رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الانتصار للمستقبل

[email protected]

الأمر الذي أجمع عليه كل مَن تحدثت معه في حفل وضع حجر الأساس لجامعة الملك سعود للعلوم الصحية الثلاثاء الماضي، هو أن هذا المشروع العملاق المتميز هو (مشروع المستقبل)، فالأغلبية ترى أن إنفاق الدولة على المشاريع في التعليم والصحة هو أهم خطوة تقدم عليها الحكومة لاستثمار الموارد المالية المتاحة، ففي هذين المجالين نحتاج إلى كل مشروع يُقام في أي مكان، المهم أن نستثمر هذه الوفرة المالية.
الدكتور عبد الله الربيعة وزملاؤه في الشؤون الصحية للحرس الوطني حققوا إنجازا للوطن عبر تحقيق رغبتنا وحلمنا وكذلك عبر تحقيق توجه الدولة وحرصها على الوقوف خلف أي مشاريع تدعم البنية الأساسية في الصحة والتعليم، وجامعة الملك سعود للعلوم الصحية تعد نقلة نوعية في الحجم والإمكانات.
المدينة الجامعية ستقام على مساحة خمسة ملايين متر مربع، إضافة إلى المدينتين الجامعيتين في جدة والأحساء، وتضم الجامعة تخصصات: الطب، التمريض، طب الأسنان، العلوم التطبيقية، الصيدلة، العلوم الصحية الأساسية، الصحة العامة والمعلومات، إضافة إلى أربعة مراكز لعلاج السرطان والسكري وزراعة الأعضاء، والعلاج الطبيعي، إضافة إلى مركز تدريب عملي مماثل لبيئة المستشفيات ومختبر مركزي.
والإنجاز المهم هو في تضمين المدينة الجامعية مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث، وكذلك إنشاء مستشفى تعليمي تخصصي للأطفال وهذا المستشفى وصفه المختصون بأنه تجربة رائدة في التخصص الطبي التعليمي وستكون طاقته 350 سريراً، والمدينة الجامعية بعد الانتهاء منها ستستوعب عشرة آلاف طالب، مع قابليتها الإنشائية لاستيعاب أكثر من هذا العدد مستقبلا.
إن إنشاء هذه الجامعة هو تتويج لجهود الحرس الوطني في الخدمات الصحية التي انطلقت قبل 50 عاماً بطبيب واحد وإمكانات متواضعة جدا .. ثمة مسافة حضارية كبيرة بين البداية، وبين قيام جامعة متخصصة ستقدم للوطن المئات من الأطباء والممرضين والفنيين. إنها نقلة وطنية كبيرة للخدمات الطبية في الحرس الوطني الذي ينشر الخدمات الطبية المتخصصة ليس لمنسوبيه فقط، بل لجميع المواطنين.
قبل خمسين عاما مَن كان لديه الجرأة على الحلم أن ننتقل إلى هذا المستوى في الإنجاز الطبي ليس في تقديم الخدمة، بل في بناء الإنسان، هل كان أحد يتوقع قبل خمسة عقود أن تتقدم أمام الملك عشرات الطبيبات والممرضات في مسيرة رائعة تعكس مسيرة الوطن وجديته وعدم تساهله في بناء الإنسان، بالذات بناء المرأة.
عندما تقدمت العشرات من الطبيبات والممرضات في المسيرة كنا أمام لحظة تاريخية تقدم الدليل على أن الإسلام بعباداته وتعاليمه لم يقف ولن يقف أمام تطور المرأة وتقدمها، فالمرأة تستطيع أن تعمل وتتقدم في المجالات الإنسانية الحيوية وهي بكامل احتشامها وحفاظها على كرامتها، إنها تتعلم وتعمل ولم يمنعها حجابها والتزامها بضوابط دينها أن تتقدم وتخدم في مجالات ضرورية لحياتنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي