الدواجن المحلية وثقة المستهلك
تعرض قطاع الدواجن في المملكة لمدة شهر اعتبارا من بداية شهر ذي القعدة الماضي لعارض صحي تمثل في ظهور بؤر إصابات لمرض إنفلونزا الطيور في بعض محافظات منطقة الرياض، إلا أنه وبتوفيق من الله، سبحانه وتعالى، ثم حسن التعامل من الجهات ذات العلاقة تمت السيطرة على هذا المرض، إلا أنه برزت مع هذا الحدث عدة ظواهر تختلف في درجة إيجابيتها أو سلبيتها، منها تحول شريحة من المستهلكين لاستهلاك لحوم الدجاج المستوردة ومحاولة تأثيرهم في المستهلكين الآخرين والابتعاد عن استهلاك بيض المائدة، إلا أنه من اللافت للنظر رغم التخوف لدى شريحة من المستهلكين كان الطلب على لحوم الدواجن المحلية والبيض مستمرا ولم يتأثر، بل صاحبته زيادة في الأسعار لمنتجات بعض مشاريع دجاج اللحم وبيض المائدة، وقد يعزى ذلك للتجاوب الإيجابي من قبل غالبية شرائح المجتمع مع نهج الطمأنة الذي تبنته الجهات الرسمية ذات العلاقة في المملكة، إضافة إلى متانة صناعة الدواجن وتميزها وأن مخرجاتها تحظى بالقبول والتقدير في الأسواق المحلية أو في بعض الدول الخليجية. وكذلك جودة في نوعية المنتج جاءت بعد تراكم خبرة سخرها العاملون في هذا المجال لتحقيق هذه الثقة، وهذا التغير النوعي في الإنتاج جاء مصاحبا للتغير في نمط الاستهلاك تمشيا مع التغيرات الاقتصادية التي حدثت للمجتمع السعودي اعتبارا من فترة ما يسمى فترة الطفرة "منتصف السبعينيات الميلادية" نتيجة تحسن مستوى المعيشة للمواطنين وارتفاع مستويات دخولهم، وكذلك تمشيا مع رغبات المستهلكين. وصناعة الدواجن تطورت في وقتنا الحاضر وأصبحت مفخرة لارتفاع مستوى نوعية إنتاجها واستخدامها التقني في جميع مراحل الإنتاج والتسويق، وهذه الصناعة حققت تطورا ملموسا خلال فترة وجيزة نتيجة الدعم والتشجيع المستمر الذي وفرته الدولة ـ أيدها الله ـ للمستثمرين في هذا القطاع، حيث بلغ عدد مشاريع إنتاج بيض المائدة حتى نهاية عام 2006, 101 مشروع أنتجت ما يزيد على ثلاثة مليارات بيضة لتتجاوز نسبة الاكتفاء الذاتي وتتصدر منطقة الرياض مناطق المملكة من حيث عدد المشاريع، حيث يوجد فيها 37 مشروعا تشكل 37 في المائة من أعداد المشاريع المنتجة لبيض المائدة، في حين تتصدر المنطقة نفسها مناطق المملكة من حيث الإنتاج بنسبة تقدر بنحو 35 في المائة، فيما بلغ إجمالي عدد مشاريع إنتاج دجاج اللحم 404 مشاريع تنتج نحو 535 ألف طن، تسهم بـ 58 في المائة من احتياجات المملكة من لحوم الدواجن، وتحتل منطقة الرياض المرتبة الأولى من حيث عدد مشاريع هذا النوع من الإنتاج وذلك بعدد 105 مشاريع تشكل 26 في المائة من إجمالي العدد، في حين أن منطقة مكة المكرمة تتصدر مناطق المملكة من حيث الإنتاج، حيث تنتج أكثر من 35 في المائة من إجمالي إنتاج المملكة من لحوم الدواجن. والثقة التي اكتسبتها صناعة الدواجن في المملكة لا بد من المحافظة عليها بتضافر جهود الجميع، وعلى وجه الخصوص أصحاب مشاريع الدواجن، خاصةً الصغيرة منها الذين تواجههم صعوبات متزايدة متمثلة في عدد من المشكلات الإنتاجية والإدارية والتسويقية، انعكس ذلك على وضع تلك المشاريع أدى معه إلى توقف بعضها عن الإنتاج وإغلاقها أو تشغيلها بطاقة إنتاجية أقل من طاقتها التخطيطية بتطوير قدراتهم وأهمية التطبيق الحازم لإجراءات الأمن الوقائي في مشاريعهم للحفاظ على هذه الصناعة ودعمها.