السلع اليابانية تفقد مزيدا من التنافسية في العالم .. والصين تعمل على كبح النمو الاقتصادي
هبطت الأسهم الأمريكية في الأسبوع المنتهي في 4 كانون الثاني (يناير) بحدة بسبب المخاوف من حدوث كساد في الاقتصاد الأمريكي بعد أن أظهرت البيانات تدهور سوق العمل، وتقلص نشاطات القطاعين الصناعي والخدماتي، ومواصلة أسعار النفط الارتفاع، واستمرار القلق تجاه أزمة الإسكان والائتمان، وفي ظل ذلك، أصبح المستثمرون أكثر تشاؤماً فاندفعوا لشراء السندات والذهب على اعتبارهما من الملاذات الآمنة، وزاد التركيز على شراء الأسهم الدفاعية مثل أسهم شركات الكهرباء والأدوية. وتزايدت التوقعات بخفض معدل الفائدة على الدولار بنصف في المائة مع نهاية الربع الأول للسنة الحالية ليصل الى 3.75 في المائة بهدف دعم الاقتصاد. لقد انخفض خلال الأسبوع مؤشر ناسداك بنسبة 6.3 في المائة ومؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 4.5 في المائة ومؤشر داو جونز بنسبة 4.2 في المائة، الأمر الذي أدى إلى تآكل معظم مكاسب عام 2007م عندما ارتفع مؤشر ناسداك 9.8 في المائة و"ستاندرد" 3.5 في المائة و"داو" 6.4 في المائة.
ومن أبرز أخبار الشركات، خفض كل من "بنك أمريكا" و" جي بي موجان" من تقييمهما لشركة "إنتل" التي تعد أكبر شركة آشباه موصلات، مما أدى إلى انخفاض سهمها بأكثر من 15 في المائة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. وجاءت الأرباح المتوقعة لشركة التجزئة "باث آند بياند" أقل من توقعات "وول ستريت". كما جاءت مبيعات السيارات في كانون الأول (ديسمبر) أقل من المتوقع. وهبطت أسهم شركات الطيران بقوة مع مواصلة أسعار النفط الارتفاع. وجاءت الأرباح الربعية للشركة الزراعية "مونسانتو" جيدة. بل رفعت من توقعاتها لأرباح عام 2008م. واستفادت "أبل" من ضعف الدولار الذي رفع مبيعاتها الخارجية.
وفي مجال البيانات الاقتصادية، ارتفع معدل البطالة في كانون الأول (ديسمبر) إلى أعلى مستوى له في سنتين ليصل الى 5 في المائة، مقابل 4.7 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر).
أوروبا
انخفض مؤشر كل من داكس الألماني وكاك الفرنسي وميبتل الإيطالي خلال الأسبوع بنحو 3 في المائة، وانخفض مؤشر فوتسي البريطاني 2 في المائة. ومن بين الأسواق الأوروبية الأخرى، انخفض سوق السويد 5.6 في المائة، وكل من سويسرا، إسبانيا، فنلندا، والدنمارك بنحو 4 في المائة، وكل من هولندا والنرويج والنمسا بنحو 3 في المائة. وجاء هذا الانخفاض نتيجة القلق تجاه النمو الاقتصادي العالمي بعد أن أظهرت البيانات الأمريكية تدهور سوق العمل.
وفي فرنسا، انخفضت ثقة المستهلكين في كانون الأول (ديسمبر) بخلاف المتوقع لتصل إلى أدنى مستوى لها في 19 شهراً بعد تسارع التضخم ونتيجة القلق من تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي.
وفي ألمانيا، انخفض معدل البطالة في كانون الأول (ديسمبر) إلى أدنى مستوى له في 15 شهراً ليصل إلى مستوى 8.4 في المائة. حيث انخفض عدد العاطلين عن العمل بنحو 78 ألف ليصل إلى 3.51 مليون. في حين كانت توقعات الاقتصاديين انخفاض العاطلين بنحو 35 ألف.
وفي بريطانيا، ذكر بنك إنجلترا المركزي أن البنوك البريطانية تخطط لتقليص الإقراض إلى المستهلكين والشركات في الربع الأول، الأمر الذي من شأنه تعميق تباطؤ النمو الاقتصادي.
اليابان
هبط مؤشر نيكاي في يوم الجمعة بنسبة 4 في المائة ليصل إلى مستوى 14691 نقطة. وكان يوم الجمعة هو اليوم الوحيد الذي تم التداول فيه خلال الأسبوع الماضي بسبب العطلات الرسمية. ويعد المستوى الحالي لمؤشر نيكاي الأدنى منذ 17 شهراً بسبب القلق من قوة الين مقابل الدولار والعملات الرئيسية الأخرى، ومواصلة أسعار النفط الارتفاع لمستوى قياسي، وتوقع تدهور الاقتصاد الأمريكي، ومن ثم تدهور أرباح الشركات اليابانية. لقد ارتفع الين ليصبح الدولار 108.6 ين، وتخطت أسعار النفط 100 دولار للبرميل، الأمر الذي يجعل المنتجات اليابانية أكثر غلاء في الأسواق الخارجية ويؤثر في الصادرات التي هي المحرك الرئيسي للاقتصاد الياباني. وكانت أسهم التكنولوجيا والسيارات الأكثر تضرراً. وتشير استطلاعات الرأي الى انقسام المستثمرين اليابانيين تجاه مدى هبوط السوق اليابانية. وقد فشلت تصريحات وزير المالية الياباني في تهدئة المخاوف عندما أشار إلى أن الأسهم اليابانية تعد الأرخص نسبياً على اعتبار أنها تتداول عند مستوى مكرر ربحية 15 مرة، في حين مكرر الربحية الأمريكي هو 16 مرة، ولكنها ليست أرخص من مكرر ربحية الشركات المكونة لمؤشر فوتسي يورو 300 البالغ نحو 11 مرة. ويعتقد بعض المحللون أن سوق الأسهم اليابانية في حالة تشبع بيعي بسبب عمليات البيع المكثفة مقارنة بالأسواق الآسيوية الأخرى، وهم يعتقدون أن هبوط السوق 4 في المائة في يوم واحد قد أخذ بعين الاعتبار مسبقاً النتائج الضعيفة لبيانات العمل الأمريكية لشهر كانون الأول (ديسمبر). وفي عام 2007م، انخفض مؤشر نيكاي بنسبة 11.1 في المائة، وهو أول انخفاض سنوي منذ خمس سنوات والأسوأ بين الأسواق الرئيسية في العالم.
آسيا
جاء أداء الأسهم الآسيوية مختلطاً خلال الأسبوع، إذ ارتفعت سوق كل من الصين، ماليزيا، وإندونيسيا وهونج كونج 4.3 في المائة و1.4 في المائة و0.7 في المائة و0.5 في المائة على التوالي، في حين انخفضت سوق كل من تايلاند، تايوان، كوريا الجنوبية، وسنغافوره 4.2 في المائة و2.1 في المائة و1.8 في المائة و0.2 في المائة على التوالي. ويبدو أن أداء هذه الأسواق لم يتفاعل بعد مع البيانات السلبية لسوق العمل الأمريكية التي صدرت الجمعة بسبب فارق التوقيت.
وفي الصين، ارتفع الانتاج الصناعي في كانون الأول (ديسمبر) بأسرع وتيرة له وزادت الضغوط التضخمية. وذكر البنك المركزي أنه سيتخذ المزيد من الخطوات للحد من التضخم وتهدئة النمو الاقتصادي خلال السنة الحالية.