النعيمي: التقنيات المتطورة ستدعم اكتشاف مزيد من احتياطيات النفط والغاز
ربط المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، بين استكشاف تقنيات جديدة في مجال استخراج النفط والغاز الطبيعي وبين استمرار نمو الاحتياطيات من النفط والغاز من خلال اكتشاف كميات جديدة من هذه الثروة، بقوله: "التقنية هي أساس لاستمرار نمو الاحتياطيات المعروفة واكتشاف احتياطات جديدة للنفط والغاز".
واستند النعيمي في هذه المعادلة إلى كون وجود تقنيات متطورة يسهم في رفع الإنتاج وتخفض تكلفة الاستخراج، فضلا عن دورها في تحسن كفاءة الإنتاج، الأمر الذي يسهم في تلبية الطلب المتنامي على البترول والغاز.
وقال الوزير النعيمي خلال افتتاحه الملتقى السعودي لتقنيات استكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي في فندق إنتركونتننتال في الرياض أمس، إن التقنية تسهم في رفع نسبة استخراج البترول والغاز من الحقول المعروفة، وتسهم أيضا في المحافظة على البيئة.
تبادل الخبرات
أوضح الوزير النعيمي أن لهذا الملتقى أهمية خاصة لصناعة النفط والغاز على المستويين المحلي والدولي، حيث يركز على قضايا تقنية خاصة باستكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي وتبادل الخبرات في هذا المجال وفتح مجالات التعاون مع الشركات المستثمرة في هذه الصناعة داخل وخارج المملكة والعمل على استمرار تطوير واستخدام التقنية في هذه الصناعة الحيوية.
وأضاف: المملكة تولي ومنذ ما يزيد على نصف قرن اهتماما خاصا بالأبحاث والعلوم والتقنية في مجال البترول والغاز والصناعات الأخرى المرتبطة بها. وأشار إلى أن هذا الاهتمام يزداد سنة بعد أخرى، فتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تركز باستمرار على إعطاء أهمية خاصة للعلم والبحث والتطبيقات العلمية والاهتمام بها والاستثمار فيها.
مركز الدراسات والبحوث النفطية
وتابع: كون المملكة تمتلك ربع الاحتياطي العالمي من النفط وأكبر دولة منتجة له، ومن أكبر الدول المنتجة للغاز فإنه من الطبيعي أن يكون للبحث والتطوير في العلوم المرتبطة بهذه الصناعة أهمية خاصة، فعدد من الجامعات السعودية، مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لديها القدرات العلمية لتسهم بشكل خلاق في عمليات البحث والتطوير في تقنية استكشاف واستخراج النفط والغاز في جميع مراحلها.
جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية
وعوَّل النعيمي كثيرا على جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي وضع حجر أساسها خادم الحرمين الشريفين في ثول على البحر الأحمر، في القيام بدور مهم في الأبحاث والدراسات والتطبيقات العلمية في المملكة، وفي مختلف المجالات بما فيها مجالات الطاقة.
وتحدث النعيمي عن التنظيم الخاص بمركز الدراسات والبحوث النفطية، الذي سيقوم بإجراء الدراسات والبحوث العلمية والتطبيقية الخاصة بالصناعة البترولية ومن ضمنها طرق الكشف والتنقيب والتطوير والإنتاج والتكرير، وإجراء الدراسات التي تتصل بتقديم تلك الصناعة وتساعد على الحفاظ على البيئة. ونعمل في وزارة البترول والثروة المعدنية باستمرار من أجل أن يبدأ العمل الفعلي في المركز خلال هذا العام.
وقال: "إنه سيكون لهذا المركز دور رائد في دراسات وأبحاث الطاقة والبترول على مستوى المملكة وعلى المستوى العالمي بما في ذلك الأبحاث الخاصة بتقنيات البحث والتنقيب وتقنيات البيئة، ومن أجل تحقيق أهدافه، سيتعاون المركز مع الجامعات ومركز الأبحاث السعودية والعالمية، بما في ذلك مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية".
