أحدث الإصدارات
في زمن الخواء الروحي, الذي تعيشه مجتمعاتنا اليوم, يكتسب العبث أبعادا أكبر بكثير من مجرد كونه سلوكا فرديا, ليصبح ظاهرة ثقافية, لا تقتصر على جيل المراهقين والشباب, بل تمتد لتشمل شرائح وفعاليات اجتماعية عريضة ومؤثرة, كالمفكرين والكتاب والأطباء والتربويين, من الجنسين.
وهذا الكتاب, رحلة مهمة تسير في الاتجاه المعاكس, وتهدف إلى محاربة هذه الظاهرة بجميع أشكالها وتجلياتها, عبر التوقف في 40 محطة مختلفة, في مجالات العلوم والآداب والفنون, والسلوك الاجتماعي العام.
في المحطات الأولى, يتناول الدكتور علي بن إبراهيم النملة, ظاهرة العبث في الدين, ممن يدعون أنهم فهموا الإسلام أكثر من غيرهم, سواء كانوا من المستشرقين الذين كانوا منذ البداية محكومين بنظرة مسبقة معادية للإسلام, أو ممن تأثر بآرائهم وأطروحاتهم من المفكرين العرب والمسلمين, ووقعوا في المأزق نفسه سواء وعوا ذلك أم لا.. كما يبدو العبث في التاريخ, من قبل الفريق ذاته, كنتيجة حتمية لاستخدام وتطبيق أدوات البحث الغربية التي قد تكون ناجعة عند تناول التاريخ والثقافة الأوروبية والغربية عموما, في حين أنها ليست كذلك بالضرورة عند البحث في الثقافة والتراث العربي والإسلامي.
والعبث في نطاق السلوك الاجتماعي لا يقل خطورة عن العبث في ميادين الفكر والثقافة والعلوم, ويسلط الكتاب الضوء على مظاهر سلوكية خطيرة, مثل الخلل في السلوك الطبي, وظواهر التصدع الأسري (60 حالة طلاق في السعودية يوميا), والعبث بتقنية تحديد جنس الجنين, التي تقود في بعض البلدان إلى قتل المولود لمجرد كونه أنثى, وظواهر التسفيه والمظهر غير اللائق لدى شريحة واسعة من الشباب المترف, الذي يلهث وراء التقليعات العبثية دون أي اهتمام حياتي جدي ودون أي شكل من الإحساس بالهم العام .
للعلاقات الزوجية في الإسلام منزلة عظيمة ومكانة عالية, كما جاء في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة, وهذا الكتاب , بلغته الطريفة التي تبعث على الابتسام, يتوجه إلى الزوجين بمجموعة من النصائح الخاصة بالنقاط الحساسة في الحياة الزوجية, مثل أهمية تيسير المهور (في فصل: ريال وشيمة الرجال) وأهمية المعاملة الحسنة بين الأزواج ( التعامل المثالي بين الأزواج), وأهمية مشاركة كل من الشاب والفتاة في اختيار شريك العمر, وشهر العسل بطرائفه ومواقفه المحرجة.. ويتطرق الكتاب كذلك إلى ضرورة مساعدة الرجل لزوجته في الأعمال المنزلية (الطباخ الماهر), مستشهدا بالسلوك النبيل للرسول، صلى الله عليه وسلم, وهو الذي كان في خدمة أهله, يقيم عنهم في البيت, مقدرا ظروفهم وما يصيبهم من إرهاق وتعب, كما يؤكد الكتاب ضرورة توفير جو من المرح بين الأزواج (مسابقة الجري بين الأزواج), سواء بالممازحة اللطيفة أو بممارسة شكل من النشاط الرياضي التنافسي كالجري والمصارعة وغيرها, بغية إضفاء جو من السعادة والمرح على المنزل والأسرة وإبعاد شبح السأم عن العلاقة الزوجية, ولا ينسى المؤلف التذكير بضرورة اللجوء إلى الأساليب الدبلوماسية بين الزوجين عند الضرورة بدلا من إقامة الدنيا وإقعادها عند أقل خلاف, وأسلوب التعامل الصحيح والذكي مع كبار السن من أهل الزوجين.