"قفزة القط الميت" ترد الأسهم الخليجية صعودا بعد "الثلاثاء الأسود"
بعد خمس جلسات متتالية من الهبوط الحاد تكبدت خلالها خسائر فادحة ارتدت بورصات الخليج كافة في حركة اصطلح على تسميتها بين خبراء البورصات "قفزة القط الميت" الذي يهوي من مرتفع شاهق إلى الأرض بقوة فيرتد إلى أعلى بقوة السقوط ذاتها وربما أعلى وهو ما حدث بالفعل للبورصات الخليجية في تعاملات الأمس.
ووفقا لمحللين ماليين فإن محافظ الاستثمار المحلية خصوصا في الإمارات هي التي قادت حركة الارتداد القوية للأسواق، حيث لا تزال مبيعات صناديق الاستثمار الأجنبية مستمرة وفقا لتقرير سوق دبي المالية، حيث بلغت قيمتها 2.02 درهم مقابل مشتريات بقيمة 1.6 مليار درهم بصافي استثمار 350 مليون درهم كمحصلة بيع.
وبقوة الهبوط نفسها التي بلغت حدتها 18.2 في المائة على مدى خمس جلسات استردت سوق دبي 75 في المائة من خسائرها، حيث ارتفع مؤشرها بنسبة 10.4 في المائة مقارنة بأعلى هبوط أول أمس بنسبة 6.2 في المائة, وأنهى 12 سهما من بين 26 سهما سجلت ارتفاعا الجلسة قبل إغلاقها بساعة بعدما وصلت أسعارها إلى الحد الأعلى صعودا 15 في المائة واختفت عروض البيع عليها تماما.
ورغم إجماع المحللين على أن الأسواق ستسجل ارتدادا بعد خمس جلسات من الهبوط الحاد إلا أن المتعاملين الذين تكبدوا خسائر فادحة أبدوا مخاوف من استمرار الهبوط, ومع أول دقيقة من افتتاح جلسة التداولات في دبي وأبوظبي فوجئ المتعاملون بدخول سيولة قوية طالت جميع الأسهم المتداولة خصوصا الأسهم التي سجلت أول أمس انخفاضا بالحد الأقصى مما دفع المؤشر للارتداد بقوة باتجاه الصعود الذي استمر طيلة الجلسة فوق الـ 10 في المائة رغم عمليات جني الأرباح التي نشطت على مدى أربع ساعات من عمر الجلسة.
وسجلت أسعار 12 شركة ارتفاعا بالحد الأقصى المسموح به في الجلسة الواحدة (15 في المائة) وهى أسهم أملاك 4.77 درهم ودبي المالي 5.03, ودبي للاستثمار 5.47 درهم وأرامكس 2.94 درهم , وسلامة 3.64 درهم والاتحاد العقارية 4.78 درهم ودو 6.11 درهم والخليج للملاحة 1.58 درهم والعربية للطيران 20.4 درهم وتبريد 3.19 درهم وأمان 27.45 درهم والمزايا الكويتية 8.85 درهم.
وقال لـ "الاقتصادية" المحلل المالي محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية إن عمليات البيع التي تمت على مدى خمس جلسات متتالية جعلت السوق أكثر مبيعا، وهو ما حتم عملية الارتداد التي جاءت بدخول قوي من محافظ الاستثمار المحلية وانضمت إليها بعض محافظ الاستثمار المؤسساتية الأجنبية خصوصا أن الأسعار وصلت بالفعل إلى مستويات مغرية بالشراء.
وأوضح أن قرار الاحتياطي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة ترك انعكاسا إيجابيا على البورصات العالمية والآسيوية التي أغلقت على ارتفاع أمس وهو ما شجع المحافظ على الدخول بقوة إلى جانب أن المستثمرين بدأوا يدركون أن الهبوط كان غير مبرر وتكبدوا خسائر دون داع لذلك توقف البيع وكثرت طلبات الشراء.
