الرأسمالية الاقتصادية تعيد صياغة العالم الحديث في 300 عام
يسرد الكتاب قصة الصراعات التي استغرقت قرونا بين الدول المتحدثة باللغة الإنجليزية ومن يعاديها من باقي الدول. كان نجاح البريطانيين وورثتهم الأمريكيين في بناء نظام عالمي من السياسة والسلطة والاستثمار والتجارة في الثلاثمائة عام الأخيرة نتيجة لاعتناق المذهب الرأسمالي في الاقتصاد.
يقدم الكتاب سجلا توضيحيا لميلاد وتطور النظام الاقتصادي والسياسي العالمي الذي كان له الفضل في صياغة العالم الحديث والذي ساندته في البداية بريطانيا وتسانده الآن الولايات المتحدة.
يعد مؤلف الكتاب ووالتر راسل مايد واحدا من أهم الخبراء العالميين في مجال السياسة الخارجية الأمريكية. ويوضح في كتابه هذا أن مفتاح سيطرة وهيمنة هاتين الدولتين كان هو الأيديولوجية الفردية للدين الأنجلو أمريكي السائد.
ساعد هذا على نشوء ثقافة متفردة تعتنق الرأسمالية كمذهب اقتصادي، وهو النظام الذي ازدهرت به هاتان الدولتان. وصارت الدولتان قادرتين على صياغة نظام ديموقراطي ليبرالي استمر تأثيره الاقتصادي والاجتماعي في الانتشار حول العالم.
يسرد الكتاب قصة الصراعات التي استغرقت قرونا بين الدول المتحدثة باللغة الإنجليزية ومن يعاديها من باقي الدول. كان نجاح البريطانيين وورثتهم الأمريكيين في بناء نظام عالمي من السياسة والسلطة والاستثمار والتجارة في الثلاثمائة عام الأخيرة نتيجة لاعتناق المذهب الرأسمالي في الاقتصاد.
وبالطريقة نفسها قامت الدولتان بتطوير استراتيجية معقدة شاملة تمكنهم من احتلال الدرجة الأهم والأعلى على سلم القوى العالمية وتحقق لهم مكانة غير مسبوقة في تاريخ العالم. مما ساعد على ترسيخ النزعات القومية في هذين الشعبين.
فمنذ فترة طويلة كانت الشعوب المتحدثة بالإنجليزية تنظر إلى نفسها على أنها حامية حمى الليبرالية والعدالة والأخلاق. في حين تنظر إلى أعدائها (أيا كانوا) على أنهم أعداء لليبرالية، وعلى أنهم لا يهتمون البتة بالأخلاق وعلى استعداد لفعل أي شيء في سبيل الفوز حتى لو كان بالاستعانة بالطابور الثالث.
يشمل هؤلاء الأعداء: إسبانيا الكاثوليكية، لويس السادس عشر، ألمانيا النازية، الشيوعيين، ومنظمة القاعدة. والواقع أن هؤلاء الأعداد ينظرون إلى الولايات المتحدة بالمنظور نفسه، ولكن على الرغم من أن الأنجلو أمريكيين في النهاية خسروا الكثير من المعارك الصغيرة هنا وهناك إلا أنهم فازوا في المعارك الكبرى، على الأقل حتى وقتنا هذا. إلا أن هذا الوضع يبدو في سبيله إلى التغير، فالتقدم التكنولوجي يجعل من السهل على الجماعات الإرهابية والدول المارقة تطوير ونشر الأسلحة الفتاكة.
وفي حين يرى البعض الصراعات الحالية في الشرق الأوسط على أنها تمثل نهاية التاريخ ويراها البعض الآخر صداما للثقافات، ينظر مؤلف الكتاب إلى هذه الصراعات على أنها التحدي الأخير لنظام العالم الليبرالي الرأسمالي الديموقراطي الذي يحاول الأنجلوأمريكيون بناءه.
يرى المؤلف أن الأنجلوأمريكيين حاليا في حاجة إلى دبلوماسية الحضارات المبنية على فهم أعمق للصراعات المعاصرة بين نظام العالم الليبرالي وأعدائه. ومن الناحية العملية يعني هذا أنه على الأمريكيين بصفة عامة، وعلى المجتمع البروتستانتي بصفة خاصة، تطوير معنى أوضح لمكانة الولايات المتحدة في العالم.