رؤساؤنا التنفيذيون في الميزان (2 من 2)
عبد الله الربيعة، سعد الدوسري، المهندس أحمد العوهلي، عبد الرحمن الفقيه، الدكتور مروان الأحمدي، عبد المحسن الفارس، عبد الفتاح فدا، فهد الرشيد، والمهندس سعود القصير. جميع هذه الأسماء هي أسماء تنفيذيين سعوديين يرأسون شركات سعودية مدرجة قائمة تسهم بشكل أو بآخر في نمو واستدامة منظومة الاقتصاد السعودي.
من "كيان"، إلى "بترورابغ"، مروراً "بسبكيم"، ووصولاَ إلى ينساب في قطاع الصناعات البتروكيماوية، إلى "زين السعودية" في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، مروراً بمصرف الإنماء في قطاع المصارف والخدمات المالية، وصولاً إلى "جبل عمر"، و"إعمار المدينة الاقتصادية"، و"دار الأركان" في قطاع التطوير العقاري.
تباينت الخلفيات المهنية لهؤلاء الرؤساء التنفيذيين من خلفيات مالية، أو هندسية، وأكاديمية. وتباينت كذلك آليات وصولهم لمراكزهم الحالية بين القدوم من داخل الشركة ذاتها، أو من داخل قطاعها الاقتصادي، أو من خارجه كلياً.
وتباينت كذلك منهجيتهم في إدارة دفة شركاتهم بين المنهجية المركزية، أو المنهجية اللامركزية، أو المنهجية المختلطة. وتباينت تباعاً النتائج التشغيلية التي حققوها خلال فترة رئاستهم الحالية بين فوق المتوقع، أو حسب المتوقع، أو دون ذلك.
تبرز مجموعة من التساؤلات مع جميع عوامل التباين هذه، سواءً الخلفيات المهنية، أو آليات الوصول، أو منهجية الإدارة، أو النتائج التشغيلية، تدور حول كفاءة هؤلاء الرؤساء التنفيذيين في تحقيق أهداف شركاتهم ليس من منظور حملة الأسهم فحسب، ولكن أيضا من منظور منظومة الاقتصاد السعودي، عطفاً على دور هذه الشركات في نمو الاقتصاد السعودي واستدامته خلال الفترة المقبلة.
حاولت دراسة الإجابة عن هذه التساؤلات عن طريق دراسة آليات وصول 120 رئيس تنفيذي إلى قمة هرم شركاتهم، وطبيعة المنهجيات التي اتبعوها لتحقيق أهداف شركاتهم، وانعكاسات هذه المنهجيات على النتائج التشغيلية لشركاتهم.
تناول الجزء الأول من المقال التعريف بالدراسة، ومنهجية البحث، وتفاصيل عينة الدراسة. يكمل هذا الجزء من المقال نتائج الدراسة وتوصياتها بهدف وضع خلاصة شمولية حول كفاءة الرؤساء التنفيذيين في تحقيق أهداف شركاتهم ليس من منظور حملة الأسهم فحسب، ولكن أيضا من منظور منظومة الاقتصاد السعودي، عطفاً على دور هذه الشركات في نمو الاقتصاد السعودي واستدامته خلال الفترة المقبلة.
من أهم نتائج الدراسة ما يلي:
تزداد مخصصات الأبحاث والتطوير المتوقعة بتعيين رئيس تنفيذي عبر قناة التدرج الوظيفي عن تلك المتوقعة عن طريق التعيين عبر القنوات الأخرى.
تنعكس قوة السلطة الإدارية للرئيس التنفيذي السابق على ترجيح قناة التعيين عبر قناة التدرج الوظيفي.
يتأثر حجم المبيعات بتعيين رئيس تنفيذي عوضا عن سعر سهم الشركة.
يتوقع أن يزيد حجم مبيعات الشركة عندما يتم التعيين عبر قناة التدرج الوظيفي بنسبة أكبر من قنوات التعيين الأخرى.
تفضل الشركات القائمة تعيين رئيسها التنفيذي عبر قناة التدرج الوظيفي بشكل أكبر من قنوات التعيين الأخرى.
خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات للشركات الجديدة. من أهم هذه التوصيات:
تتأثر علاقة الرئيس التنفيذي السابق بأعضاء مجلس الإدارة عندما يتم تعيين رئيس تنفيذي من أحد أعضاء مجلس الإدارة.
تتأثر كمية وحجم المعلومات الداخلية التفصيلية عن إجراءات سير العمل عندما يتم التعيين عبر قناة مجلس الإدارة أو الترشيح الخارجي.
كثيرة هي الفوائد عندما ننظر من منظور هذه الدراسة إلى واقع الشركات السعودية وآليات تعيين رؤسائها التنفيذيين. حيث تتباين آليات التعيين من قناة التدرج الوظيفي، إلى تعيين أحد أعضاء مجلس الإدارة، إلى الترشيح من خارج قطاع الشركة.
ينعكس هذه التباين إلى ربحية الشركة في المستقبل المتوسط والبعيد بين فوق المتوقع، أو حسب المتوقع، أو دون ذلك. يساعد هذا التباين المستثمرين على إيجاد معيار جديد يضاف إلى معايير جدوى الاستثمار لديهم للمفاضلة بين الاستثمار في شركة عن الأخرى.