"جومبيرت أبوللو" .. تواجه أعرق السيارات الرياضية في العالم

"جومبيرت أبوللو" .. تواجه أعرق السيارات الرياضية في العالم

مهمة إنتاج سيارة من نقطة الصفر تعد من الأمور الصعبة التي تواجه صانعي السيارات في العالم، فكيف الحال إذا كان الهدف إنشاء شركة سيارات جديدة وإنتاج طراز سوبر رياضي ينافس أعتى سيارات هذه الفئة في العالم.
هذا التحدي أطلقه مهندس ألماني يدعى رولاند جومبيرت عمل سابقاً رئيساً للقسم الرياضي لشركة أودي، وفي عهده حققت "أودي" إنجازات رياضية متعددة أبرزها كان الفوز في بطولة العالم للراليات في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي. وعمل جومبيرت على تأسيس شركة بالتعاون مع رولاند مايير الذي يرأس شركة التعديل الشهيرة "إم تي إم", تهدف إلى إنتاج طراز رياضي خارق الأداء مع توفير الشخصية المميزة له من خلال إنتاجه بأعداد محدودة.
ونجح جومبيرت في استقطاب بعض الخبراء المحترفين لشركته الصغيرة وبعضهم خدم معه عندما كان يعمل مع "أودي"، كما نجح جومبيرت في الحصول على الدعمين المالي والفني من خلال بعض الشركات والبنوك, إضافة إلى الجامعات والمعاهد المتخصصة، وبعض الشركات المزودة للأنظمة المختلفة.
تفكير جومبيرت انصب على إنتاج سيارة سوبر رياضية صالحة للاستخدام في الشوارع، ويمكن المشاركة بها في السباقات دون أي تعديلات جوهرية، وبالفعل بدأ أحد مصممي الشركة الإيطالي ماركو فارينا بتنفيذ تصاميم مصغرة للسيارة خرجت إلى النور في عام 2002، بعد ذلك تم بناء مجسم بالأبعاد الحقيقية للسيارة وتم اختباره في نفق الهواء.
والسيارة التي بدأ إنتاجها عام 2006 حملت تسمية "أبوللو" وهي سيارة سوبر رياضية تتسع لراكبين فقط، وصنع هيكلها من المعادن المركبة المخلوطة بالكروم، في حين أن معظم مكونات الجسم الخارجي مصنوعة من الألياف الكربونية, الذي يمتد إلى دعائم الحماية الخاصة بمقصورة الركاب.
وتتمتع السيارة بشكل رياضي، وهي منخفضة وعريضة وتتميز بمقدمتها الهجومية التي تضم فتحات تهوية كبيرة الحجم مع زوائد أيروديناميكية توفر الانسيابية العالية للسيارة، كما تبرز فتحات العجلات الأمامية الكبيرة والعريضة. وزودت السيارة بواجهة أمامية من قطعة واحدة يمكن فكها وتثبيتها بكل سهولة وهي تضم معها مصابيح السيارة.
من الجوانب تبرز فتحات التهوية الكبيرة الحجم التي توفر التبريد المناسب لمحرك السيارة المثبت في الخلف، وتم تجهيز السيارة بأبواب تفتح إلى الأعلى، وعند فتح هذه الأبواب يمكن ملاحظة قضبان الحماية التي توفر أقصى درجات الأمان لركاب السيارة. ومن الخلف يلاحظ حجم المؤخرة الكبير وفتحات الهواء الكبيرة التي تتيح تصريف الهواء الساخن من حجرة المحرك. كما تلفت المصابيح الخلفية النظر بسبب طريقة تصميمها والألوان المستخدمة فيها.
وزودت السيارة بفتحة تهوية مثبتة في سقف السيارة مهمتها توفير التبريد اللازم للمحرك، وهي أيضاً ميزة جمالية لافتة في هذه السيارة. ولتوفير الثبات اللازم للسيارة تم اعتماد عاكس هواء خلفي كبير الحجم يصل عرضه إلى عرض السيارة.