التطبيق الناجح والفاعل
وزاد: ندرك جميعا أن التقنية هدفها النهائي هو التطبيق الناجح والفاعل، وهنا يأتي دور شركات البترول والغاز وشركات الخدمات المصاحبة، لتتبنى التقنيات الجديد وتطبيقها لتحقيق النتائج المرجوة منها.
وأشار النعيمي إلى جانبين لهما أهمية خاصة في الأبحاث العلمية وتطبيقاتها في المجالات البترولية على مستوى المملكة، وهما شركة أرامكو السعودية التي تعد من الشركات الرائدة في مجال البحث والدراسات المرتبطة بتكنولوجيا الاستكشاف واستخراج البترول والغاز، وإدارة المكامن لهذه الثروة المهمة. ويقوم مركز البحوث والتطوير لدى الشركة بتنفيذ الأبحاث العلمية الرائدة وتطوير تقنيات جديدة وتقديم الخدمات المخبرية المتخصصة لزيادة مستوى الاستكشافات والإنتاج مع رفع أرباح الشركة بطريقة فاعله واقتصادية.
65 براءة اختراع عالمية
وأوضح الوزير أن مركز البحوث والتطوير في أرامكو السعودية يتعاون مع العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث المتخصصة داخل وخارج المملكة ويمتد هذا التعاون إلى شركات النفط العالمية والوطنية، وشركات التقنية والشركات المتخصصة في صناعة التكرير والكيماويات وخدمات حقول النفط، حيث استطاعت أرامكو السعودية الحصول على نحو 65 براءة اختراع عالمية، كما تقوم الشركة باستكمال وتسجيل 130 براءة اختراع جديدة. وأشار إلى أن هذه الشركات يعتمد نجاحها على تطوير التقنية بشكل ذاتي، بحيث تكون لديها المقدرة على المنافسة بتطبيق التقنية المتقدمة الخاصة بها.
التطوير التقني
من جانبه، بين الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن من أبرز ملامح المرحلة التي تعيشها المملكة حاليا هو ذلك الاهتمام الكبير بقطاع البحث العلمي والتطوير التقني وتوظيف عائده في مشروع التنمية الوطنية في المملكة على نحو يجعل من البحث العلمي أداة تطوير تتفاعل مع كل القطاعات الإنتاجية في المملكة ويأتي على رأس القطاعات المقوم الاقتصادي الأساسي في المملكة وهو قطاع البترول.
الدعم الحكومي
وقال: "إن ما يجعلنا نستبشر بمستقبل أفضل للحركة العلمية والتقنية في المملكة ذلك الدعم الكبير الذي حظي به هذا القطاع من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وحكومته الرشيدة إذ حظي هذا القطاع في موازنة المملكة هذا العام بثمانية مليارات وجهت للخطة التنفيذية الخمسية الأولى لسياسة العلوم والتقنية".
وأفاد السويل أن السياسة الوطنية للعلوم والتقنية رسمت الملامح العريضة التي تربط بين قطاعات البحث والجهات المستفيدة والمجالات التي هي محل اهتمام المملكة البحثية والتقنية كجزء من مفهوم التنمية الشاملة في المملكة, وعلى ضوء تلك السياسة جاءت الخطة التنفيذية للعلوم والتقنية التي ركزت على قطاعات البحث العلمي والتطوير التقني في مجالات استراتيجية حيوية وبالغة الأهمية وتأتي بحوث قطاع البترول والغاز والبتر وكيماويات على رأس تلك التقنيات التي ستعمل الخطة التنفيذية خلال السنوات الخمس المقبلة على وضعها في مسار البحث والتطوير.
وعد السويل الملتقى السعودي لاستكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعي أحد تلك الفعاليات التي ستنطلق منها مشاريع بحثية تطويرية مشتركة بين المؤسسات العلمية في المملكة وبين القطاع الحكومي العام والخاص لدعم القاعدة الاقتصادية الكبرى في المملكة.
