دعوة الائتلافات المؤهلة لمشروع الجسر البري لتقديم عروضها المالية قبل نهاية فبراير
دعت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أمس الائتلافات الأربعة المؤهلة لمشروع الجسر البري لتقديم عروضها المالية النهائية قبل تاريخ 27 شباط (فبراير) المقبل، وذلك بعد أن أكملت المؤسسة مرحلة تحليل وتقييم العروض الفنية المقدمة من هذه الائتلافات.
وأوضح المهندس عبد العزيز بن محمد الحقيل الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أنه سيتم على ضوء استلام العروض المالية النهائية اختيار العرض الأفضل والعرض البديل، إلى جانب الإعلان عن اسم المستثمر الفائز الذي سيتم خلال أيار (مايو) المقبل.
وبين المهندس الحقيل أن المؤسسة تسلمت في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أربعة عروض من الائتلافات المتأهلة للمنافسة على المشروع، شملت ائتلاف إجيلتي لوجستكس، ائتلاف مدى، ائتلاف بن لادن السعودية، وائتلاف ترابط، حيث قامت المؤسسة مع استشاريي المشروع بتقييم ودراسة هذه العروض وفق منهجية ومعايير دولية ليتم التأكد من استيفائها لكافة الشروط والمتطلبات، وفق منهجية ومعايير دولية تضمن الشفافية في التقييم والمقارنة، مشيرا إلى أن المستثمر الفائز بمشروع الجسر البري سيتولى تنفيذ وتشغيل المشروع، إلى جانب تشغيل الشبكة الحالية.
وقال الحقيل، إن الائتلافات المتنافسة قدمت مؤشرات إيجابية خلال الاجتماعات التي عقدتها المؤسسة معها أخيرا، وتؤكد تفهمها لمتطلبات المشروع وحرصها على المساهمة في تنفيذه وفق أرقى المواصفات، لافتا إلى أن هذا المشروع الذي يعتبر واحداً من أكبر المشاريع التي سيتم تنفيذها في المنطقة بنظام البناء والتشغيل ثم الإعادة BOT، وسيكون له تأثير كبير في مسارات النقل في المنطقة نظراً للموقع الجغرافي والاستراتيجي المتميز للسعودية، وسيخدم الجسر البري البضائع الواردة من أسواق شرق آسيا عموماً عبر ميناء الملك عبد العزيز في الدمام وأسواق أوروبا وأمريكا الشمالية عبر ميناء جدة الإسلامي، مؤكدا أن ذلك يعني جذب المزيد من التجارة العابرة وتحقيق وفورات لاقتصاديات النقل في المنطقة.
وكشف الحقيل لـ "الاقتصادية"، أن التوقعات تشير إلى وصول أعداد الحاويات المتداولة على الجسر البري في عام 2015، إلى أكثر من 700 ألف حاوية نمطية أي ما مجموعه ثمانية ملايين طن من المشحونات التي ستتدفق إلى أسواق السعودية والدول المجاورة، أما فيما يخص نقل الركاب، من المتوقع أن يخدم خط الرياض - جدة - مكة المكرمة، وخط جدة - الرياض، وخط جدة - الدمام مئات الآلاف من الركاب.
يشار إلى أن المجلس الاقتصادي الأعلى وافق في وقت سابق على نتائج التقرير الفني الخاص بتأهيل الائتلافات الاستثمارية التي أبدت الرغبة في التنافس على مشروع الجسر البري، حيث تضمن التقرير الفني حينها تأهيل أربعة ائتلافات من أصل تسعة ائتلافات دولية كانت قد تقدمت في وقت سابق بطلبات تأهيل للمنافسة المشروع، كما تضم هذه الائتلافات الأربعة عدداً كبيراً من المقاولين والشركات المتخصصة في صناعة وتشغيل أنشطة الخطوط الحديدية، إضافة إلى نخبة من كبار المستثمرين السعوديين، حيث يعتبر مشروع الجسر البري أحد العناصر المهمة في برنامج توسعة شبكة الخطوط الحديدية في السعودية الذي أقر المجلس الاقتصادي الأعلى تنفيذه من خلال إشراك القطاع الخاص بالاستثمار فيه، حيث ينطلق الخط الحديدي المزمع إنشاؤه من ميناء جدة الإسلامي ليتصل بالخط الحديدي القائم بين الرياض والدمام عند نقطة تبعد مسافة 950 كلم تقريباً من ميناء جدة الإسلامي، كما يشمل أيضاً وصلة بطول 115 كيلومترا لربط مدينة الجبيل الصناعية بالشبكة، ويخدم الجسر البري نشاط نقل البضائع والحاويات عبر السعودية مع وجود قطارات للركاب تقدم خدمات النقل بين المدن التي يخدمها المشروع الضخم المتوقع له أن يحقق العديد من الفوائد التنموية للمناطق الرئيسية الكبرى في السعودية وهي منطقة الرياض، منطقة مكة المكرمة، والمنطقة الشرقية، إذ يتركز في هذه المناطق الثلاث ما يزيد عن 70 في المائة من السكان والنشاط الاقتصادي.