تقرير: 3 سيناريوهات لأسواق النفط في عام 2008

تقرير: 3 سيناريوهات لأسواق النفط في عام 2008

أسهم تضارب الآراء حول مستقبل الاقتصاد العالمي وأثر أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة وأثر ارتفاع أسعار النفط في الاقتصاد العالمي في تضارب التوقعات حول أسعار النفط في عام 2008, وتعدد سيناريوهات تطورات أسواق العالم. من هذا المنطلق قامت شركة إنيرجي إنتليجيس، وهي أشهر دار نشر في مجال الطاقة في العالم، بتلخيص مختلف التوقعات ضمن ثلاثة سيناريوهات رئيسية أعلنت عنها أخيرا في تقرير نشرته في عدد من منشوراتها، مشيرة إلى أن أهم العوامل التي أدت إلى اختلاف التوقعات تتعلق بوضع الاقتصاد الأمريكي كونه أكبر سوق للنفط في العالم، والمستجدات السياسية في الشرق الأوسط كونها أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم.
وتم وضع كل التوقعات التي ترى ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار ضمن السيناريو الأول والتي ترى في مجملها أن النمو الاقتصادي، خاصة في البلاد النامية، والتوترات الجيوسياسية، وانخفاض الدولار ستغري المضاربين والمستثمرين وسترفع أسعار النفط بشكل كبير.
وتضمن السيناريو الثاني، وهو المرجح لدى أغلب المحللين، توقعات مختلفة لأسعار في نطاق 80 - 90 دولاراً للبرميل، وقد تؤدي بعض التصحيحات إلى تراجع السعر إلى حدود 70 دولاراً دون التقليل من فرصة الارتفاع ثانية. من هذه العوامل انحسار نمو الطلب في الدول المتقدمة والارتفاع الشديد في إنتاج دول أوبك والدول وخارجها, كما يتجه الكثير من الحكومات إلى رفع الدعم عن المحروقات والمشتقات النفطية، الأمر الذي يخفف من الطلب عليها.
أما السناريو الثالث، وهو الأقل احتمالاًً، فإنه يتضمن توقعات ترى انخفاض أسعار النفط وتراوحها في نطاق 50 - 60 دولاراً للبرميل أو أقل, وبالرغم من أن انخفاض أسعار النفط يعد شيئاً جيدا بالنسبة للدول المستهلكة، إلا أن هذه التوقعات تعد متشائمة لأنها تتوقع انخفاض الأسعار نتيجة تطلعاتها التشاؤمية للمستقبل, حيث تتوقع أن تنتقل أزمة تمويل الرهن العقاري في الولايات المتحدة إلى القطاعات التجارية, كما تتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي حول العالم بما في ذلك الصين ومعها أشد الدول طلبا للنفط, ولا تستبعد احتمال حدوث مفاجآت غير سارة مثل الأزمة المالية في آسيا كتلك التي حصلت في عام 1997.
ويتضح من التقرير أن أغلب المحللين يرون أن أسعار النفط ستظل مرتفعة لأن جميع العوامل التي أدّت إلى ارتفاع أسعار النفط في العام الماضي لا تزال موجودة حتى الآن, فمخزونات النفط ومشتقاته متدنية نسبياً ولعلّ هذا ما حدا بوكالة الطاقة الدولية IEA للتحفظ على كمية مخزون الطوارئ لديها كما أفاد وليام رامزي، نائب رئيس الوكالة في تصريح لـ "رويترز" في الثالث من كانون الثاني (يناير) الجاري, مبرراً ذلك بالحرص على تهدئة السوق ونافيا وجود عجز في المخزون, أضف إلى ذلك تعطّش المستثمرين والمضاربين إلى جني الأرباح المجزية من المضاربات في السلع، خاصة النفط، واحتمال بقاء قيمة الدولار متدنية مقارنة بالعملات الدولية.

الأكثر قراءة