الرياض وواشنطن تؤكدان أهمية توازن أسواق النفط واستقرار ها

الرياض وواشنطن تؤكدان أهمية توازن أسواق النفط واستقرار ها

أكد وزيرا النفط في السعودية والولايات المتحدة أمس، "أهمية استمرار توازن واستقرار السوق" النفطية في العالم. واتفقا على ضرورة "تعاون البلدين في مجال تبادل المعلومات حول الخطط المستقبلية".
جاء ذلك في سياق بيان صدر في ختام مباحثات وزير الطاقة الأميركي صامويل بودمان مع وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي في إطار جولة إقليمية للوزير الأمريكي، تتمحور حول وضع الأسواق النفطية.
وقلل وزير الطاقة الأمريكي صاموئيل بودمان من دور المضاربين في ارتفاع أسعار النفط، داعيا في الوقت نفسه منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) على زيادة إنتاجها من النفط. وأشاد بودمان برؤية خادم الحرمين الشريفين في خلق بيئة تعليمية رفيعة تتصدى لتحديات الطاقة.
وقال مسؤول في وزارة البترول السعودية لوكالة فرانس برس "تباحث النعيمي صباح السبت مع وزير الطاقة الأمريكي حول وضع أسواق النفط" دون المزيد من التفاصيل.
وتابع البيان أن "الجانب السعودي ألقى الضوء على جهود المملكة وبالتنسيق مع دول أوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) والدول المنتجة الأخرى الرامية لضمان إمداد السوق بالكميات الكافية التي يحتاج إليها من البترول".
كما بحث النعيمي أيضا، بحسب البيان المقتضب المشاريع السعودية "لزيادة طاقتها الإنتاجية من البترول الخام وزيادة طاقات التكرير محليا ودوليا".
وكان الوزير الأميركي وصل مساء الجمعة إلى السعودية أبرز أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ضمن جولة يزور خلالها أيضا الإمارات وقطر ثم مصر.
وكان بودمان أشار الخميس في الأردن إلى أنه سيطلب من حكومات الدول الخليجية الثلاث "العمل على تزويد أسواق النفط بشكل جيد" حتى لا يكون هناك شعور بوجود نقص في الخام.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أعرب لدى زيارته السعودية في بداية الأسبوع عن أمله في أن تزيد "أوبك" إنتاجها من أجل خفض أسعار النفط. غير أن وزير البترول السعودي أكد الثلاثاء أن بلاده ستزيد إنتاجها في حال تطلبت أوضاع السوق النفطي ذلك.
وقال بودمان في مؤتمر صحافي أمس في الرياض "أعتقد أن زيادة الإمدادات مسألة مهمة في وقت يدور فيه جدل مابين أن هناك الكثير من النفط في الأسواق وأن الارتفاع في الأسعار بسبب المضاربات".
وأضاف "من الإنصاف القول إن المضاربات يمكن أن تؤدي إلى اختلاف في تأرجح الأسعار ولكن لا يبدو أن لديها الكثير من التأثير في الأرقام بشكل مطلق. توجد حاجة إلى مزيد من الإمدادات حتى يمكننا أن نرى الأسواق أكثر شفافية".
وأشار إلى أن "هناك زيادة متوقعة في الطلب العالمي على الطاقة خلال الـ 20 أو 23 عاما المقبلة بحلول عام 2023".
