بيانات الاقتصاد الأمريكي تضرب أسواق المال العالمية باستثناء الصين والهند
باستثناء السوقين الهندية والصينية، استمرت معظم الأسواق العالمية في الانخفاض هذا الأسبوع مع بوادر دخول الاقتصاد الأمريكي، أكبر اقتصاد في العالم، في مرحلة من الركود وتراجع هوامش الأرباح. وكانت السوق الصينية الأفضل أداء إذ ارتفعت بنسبة 2.3 في المائة هذا الأسبوع. وقد حافظت السوق الهندية على اتجاهها الصعودي وسجلت ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.7 في المائة. وسجل مؤشرا "هانغ سنغ" و"نيكاي" 225 انخفاضاً كبيراً بنسبة 2.4 في المائة و4.0 في المائة على التوالي. وعلى صعيد الأسواق الأمريكية، انخفض مؤشر "داو جونز" للأسهم الممتازة بنسبة 1.5 في المائة وسجل مؤشر "ناسداك" الذي تغلب عليه شركات التقنية انخفاضاً ملحوظاً بنسبة بلغت 2.6 في المائة تقريباً بينما انخفض مؤشر "إس آند بي" 500 الواسع والأكثر تمثيلاً للاقتصاد الأمريكي انخفاضاً هامشياً بنسبة 0.8 في المائة. وتراجع مؤشر "فاينانشيال تايمز" بدرجة كبيرة بنسبة 2.3 في المائة.
هذا، ويتوقع أن تظل الأسواق تحت ضغوط خلال المدى القريب نظراً لانخفاض الأرباح واحتمال أن تسوء البيانات الخاصة بمؤشرات الاقتصاد الكلي أكثر.
الولايات المتحدة
واصلت الأسهم الأمريكية اتجاهها الهابط بفعل التوقعات السلبية لنتائج الشركات، إذ أدت توقعات الأرباح بأدنى مما كان مقدراً لها سابقاً في شركتي أميريكان إكسبريس وتيفاني آند كومباني إلى تفاقم المخاوف من الانكماش الاقتصادي ودفعت مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" إلى أسوأ بداية له للعام الجديد منذ 1982. وقد سجلت شركة أميريكان إكسبريس، ثالث أكبر شركة في مجال أنظمة البطاقات الائتمانية على نطاق أمريكا، أكبر هبوط لها منذ عام 2001 على إثر تراجع تقديرات أرباح الربع الأول من العام عن تقديرات المحللين بنسبة 3.2 في المائة. أما شركة تيفاني، ثاني أكبر شركة لبيع المجوهرات الفخمة، فقد شهدت أكبر انخفاض لها خلال أكثر من ثلاث سنوات عقب تراجع نمو حجم مبيعاتها خلال عطلة الأعياد بنسبة 8 في المائة.
ومن أهم أخبار السوق الأمريكية هذا الأسبوع موافقة شركة كونتري وايد فاينانشيال كوربوريشن، أكبر شركة في أمريكا في مجال قروض الرهن العقاري، على صفقة يقوم بموجبها بنك أوف أمريكا، أكبر بنك في الولايات المتحدة الأمريكية حسب القيمة السوقية بالاستحواذ على هذه الشركة نظير مبلغ أربعة ملايين دولار تقريبا وذلك على إثر تكهنات تصاعدت هذا الأسبوع بأن هذه الشركة ستجبر على إعلان إفلاسها.
من جانب آخر، حذر وزير الخزانة الأمريكية هنري بولسون من أن النمو شهد تباطؤاً كبيراً إلى حدٍ ما في نهاية العام الماضي مما أدى إلى تراجع المؤشرات القياسية، كما راهن المتعاملون في السوق لأول مرة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بخفض سعر الفائدة القياسي بمعدل 0.75 نقطة مئوية خلال هذا الشهر، وقد دعمت تصريحات رئيس البنك تلك التوقعات.
وقد انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بمعدل 0.6 في المائة نقطة أو 0.8 في المائة ليصل إلى 1,401.02 نقطة وسجل مؤشر "داو جونز" انخفاضاً بلغ 193.9 نقطة أو 1.5 في المائة ليصل إلى 12,606.3 نقطة. أما مؤشر "ناسداك" المركب، فقد تراجع بمعدل 46.7 نقطة أو 2.6 في المائة ليصل إلى 2,439.94 نقطة.
آسيا
تراجعت الأسهم الآسيوية إلى أدنى مستوى لها خلال أكثر من ثلاثة أشهر بسبب المخاوف من أن تأثيرات أزمة المساكن الأمريكية ستمتد وتؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي على المستوى العالمي.