وتجهز السيارة بعجلات معدنية مصنوعة من المعدن الخفيف، ويبلغ قياسها 19 بوصة، وهي مكسوة بإطارات مطاطية قياس 255/35 زي آر في الأمام، و 345/35 زي آر في الخلف، واللافت اعتماد التقنية نفسها المستخدمة في تثبيت عجلات سيارات الفورمولا واحد لهذه السيارة.
جهزت السيارة بمقصورة ركاب من أبرز مواصفاتها أنها آمنة إلى أقصى الحدود، والسبب اعتماد قضبان حماية تحيط بركاب السيارة، واعتماد مقاعد رياضية مزودة بأحزمة أمان رباعية نقاط التثبيت.
واللافت أن السيارة مجهزة بالكثير من وسائل الراحة والرفاهية حيث يبرز الجلد الفاخر الذي يزين مقاعد السيارة، والجلد السويدي الفاخر الذي يزين لوحة القيادة المصنوعة يدوياً، كما يتوافر للسيارة مكيف هواء إلكتروني، ونظام استماع موسيقي متطور، ويمكن حسب الطلب إضافة المزيد من التجهيزات التي يرغب فيها مالك السيارة، ومنها شاشة للبث التلفزيوني ونظام فيديو رقمي.
وتم استخدام الألمنيوم بشكل مكثف في لوحة القيادة حيث يمتد إلى عدادات السيارة وفتحات التكييف، إضافة إلى مقبض علبة التروس الذي يتميز بطوله.
وتمت الاستعاضة عن المرايا الجانبية للسيارة بكاميرا للرؤية الخلفية، حيث يتم عرض ما يوجد خلف السيارة على شاشة مثبتة في لوحة القيادة.
المحرك المعتمد في السيارة يتميز بوزنه المنخفض الذي يصل إلى 190 كيلو جراما، وهو يتكون من ثماني أسطوانات بشكل سبع وتبلغ سعته 4.2 لتر، وهو يولد طاقة تبلغ 650 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة، ويصل عزم الدوران الأقصى لهذا المحرك إلى 850 نيوتن/م عند 4500 دورة في الدقيقة.
ويتصل المحرك بعلبة تروس أوتوماتيكية متتالية مكونة من ست نسب أمامية، وهي تنقل عزم المحرك إلى العجلات الخلفية. وزودت السيارة بمكابح متطورة عالية الفاعلية تتكون من أسطوانات مهواة في الأمام والخلف مزودة بستة مكابس ومدعومة بنظام منع غلق المكابح من الجيل الحديث.
أما تماسك السيارة وثباتها فمرتفع جداً والسبب اعتماد نظام تعليق بتحكم إلكتروني يمكن تعديل وضعيته حسب أربعة خيارات، وأنظمة التعليق في السيارة هي مستقلة في الأمام والخلف، وممتصات الصدمات ذات تحكم إلكتروني حيث يمكن خفض ارتفاع السيارة عن الأرض بنسب متفاوتة.
وتنطلق السيارة التي يبلغ وزنها 1100 كيلو جرام فقط من صفر إلى 100 كيلو متر في الساعة في غضون ثلاث ثوان فقط، وتصل سرعة السيارة القصوى إلى 360 كيلو متر في الساعة، وتصل السيارة إلى سرعة 200 كيلو متر في الساعة خلال تسع ثوان فقط وهي أرقام كفيلة بمواجهة أعرق السيارات الرياضية في العالم ويملك وكالتها في دول مجلس التعاون الخليجي شركة حمد الزياني للسيارات في البحرين.
وتطرح الشركة في الوقت الحاضر نسخة من سيارتها هذه مزودة بشاحني هواء تحمل تسمية "أبوللو سبورت" وتصل قوتها إلى 800 حصان.
وتنتج شركة جومبيرت 150 سيارة من طراز أبوللو في الفترة ما بين 2005 و2008، وهي تبيع سياراتها بسعر يزيد على 500 ألف دولار وبعض طرزها يزيد سعره على مليون دولار، وذلك حسب الإضافات والتجهيزات التي يرغب فيها مالك السيارة.

الأكثر قراءة