واعتبر ياسين أن الارتداد الذي سجلته السوق الإماراتية ومعها بقية البورصات الخليجية جيد للغاية، حيث أعاد الثقة مجددا للمستثمرين غير أنه حذر من استمرار الارتداد القوي بنسب شبيهة بتلك التي سجلتها سوق دبي بأكثر من 10 في المائة قائلا إن الصعود القوي سيؤدي إلى هبوط بالنسبة ذاتها حيث ستتصاعد عمليات جني الأرباح.
واستردت سوق الدوحة أكثر من نصف خسائر جلسة أول أمس 7.7 في المائة، حيث ارتفع مؤشرها بنسبة 4.1 في المائة وارتفعت أسعار 31 شركة مقابل انخفاض أسعار سبع شركات وبلغت قيمة التداولات مليار ريال من تداول 21.1 مليون سهم منها 12.4 مليون يما يعادل 58.7 في المائة لستة أسهم هي التي قادت السوق نحو الارتداد القوي.
وحققت الأسهم التي انخفضت أول أمس بالحد الأقصى أو قريبة منه ارتفاعا بالنسبة ذاتها، حيث صعد سهم الدوحة للتأمين بنسبة 9.4 في المائة إلى 48.70 ريال وماء وكهرباء 9.1 في المائة إلى 112 ريالا والطبية 8.1 في المائة إلى 33.60 ريال وكيوتل 6.9 في المائة إلى 253.80 ريال.
وارتدت سوق مسقط التي كانت أكبر البورصات الخليجية خسارة أول أمس بنسبة 8.3 في المائة لكن جاء صعودها بنسبة أقل بكثير وليس على قوة الارتداد الذي حدث في أسواق دبي وأبوظبي والدوحة حيث ارتفع مؤشرها بنسبة 2.8 في المائة وارتفعت أسعار 40 شركة مقابل انخفاض أسعار عشر شركات وبلغت قيمة التداولات 28.2 مليون ريال من تداول 26.8 مليون سهم.
وقادت الأسهم القيادية التي كانت قد تعرضت لهبوط حاد حركة الارتداد للمؤشر خصوصا سهم بنك مسقط الذي استحوذ على تعاملات نشطة بقيمة 6.2 مليون ريال بما يعادل 22 في المائة من السوق وارتفع سعره بنسبة 1.7 في المائة إلى 2.039 ريال يليه سهم ريسوت للأسمنت 3.2 بتداولات قيمتها 3.2 مليون ريال مرتفعا بنسبة 2.6 في المائة إلى 1.957 ريال.
وارتفع مؤشر بورصة الكويت بنسبة 0.85 في المائة مقارنة بانخفاض 1.5 في المائة أول أمس وجاء الدعم من ارتفاع القطاعات المدرجة كافة وبلغت قيمة التداولات 228.5 مليون دينار من تداول 395.4 مليون سهم.
واستحوذت خمسة أسهم هي "اكتتاب"، "أبراج"، "الصفوة"، "المستثمر الدولي"، "والمدينة" على ربع عدد الأسهم المتداولة في السوق وسجلت جميعها ارتفاعات سعرية, وحقق سهم بوبيان للكيماويات أعلى الارتفاعات 7.6 في المائة إلى 1.120 دينار والهلال 5.8 في المائة إلى 1.080 دينار وشعاع 5.4 في المائة إلى 0.485 دينار والخليجية للاستثمار 5 في المائة إلى 0.210 دينار
وصعد مؤشر البحرين بنسبة 0.64 في المائة مقارنة بانخفاض 1 في المائة أول أمس بدعم من قطاعات البنوك، الاستثمار والتأمين وقفزت التداولات إلى 1.4 مليون دينار من تداول ثلاثة ملايين سهم منها 1.1 مليون بما يعادل 36.3 في المائة من السوق لسهم "السلام" الذي تصدر أيضا قائمة الأسهم الأكثر صعودا بنسبة 4.1 في المائة إلى 0.200 دينار.