسبوع لها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 بعد أن ارتفعت أسهم الشركات العاملة في مجال إنتاج السلع نتيجة لتحسن توقعات أرباحها. وقد قفزت أسهم شركة ميتسوبيشي، أكبر شركة تجارية في اليابان، إلى أعلى مستوى لها منذ شهرين بينما سجلت شركة شوا شل سكايا كي كي، التي تمثل فرع شركة شل الهولندية في اليابان، أعلى قفزة لها خلال ست سنوات بعد أن أوصت مؤسسة UBS AG للخدمات المالية المستثمرين بشراء أسهم الشركة. وقد ارتفعت أسهم شركة استكشاف النفط اليابانية لأعلى مستوى لها خلال خمسة أشهر، مما دفع مؤشر "نيكاي 225" للارتفاع بنسبة 4.7 في المائة أو بما مقداره 605 نقاط ليغلق عند مستوى 13.622.56 نقطة.
وافقت الصين على إنشاء صندوقي أسهم جديدين يستهدفان جمع مبلغ يصل إلى 19 مليار يوان (2.6 مليار دولار) عقب انتهاء تجميد استمر لفترة خمسة أشهر عندما أمرت الجهة المنظمة للأوراق المالية في الصين بتعليق الموافقة على الصناديق الاستثمارية ابتدء من أيلول (سبتمبر) وسط محاولات لتهدئة سوق الأسهم المحلي. وعلى نقيض معظم الأسواق الآسيوية، فقد انخفض مؤشر "شنغهاي" المركب، الذي كان المؤشر الوحيد المرتفع في الأسبوع الماضي من بين الأسواق التي تمت تغطيتها، بنسبة 2.2 في المائة ليغلق عند مستوى 4.497.13 نقطة.
بعد أن خسر بنسبة 16.6 في المائة خلال الأسابيع الستة الأخيرة المتتالية، فقد عكس مؤشر سوق هونج كونج اتجاهه ليرتفع بمقدار 678 نقطة أو بنسبة 2.9 في المائة هذا الأسبوع وأغلق تعاملاته عند مستوى 24.148.43 نقطة.

أوروبا
ارتفعت الأسهم الأوروبية خلال الأسبوع الماضي بقيادة أسهم شركات صناعة السيارات والإنشاءات وسط توقعات بإمكانية المحافظة على نمو الأرباح حتى في ظل اضطرابات سوق الائتمان. وقد ارتفعت أسهم شركتي بيجو PSA وستروين ثاني أكبر شركتين لتصنيع السيارات في المنطقة الأوروبية، وكذلك شركة ديلمر AG بعد أن عادت هذه الشركات إلى تحقيق الأرباح. ومع ذلك، فقد أغلق مؤشر "فاينانشيال تايمز 100" دون تغيير يذكر تقريباً، إذ ارتفع بنسبة 0.06 في المائة ليصل إلى 5.787.60 نقطة متأثراً بقطاع البنوك بعد أن أعلن أحد المسؤولين في بنك جي بي مورجان أن النتائج المالية لشركة براد فورد آند بنجلي مثيرة للقلق حيث يتوقع مزيد من حالات شطب الديون من قبل مؤسسات الإقراض.

أسعار العملات
سجل الدولار الأمريكي أكبر خسارة أسبوعية له خلال هذا العام مقابل اليورو، إذ انخفض بنسبة 1.204 في المائة حيث أدى الانخفاض في مؤشر التصنيع وكذا هبوط ثقة المستهلكين إلى زيادة التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار ربما يصل إلى 0.75 نقطة مئوية في الشهر المقبل. وقد ارتفع الدولار فقط مقابل الين الياباني والدولار الكندي بنسبة 0.438 و0.771 في المائة على التوالي. ورغماً عن أدائه المتباين هذا الأسبوع، فقد سجل الجنية الاسترليني أول ارتفاع له خلال أسبوع أمام الدولار منذ كانون الثاني (يناير) على أثر توقعات بأن تزايد التضخم سيمنع بنك إنجلترا من خفض أسعار الفائدة. وباستثناء الدولار الأسترالي، فقد ارتفع اليورو أمام بقية العملات الأخرى الرئيسية إذ بلغ سعره 1.468 دولاراً، 0.7487 جنيهاً و158.308 يناً. وقد انخفض الدولار الكندي أمام جميع العملات الرئيسية عقب صدور تقرير أوضح أن شحنات المصانع سجلت أكبر انخفاض لها في كانون الأول (ديسمبر) خلال أربع سنوات ونصف. ومن جانب آخر، سجل الدولار الأسترالي ارتفاعاً خلال الأسبوع مقابل جميع العملات التي شملها هذا التقرير بعد أن لمح البنك المركزي برفع أسعار الفائدة خلال الشهر المقبل.

الأكثر قراءة