المكتبة المنزلية ضرورة تربوية
محبطة هي الأرقام والإحصاءات التي تتحدث عن علاقة الطفل العربي بالكتاب, فوفق دراسات اليونسكو لا يزيد الوقت المخصص للقراءة الاطلاعية للطفل العربي (بدون احتساب أوقات القراءة المدرسية), عن ست دقائق في العام!! أما حجم الكتب والمطبوعات الجديدة المخصصة للطفل, فهي لا تتجاوز 400 كتاب في العام، وهو رقم هزيل مقارنة بالكتب الجديدة المخصصة للطفل الأمريكي 13260 كتابا, والبريطاني 3838 كتابا, والفرنسي 2118 كتابا.
وينصح المتخصصون في شؤون التربية بضرورة وجود مكتبة في كل منزل, تضم عناوين مخصصة لكل الأعمار, بهدف إدخال الطفل منذ نعومة أظفاره إلى عالم المطالعة والقراءة، وذلك بخلق تماس مكاني ونفسي بين الطفل والكتاب. وقد بينت الأبحاث أن اهتمام الطفل بالكتاب يبدأ منذ شهره السابع، إذ تجذبه الصور والألوان وتثير فضوله للإمساك بالكتاب, وبوجود اهتمام من الأهل تتوطد علاقة الكتاب بالطفل عبر تشجيعه وتخصيص وقت يقرأ فيه أحد الأبوين بصوت مرتفع إحدى القصص المثيرة, وبتحويل هذا السلوك إلى طقس يومي, نكون قد مهدنا ضمن المنزل لظهور محب صغير للقراءة يألف الكتاب ويسعد بصحبته.
وعند بلوغ الطفل سن القراءة, يجب تعويده القراءة في أوقات محددة بعيدا عن التلفاز وألعاب الفيديو, وثمة تجربة مهمة قامت بها إحدى الأسر, فقد وضعت في أحد أركان المنزل كرسيا مريحا له وسادة للقدمين, ومزود بإضاءة جانبية, وأطلقت عليه اسم كرسي القراءة, ووضعت بجانبه طاولة صغيرة عليها الكثير من الكتب والمجلات الخاصة بالطفل, وألصق على الجدار جدول يومي لمواعيد القراءة, وهكذا أسست الأسرة لأطفالها مكتبة عامة منزلية فريدة .
لكن السؤال المهم هنا هو: ما الذي يجب أن تضمه مكتبة الطفل المنزلية؟ وما نوع الكتب التي تستطيع انتزاع الطفل من إغراء ألعاب الكومبيوتر وحمله على المطالعة؟
النقطة المهمة هنا هي مراعاة خصوصية كل طفل لدى اختيار الكتب التي يجب أن تضم شيئا من اهتماماته الخاصة, فعلى سبيل المثال، إذا كان الطفل أو المراهق من هواة الرياضة، وجب أن تضم مجموعته بعضا من الكتب والمجلات الرياضية, ولا بأس بالسماح للطفل بانتقائها بنفسه من المكتبات بمراقبة وتوجيه غير مباشر من الأهل, لكن هذا الخيار يجب ألا يفهم بأنه مجرد انصياع لأهواء ورغبات الطفل اللحظية, فالمكتبة يجب أن تحتوي على تنوع شامل وواف، يمكن تحقيقه من خلال شراء السلاسل والموسوعات الجيدة الموجهة للأطفال واليافعين, وهذه السلاسل تستطيع إلى حد كبير تحقيق التوازن بين رغبات الطفل وشمولية وتنوع الطيف المعرفي المطلوب تربويا, باحتوائها على العديد من الموضوعات والتخصصات, وبقدرتها على جذب اهتمام الطفل من خلال تبويبها ولغتها المشوقة وصورها من جهة أخرى.
ومن السلاسل العلمية المميزة التي يمكن ذكرها في هذا السياق, سلسلة ألفا العلمية, الموجهة إلى الأطفال في المرحلة العمرية بين 12 و18 عاما, تقع السلسلة في 20 جزءا, وتتميز بلغتها المبسطة وتنوع موضوعاتها، وتحتوي على العديد من الصور الجذابة التي تخطف عين القارئ وتحفز فضوله للاطلاع على كل ما يتعلق بـ: الطاقة المتجددة, والضوء, والماء, والصوت, والأبنية, والأعاصير والعواصف, وغيرها.