وشهدت الأسهم اليابانية هبوطاً كبيراً بعد أن نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً مفاده أن "ميريل لينش آند كومباني" ستعلن عن خسائر تبلغ 15 مليار دولار من جراء أزمة القروض عالية المخاطر كما أعطى التقرير انطباعا أيضاً بأن سوق الصادرات الياباني الكبير سيدخل في مرحلة من الركود. وقد صرح محافظ البنك المركزي الياباني السيد/ توشيهيكو فوكي للجنة برلمانية هذا الأسبوع، بأن نمو الاقتصاد الياباني يشهد تباطؤا "في الوقت الراهن" نظراً لانخفاض الاستثمار في قطاع المساكن. وسجلت أسهم شركة تويوتا، كبرى شركات تصنيع السيارات اليابانية انخفاضاً بنسبة 2.6 في المائة ليصل سعر السهم إلى 5630 يناً مما دفع مؤشر "نيكاي" 225 للهبوط بشكل كبير هذا الأسبوع بنسبة 4.0 في المائة ليصل إلى 14,110.79 نقطة.
وفي الصين ستقوم هيئة تنظيم الأوراق المالية برفع مستوى جمع الأموال في سوق رأس المال وزيادة كمية الأسهم القابلة للتداول والتوسع في قاعدة إدراج الشركات الكبيرة والشركات الجيدة متوسطة الحجم، وتهدف الهيئة بذلك إلى إعادة سوق الأسهم إلى مستوياته الطبيعية دون أن تحدث اضطراباً في السوق وذلك عن طريق زيادة عدد الأسهم من خلال عمليات طرح الأسهم للاكتتاب العام الأولي، وتخطط الهيئة المنظمة أيضاً إقامة مجلس منفصل للتداول يُعنى بالشركات الجديدة ذات الثقل التقني.علاوة على ذلك، ستسمح الصين للبنوك المحلية بالاستثمار في شركات التأمين لمساعدتها على إضافة مصادر جديدة للإيرادات وتعزيز أرباحها والتصدي للمنافسة المتزايدة من الشركات الخارجية المنافسة التي كان قد سمح لها في شهر كانون الأول (ديسمبر) بالبدء في أعمال تجارية ترتبط بالعملة الصينية "اليوان" في جميع المدن الصينية. وقد سجل مؤشر "شنغهاي" المركب ارتفاعاً كبيراً بنسبة 2.3 في المائة وأغلق الأسبوع عند مستوى 5,484.68 نقطة.
أوروبا
هبطت معظم الأسهم الأوروبية للأسبوع الخامس على التوالي في أطول فترة انخفاض متواصلة منذ شهر آب (أغسطس) نتيجة الإخفاق البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا المركزي في تهدئة المخاوف المتعلقة بالاضطراب في سوق الائتمان وارتفاع تكاليف الإنتاج وتسبب العملات القوية في الحد من النمو الاقتصادي ونمو الأرباح. وفي هذا الصدد، وافق بنك نورثورن روك، وهو بنك بريطاني كان قد ضمنه بنك إنجلترا وأنقذه من الانهيار، على بيع روهونات تبلغ قيمتها 2.2 مليار جنية إسترليني (4.3 مليار دولار) إلى بنك مورجان شيس آند كومباني لمساعدته على تسديد قروضه التي حصل عليها من البنك المركزي. وقد تراجع مؤشر "فاينانشيال تايمز" 100 لبورصة الأسهم بدرجة كبيرة هذا الأسبوع بلغت 2.3 في المائة ليغلق الأسبوع منخفضاًً عند مستوى 6,202.00 نقطة.
أسعار العملات
انخفض الدولار للأسبوع الثالث مقابل اليورو مسجلاً بذلك أطول فترة خسائر له منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) على إثر توقعات حول قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة لتجنب حدوث ركود اقتصادي. وسجل الدولار الأسترالي ارتفاعاً مقابل جميع العملات الأخرى بينما تراجع الفرنك السويسري مقابل الدولار الأسترالي فقط. كذلك انخفض الدولار الكندي مقابل جميع العملات الأخرى بعد أن بدأت مؤشرات حدوث ركود اقتصادي في أمريكا أكثر وضوحاً. وباستثناء تعاملاته أمام الدولار الكندي، فقد انخفض الجنية الإسترليني أمام جميع العملات وسجل انخفاضاً للأسبوع الخامس مقابل اليورو وخسر للأسبوع الثاني مقابل الدولار على إثر ارتفاع تكهنات المتعاملين بأن بنك إنجلترا سيقوم بخفض أسعار الفائدة خلال الشهر المقبل. أما الين الياباني فقد أغلق هذا الأسبوع مستقراً أمام الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الإسترليني.