أقلام نسائية

أقلام نسائية

سهيلة زين العبدين حماد, أديبة وباحثة سعودية, من مواليد المدينة المنورة, ولدت ونشأت في منزل علم ودين, وهي ابنة لرجل علم معروف هو الشيخ زين العابدين حماد إمام وخطيب المسجد النبوي, حصلت على بكالوريوس الآداب من جامعة الملك سعود.. تهتم بقضايا المجتمع الإسلامي, وقضايا المرأة المسلمة بشكل خاص, وهي معروفة بين أصدقائها وخصومها بكونها ذات شخصية صلبة, وملامح ذهنية واضحة, وهي مقاتلة شديدة البأس عندما يتعلق الموضوع بقضايا المرأة وحقوقها, من كتبها: سيرة المرأة السعودية, بناء الأسرة المسلمة, من عمق الروح وصلب الفكر, وقد انتهت أخيرا من مخطوطة كتابها "زواج المسيار"، الذي ستقوم بنشره مكتبات العبيكان بعد حصوله على الموافقة من وزارة الثقافة والإعلام, ويتوقع للكتاب أن يحدث هزة وجدلا كبيرين في الأوساط الثقافية والفقهية والشعبية.

في هذا الكتاب ترصد المؤلفة ما تتعرض له المرأة المسلمة من ضغوط خارجية كبيرة تهدف إلى إفقادها هويتها الأصيلة وتحويلها إلى برغي آخر في آلة العولمة الصماء التي تسعى إلى تحطيم خصوصية الأمم كافة وإخضاعها لمشيئتها التي تختصر العالم إلى دولة مهيمنة وحيدة وأتباع مهمتهم خدمة مصالحها.
ويعرض الكتاب الأساليب والوسائل التي تتسلل عبرها عدوى العولمة إلى المرأة العربية والمسلمة، مستخدمة واجهات مؤسساتية ومنظمات دولية ترفع شعارات جذابة توحي بالثقة وتقدم نفسها كمخلصة للمرأة ومدافعة أولى عن حقوقها، وتكشف المؤلفة عن الوجه الآخر لهذه المنظمات التي تسير في ركاب العولمة، وتدعو إلى تبني نماذج الحلول الغربية التي تتجاهل خصوصية المجتمع المسلم وتتسبب في أضرار خطيرة للمرأة والأسرة والأخلاق والدين.
المسائل المطروحة للحوار في هذا الكتاب تهم جميع النساء، لكونها ترتبط مباشرة بحياتهن وشخصيتهن وسعادة أسرهن, مثل: "المرأة وقوانين الأحوال الشخصية، حقوق المرأة السياسية، العنف ضد المرأة, الحجاب والهوية, المرأة والعمل خارج المنزل, تعدد الزوجات,الزواج العرفي وزواج المسيار, تحديد النسل", وغيرها من المسائل المهمة جدا التي تقدمها الكاتبة بطريقة ساخنة من خلال سردها لوقائع مؤتمرات المرأة العالمية والعربية التي تناولت هذه النقاط من مختلف وجهات النظر.
والآن كيف نستطيع حماية المرأة من هيمنة العولمة؟ كيف تستطيع هي المحافظة على هويتها دون أن تكون مهمشة مسلوبة الإرادة؟ هل يمكن للمرأة أن تعمل وأن تصون أسرتها ونفسها وكيف؟ وهل الانتماء إلى هذا العصر غير ممكن إلا بارتداء أقنعة الغرب أم أنه من الممكن العيش في القرن الواحد والعشرين دون التخلي عن الهوية الدينية والثقافية لمجتمعاتنا؟.. تقدم المؤلفة هنا اقتراحات وحلولا تبدأ بالعمل الجدي على محو أمية المرأة وتثقيفها بالشكل الذي تصبح قادرة معه على إدراك حقوقها والتمسك بها مرورا بإعادة النظر في المناهج التعليمية وقوانين عمل المرأة. والدعوة إلى اجتماع المجمع الفقهي لوضع قانون أحوال شخصية يضمن حقوقها، والتأكيد على أهمية عقد مؤتمرات عالمية إسلامية لمناقشة قضايا المرأة والأسرة والمجتمع، واعتماد مادة الأسرة المسلمة كمقرر دراسي للمرحلة الثانوية.. إلخ.
إن حصول المرأة المسلمة على حقوقها يعني فيما يعنيه العودة إلى بداية الإسلام والعصر الراشدي، حيث كانت المرأة تلعب دور القاضي، وتشارك في الغزوات، وتمارس دورها السياسي بشكل مستقل غير تابع، فعلى عكس ما يصوره الغربيون, كانت المرأة المسلمة في عصر الإسلام الذهبي ذات مكانة وشخصية تؤهلها لتفتي بالمسلمين وتحاج الخلفاء وتجير من تشاء في الحروب.. إلخ، لقد سعى الغرب دوما إلى إلصاق تهمة التخلف والتعصب بكل ماهو مسلم مستغلا مراحل الانحطاط في المجتمعات الإسلامية حيث تم تراجع وضع المرأة الاجتماعي والسياسي بشكل ملحوظ ومن المهم أن نواجه ذلك بإبراز الوجه المشرق الذي كانت عليه المرأة في صدر الإسلام والدعوة إلى بناء أسرة عصرية ذات هوية مسلمة أصيلة تكون قادرة على بناء جيل يجمع بين الحديث والأصيل، جيل يبني مجتمعا قادرا بحق على مواجهة غول العولمة.

الأكثر قراءة