وقال في هذا الخصوص "في الولايات المتحدة نتوقع أن يزيد الطلب على الكهرباء بنحو 50 في المئة. العالم يواجه تحديات أكثر كجزء من الواقع الجديد للطاقة. كما أن لدينا اهتمامات مشتركة إزاء الآثار البيئية. ونضع في الحسبان تعزيز النمو الاقتصادي في جهة والمسؤولية البيئية من جهة أخرى، ولا أعتقد أن الوقود الاحفوري سينفذ في أي وقت قريب، ولكن ارتفاع الطلب على الطاقة تسبب في انعدام الأمن العالمي للطاقة الذي يفترض أن يكون أمنا للطاقة". وتابع قائلا "علينا جميعا لتأمين الطاقة أن نركز على الحاجة إلى تنويع إمدادات الطاقة لدينا والموردين، فضلا عن توسيع وحمايه طرق الإمدادات، وهذا يعني كيفية الحصول على الطاقة. كما أن علينا أيضا تسخير العلم والتكنولوجيا لتحقيق التقدم والتكنولوجيا للعب دور في توسيع نطاق الطاقة، وهذا الأمر يتعلق بتدريب المزيد من العلماء والمهندسين. فالعالم بحاجة إلى زيادة الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة".
وبين أن أسعار النفط الحالية تمثل "عبئا على المستهلكين الأمريكيين، وهذا الأمر له آثار محتملة على اقتصادنا. وأعتقد أن من الإنصاف القول إني مع الرأي القائل باننا فى حاجة إلى زيادة الإمدادات".
وقال "من المهم جدا في رأيي أن الدول المنتجة للنفط بقيادة السعودية أن تتأكد من أن السوق فيها واردات جيدة من النفط. وقد شهدنا انخفاضا في المخزون وفي الوقت نفسه زيادة في الطلب من الصين والهند، فضلا عن بلدنا ضمن بلدان أخرى. لذلك يحدوني الأمل في رؤية المزيد من الإمدادات متاحة. وأعتقد أنه من الممكن زيادة الإمدادات على مدى فترة من الزمن، لأن السعودية تعتقد أن لديها احتياطيا وأنا أعتقد أيضا بأن لديهم احتياطيا. وأعتقد أننا في الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وبلدان أخرى بحاجة إلى المزيد من الاستثمار لتنويع أنواع الطاقة داخل كل نوع من أنواع الطاقة ولتنويع الموردين".
وأضاف "من المهم أن يكون هناك زيادة في الإمدادات وسيتعين عليهم (دول أوبك) إصدار حكم حول ذلك (في اجتماعهم القادم). لا أعتقد بأنه سيكون هناك جدل حول حقيقة أن لدينا انخفاضا في المخزونات. إننا نشهد زيادة محتملة في إمدادات من دول من خارج أوبك. ونحن مع الرأي القائل بأن الأرقام تشير إلى الحاجة إلى المزيد من الإمدادات، أما مسألة الحجم فهذا أمر لا أريد التكهن به".
كما أشار وزير الطاقة الأمريكي إلى تشجيع بلاده من أجل "توفير إمدادات إضافية من طاقة التكرير في بلدنا".
وكان بودمان قد خاطب في وقت مبكر من صباح أمس عددا من رجال الأعمال مبينا أنه سيركز في جولته على "أهمية المنهج التعاوني العالمي من أجل أمن الطاقة".
وأوضح أن "الواقع الجديد للطاقة المتنوعة يعني أن على العام تطوير إمدادات طاقة آمنة، وموثوقة، ونظيفة، ومتاحة"، مبينا أن العالم بحاجة من أجل تحقيق هذا الأمر إلى استثمارات بمليارات الدولارات خلال سنوات عديدة.
وقال "يجب علينا نحن تسخير الموارد العلمية والتكنولوجية، كما تفعل المملكة الآن في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وقريبا في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتطوير مصادر وتقنيات طاقة أنظف".
وفي هذا الخصوص، أشاد الوزير بودمان برؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
وقال "أحيي رؤية الملك عبد الله لخلق واقع تعليمي من مستوى رفيع من خلال جامعة لتخريج الباحثين فى التقنيات الجديدة التي ستساعد على تطوير جيل جديد من القادة الذين يستطيعون معرفة التحديات (في مجال الطاقة) والتصدي لها".
يشار إلى أن وزير الطاقة الأمريكي وصل إلى الرياض قادما من الأردن وسيزور أيضا الإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر ومنتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا.

الأكثر قراءة