فقه الحياة

فقه الحياة

قصة الإنسان والحياة بداية تعدد سياقها في القرآن في قصة آدم وزوجه، وشأنهما مع إبليس انتظم جملة من المعاني التي ترسم تصورا للطبيعة الآدمية البشرية، والمزاج المتعدد وربما المتقلب في النفس البشرية، وعن هذا ترى صفات النفس في القرآن مختلفة: (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي)، (يا أيتها النفس المطمئنة) وفي أوائل مقاصد الرسالات النبوية: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم) والنفس القابلة للخير والشر مجاهدتها بالتزكية: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها)، هذه الجملة من حكمة القرآن في التعريف بالإنسان وطبيعته ومزاجه المنفعل، يرسم طبيعة حركة الحياة البشرية في الأرض، وأنه يجب أن تقع تحت نظام الشريعة العادل الذي يعرف الحياة تعريفا شموليا، فليس الإيمان رسالة منفكة عن الحياة بل كما في التنزيل: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون)، وعن هذا كان صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم مطلقا لحركة الحياة العادلة في معاش الناس وبنائهم لخاصتهم، صحيح أن ثمت قيما حاكمة لكن هذه القيم هي التي تزن الطبيعة البشرية إلى درجة من حسن الإدراك والتصور والسعادة، وبقدر ما توجد هذه القيم والآدب التي تقيد بعض حركة الإنسان يبقى الأصل في المعاملات الحل والأعيان كذلك في جمل شرعية واسعة رتب الفقهاء على هذه الأصول فروعا كثيرة، و الله الهادي.

الأكثر قراءة