"نحو تطوير وبحث محلي"
وعلى الصعيد ذاته، أوضح الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث ورئيس اللجنة الإشرافية لملتقى تقنيات استكشاف وإنتاج النفط والغاز، أن المؤتمر حظي بدعم قوي من شركة أرامكو السعودية وشركات أخرى حيث تولت "أرامكو" رئاسة اللجنة العلمية التي ضمت ممثلين من الجامعات السعودية والشركات العالمية.
وقال إن الملتقى يحتوي على محاضرات علمية وملصقات تقنية وحلقات نقاش ومعرض مصاحب يركز على الجوانب التقنية، وكذلك رحلة حقلية لمعالم الرياض الجيولوجية. وأشار إلى اتخاذ الملتقى شعار "نحو تطوير محلي" مبني على أمل أن يكون خطوة لعمليات مستمرة للتطوير التقني تواكب التطورات العالمية في مجال استكشاف وإنتاج البترول والغاز وتلائم احتياجات المملكة وتسهم في بناء قدراتها في هذا المجال محليا.
"أرامكو" والدور التقني
من جهته، تحدث أمين الناصر نائب الرئيس الأعلى في "أرامكو السعودية"، عن أهمية الاستكشاف والتطوير والتطبيقات التقنية، لما لها من دور بارز في النهوض بالصناعة النفطية لمواكبة الحاجة القائمة للنفط في مستقبل الطاقة.
وقال الناصر في محاضرة له أمام الملتقى حول دور "أرامكو السعودية" في المجال القني، إن شركته كانت ومازالت تلعب دوراً فاعلاً في إرساء معايير الاستراتيجيات طويلة المدى للوفاء بالمتطلبات الحالية والمستقبلية من خلال الحقول النفطية والغازية.
واستعرض الناصر بعض التقنيات التي تستخدمها شركته في استكشاف وإنتاج النفط والغاز، إضافة إلى بعض التقنيات المستخدمة في بناء وإعداد كوادر في البحث والتنقيب.
تطبيق التقنيات المبتكرة
وفي السياق ذاته، قال الدكتور سامي النعيم المستشار الأعلى في هندسة البترول في شركة أرامكو السعودية رئيس اللجنة العلمية للملتقى السعودي لتقنيات استكشاف وإنتاج النفط والغاز، إن المملكة تبذل جهودا حثيثة لتوطين تقنيات استخراج النفط والغاز الطبيعي وتطويرها محليا وتطبيق التقنيات المبتكرة لتصبح عملية التنقيب أكثر تطورا.
وبين النعيم أن من أهم مميزات البرنامج العلمي للملتقى هو طرح موضوعات تعرض لأول مرة منها تطبيقات تقنية النانو في هندسة البترول والغاز، "الآبار الذكية"، تقنيات تعطي القراءة عن بعد، إدارة المكامن والتقنيات المتقدمة في الحفر، حل مشكلات آبار النفط والغاز، إضافة إلى مناقشة التقنيات التي تتعلق بالتنقيب منها تحليل الموجات السايزمية، وغيرها. وأشار في الوقت ذاته إلى أن هذه التقنيات ستساعد بدورها المهندسين على فهم هندسة انسياب النفط والغاز وتعطيهم إمكانية لزيادة الإنتاج بشكل أفضل.
.. ننتظر توصيات تلبية الطموحات
وقال النعيم إنه يشارك في هذا الملتقى نخبة من الخبراء والمختصين المحليين والعالميين كي يخرج هذا التجمع بشكل منظم ومميز يعكس المكانة الاقتصادية للمملكة التي تملك أكبر احتياطي للنفط عالميا. وعبَّر عن أمله في أن يخرج الملتقى بتوصيات تسهم في تلبية الطموحات في البحث والتطوير في مجال استخراج النفط والغاز الطبيعي على اعتبار أن تطوير تقنيات الاستكشاف يعني إيجاد كميات إضافية من ثروة النفط والغاز الطبيعي التي سوف تضيف سنوات عديدة من الإنتاج لخدمة الأجيال المقبلة.