رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الإعاقة.. وسلطان

[email protected]

الأمير سلطان بن سلمان، وبعد الخدمات التي قدمت للإعاقة خلال عقدين من الزمن قال، مخاطبا الإعلاميين يوم تكريمهم: "اليوم.. عبركم نكرم المجتمع..".
أعتقد أن الأمير سلطان محق في تكريم المجتمع السعودي على النقلة النوعية التي حدثت في مفهوم الإعاقة والتفاعل معها.
يقول الأمير سلطان إنه قبل 20 عاما وعندما رغبت جمعية الأطفال المعوقين في الاستعانة بعدد من الأطفال في الرسائل الإعلامية التي تقدم للمجتمع لم يجد القائمون على الجمعية من يقبل أن يقدم أبناءه، وبعد عناء وإقناع بادرت عائلتان بإخراج أطفالهما. ولكن ماذا عن الواقع الآن وبعد 20 عاما، يقول الأمير سلطان: أصبحنا نحاصر بالرغبات من كل جانب إلى درجة الاستعانة بالشفاعة أو (الواسطة) لكي يخرج الأبناء في وسائل الإعلام عبر نشاطات الجمعية وفعالياتها.
الأمير سلطان في كلمة طويلة بهذه المناسبة وزع رسائل الشكر والتقدير لكثيرين من (ذوي الأيدي) الذين كانت لهم مساهماتهم الإنسانية الرائعة لدعم الإعاقة عبر المبادرة بالفعل قبل القول، وكان لهذه المساهمات الأثر الذي نلمسه الآن جميعا لخدمات جمعية المعوقين في عدد من مناطق المملكة، وخدمات الجمعية رافد رئيس لما تقدمه الدولة لهذه الفئة، كما أن الجمعية كانت الرائدة في قيادة تبديل الصورة النمطية السلبية عن الإعاقة حيث تبدلت نظرات الشفقة إلى الاحترام والتقدير، أي النظرة الطبيعية للإنسان السوي المعافى.. أليس هذا إنجازا يجب الاقتفاء به؟!
الأمير سلطان بن سلمان وزملاؤه في الجمعية عبر تكريم المؤسسات الإعلامية أرادوا أن يحفظ التاريخ الحق لأهله، فلا تضيع جهود المحسنين، وتكريم الداعمين للجمعية سنة حسنة ثابرت عليها الجمعية كل عام، وهذا المبدأ هو الذي عظم وأدام جهود المبادرين المحتسبين لعمل الخير في مجتمعنا، وجعلهم يثابرون على الدعم.
طبعا التكريم وحده لم ولن يكون هو الحافز الوحيد لاستمرار الدعم، بل إنجازات الجمعية المتواصلة وتوسع برامجها وأثرها الملموس في حياة الناس وأطفالهم هي التي تحفز الشركات والأفراد على مواصلة العطاء والتبرع للجمعية.
أحد الرؤساء لإحدى الشركات الكبرى العاملة في المملكة في مجال الطاقة (إكسون موبل) السيد إدموندزكار، كان أحد الحاضرين لحفل التكريم، قال: منذ سنوات بعيدة وفي بداية كل عام أحضر إلى هذا المكان (أي مقر الجمعية) لتقديم دعم الشركة السنوي.. في كل مرة أجد نشاطا أو خدمة جديدة أضيفت. وهذه الشهادة المحايدة من شخص محايد.. هي ما نشاهده جميعا، فكلما كبرت أحلامنا وتطلعاتنا لخدمة الإعاقة، نجد الجمعية هي المبادرة لتحويل أحلامنا إلى واقع.
الأمير سلطان وزملاؤه في الجمعية مبادرون دائما لتقديم الدروع والشهادات وكلمات الشكر والثناء لكل من يدعم الجمعية.. ولولا خشيتي ألا يتعاظم أجرهم وثوابهم و"بركة" عمل الخير عليهم وعلى أبنائهم، لدعوت إلى مناسبة وطنية لتكريمهم.. أيضا ليكون تكريمهم احتفاء وثناء على ما يقدمه كل القائمين على خدمة أصحاب الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي