أبو ظبي تستثمر 15 مليار دولار في الطاقة المتجددة
أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمس أن أبو ظبي ستستثمر 15 مليار دولار في المرحلة الأولى من مبادرة لتطوير مصادر الطاقة المتجددة التي تحافظ على البيئة.
وقال الشيخ محمد أمام قمة الطاقة المستقبلية في العالم المنعقدة في الإمارة،
إن الاستثمار سيتم في إطار مبادرة "مصدر" لتطوير مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة. ولم يذكر الشيخ محمد إطارا زمنيا للاستثمار في
أبو ظبي. وجاء في تقرير برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة الصادر العام الماضي، أن انبعاثات الغازات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في الإمارات بلغت 34.1 طن لكل فرد في عام 2004، وهو ثالث أعلى مستوى عالمي في العالم بعد قطر، والكويت ويزيد كثيرا عليه في الولايات المتحدة ويبلغ 20.6 طن للفرد. كما تهدف مشاريع الطاقة البديلة لوضع الإمارات في صدارة صناعة الطاقة في المستقبل، وتحسين موقفها في وقت يتنامى فيه الاهتمام بالتغيرات المناخية.
وقال سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لمبادرة "مصدر" الأسبوع الماضي، إن الإمارات تنوي بناء مدينة خضراء تتكلف مليارات الدولارات في الصحراء في الربع الأول من هذا العام.
وتشمل الخطة مدينة دون انبعاثات كربونية ودون مخلفات يقطنها 15 ألف
نسمة في إطار سلسلة من المشاريع في خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تهدف إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وتنوي "مصدر" تطوير شبكة على مستوى البلاد لتجميع وتخزين الكربون وضخ الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري في حقول النفط لخفض الانبعاثات وزيادة إنتاج النفط. ولم تثبت مشاريع تجميع وتخزين الكربون جدواها تجاريا، وستسمح بتوفير الغاز الذي يعاد حاليا ضخه لاستخراج النفط من الحقول. وتحتاج الإمارات إلى الغاز لتوليد الكهرباء لمواجهة الطلب المتزايد نتيجة الازدهار الاقتصادي الناجم عن نمو عائدات النفط.
من جهة أخرى منحت شركة الإمارات للألمنيوم "إيمال" التي تبني حالياً أكبر مصهر ألمنيوم في العالم في منطقة الطويلة في أبو ظبي عقد بناء محطة الطاقة الكهربائية التي ستغذي مصهر الألمنيوم لشركة جنرال إلكتريك الأمريكية. وتبلغ قيمة العقد 1.8 مليار درهم، وستبني "جنرال إلكتريك" بموجبه واحدة من كبرى محطات توليد الطاقة على مستوى الدولة بطاقة 2250 ميجا وات.
وتغذي هذه المحطة المصهر بالطاقة اللازمة بتشغيله وتتميز بأفضل إجراءات السلامة والأمان وأحدث التقنيات التي ستضمن فاعلية وكفاءة عمل محطة توليد الطاقة والمصهر. كما تتميز هذه المحطة بكونها مصدر طاقة مستقلا تقوم بشكل حصري بتزويد الطاقة لمصهر الألمنيوم مما يعني ضمان استمرارية وصول الطاقة للمصهر وثبات واستقرار الإنتاج فيه. وستعمل هذه المحطة الكهربائية باستخدام الغاز الطبيعي مما يضمن خفض تكاليف الإنتاج ويقلص الآثار البيئية للمحطة والمصهر.
وكل هذه المزايا تنبع من رؤية وأهداف "إيمال" في بناء مصهر حديث يساهم في بناء الدولة، وإنتاج الطاقة النظيفة دون التفريط في البيئة والحياة البرية والبحرية لدولة الإمارات. وستبدأ "جنرال إلكتريك" في تسليم أجهزة توليد الطاقة في كانون الأول (ديسمبر) 2008، وستنتهي من تجهيز المحطة في تموز (يوليو) 2009.