براون يطمح في جذب الاستثمارات الصينية إلى بريطانيا
في اليوم الأول من زيارته إلى الصين، سعى رئيس الوزراء البريطاني أمس إلى الترويج لبلاده على أنها الوجهة المثالية للاستثمارات الصينية.
وأعلن براون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو قبل أن يلتقي لاحقا الرئيس هو جينتاو "أريد أن تكون بريطانيا المكان المفضل للاستثمارات الصينية في أوروبا والعالم أجمع".
ودعا براون الصين إلى أن تفتح في بريطانيا أول مكتب لصندوق "تشاينا إنفستمانت كورب" (مؤسسة الاستثمار الصينية) في الخارج الذي دخل حيز العمل في نهاية أيلول (سبتمبر) برأسمال قدره 200 مليار دولار مصدرها احتياطات القطع في الصين التي بلغت 1530 مليار دولار في نهاية أيلول (سبتمبر).
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني "أقر بأن ذلك يثير الجدل في بعض الدول، لكني
وبعد التحدث مع رئيس الوزراء وين، يمكنني القول إن بريطانيا ستستقبل في السنوات المقبلة استثمارات ضخمة من الصينيين".
وأشار وين جياباو إلى أن "مؤسسة الاستثمار الصينية" ستخصص القسم الأكبر من رأسمالها (200 مليار دولار) للسوق الداخلية.
وأعلن المسؤولان أن دولتيهما تهدفان إلى رفع قيمة المبادلات التجارية بينهما إلى 60 مليار دولار (41 مليار يورو) في 2010، أي بزيادة نسبتها 50 في المائة تقريبا مقارنة بالسنة الماضية.
ويرافق رئيس الوزراء البريطاني في زيارته وفد من 25 مسؤولا اقتصاديا كبيرا من قطاعات المصارف والمال والتأمين والصيدلة والتكنولوجيا المتطورة والطاقة.
إلا أنه لم يتم التوقيع على أي عقد كبير أمس الجمعة. والعقود الثمانية التي أبرمت تتعلق خصوصا بالتربية والبيئة. وتتناول عقود مع "بريتش بتروليوم" مسألة تطوير تكنولوجيات من أجل طاقة نظيفة.
ورحب براون "بالشراكة الاستراتيجية للمستقبل" مع الصين، واصفا إياها بأنها "دينامية وكاملة".
وتعتزم بريطانيا أيضا تشجيع الشركات الصينية على دخول أسواقها المالية. وافتتحت المديرة العامة لسوق الأوراق المالية في لندن كلارا فورس التي ترافق براون في زيارته إلى الصين، أمس الجمعة مكتبا تمثيليا لبورصة لندن في بكين "لتعزيز موقعها كأول سوق دولية لدى الشركات الصينية"، كما صرحت للصحافيين. ومع أن الاقتصاد هيمن على برنامج اليوم، إلا أن المحادثات تناولت أيضا المسائل السياسية الدولية مثل الوضع في بورما أو السودان حليفي الصين.
وتطرق جوردن براون ووين جياباو إلى الوضع في دارفور وكذلك اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وحركة التمرد الجنوبي سابقا، الذي وضع حدا في نهاية 2005 لحرب أهلية استمرت 21 عاما في جنوب السودان.
وقال رئيس الحكومة الصينية "يأمل البلدان أن يطبق الجنوب والشمال اتفاق السلام". وكانت بكين، وهي أكبر مستورد للنفط السوداني، متهمة بمنع إقرار عقوبات دولية على الحكومة السودانية.
وبشأن بورما، اتفق المسؤولان على ضرورة أن يعود الموفد الدولي إبراهيم غمبري مجددا إلى هناك "في أسرع وقت ممكن".
وأعرب مجلس الأمن الدولي عن أسفه أمس الأول الخميس "لبطء التقدم" الذي أحرز في العملية الانتقالية الديمقراطية في بورما، مشددا على ضرورة أن يعود الموفد الدولي إلى هناك بشكل عاجل. وينتقل جوردن براون من الصين إلى الهند غداً الأحد.