رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


ماذا حصل لشركة عسير؟

[email protected]

قبل عدة أيام، أعلنت شركة عسير نتائجها المالية للربع الأول 2008م التي أظهرت تحقيق خسارة مقدارها 77 مليون ريال مقارنة بأرباح مقدارها 82.9 مليون ريال عن الفترة نفسها من عام 2007م، أرجعتها الشركة إلى انخفاض القيمة السوقية لمحفظة المتاجرة في الأوراق المالية للفترة المنتهية في 31/3/2008م، حيث تضمن الإعلان تأكيد الشركة على أن محفظة أوراقها المالية تضم شركات ذات مركز مالي جيد وتحقق عوائد جيدة دون تقديم تفاصيل أكثر من ذلك.
لقد كان هذا الإعلان بمثابة صدمة للمساهمين الذين كان يحدوهم الكثير من الآمال والتطلعات لأداء الشركة المستقبلي نتيجة لوجود الكثير من المحفزات الإيجابية على المدى القصير مثل طرح شركة حلواني للاكتتاب العام وتوقيع شركة إعمار المدينة الاقتصادية لعقد شراكة استراتيجية مع شركة موانئ دبي، آخذين في الاعتبار أن الشركة لم يسبق لها تحقيق خسائر ربع سنوية خلال الأعوام الأخيرة على الرغم من الهبوط الحاد لسوق الأسهم، وهو ما يزيد الموضوع غموضاً وتعقيداً.

ويبقى التساؤل مطروحاًً: كيف تحققت هذه الخسارة إذن؟
للإجابة عن هذا التساؤل، لا بد أن نذكر أن شركة عسير من الشركات الواعدة وهي تعمل كشركة قابضة ذات استثمارات متنوعة، حيث إن سبب تحقيق الشركة خسائر يعود بالدرجة الأولى إلى إعادة تقييم الاستثمارات المقتناة لغرض المتاجرة التي تتكون بشكل رئيسي من أسهم متداولة في سوق الأسهم السعودية نتيجة لانخفاض سوق الأسهم خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة 18 في المائة، علماً أن الأرباح من هذه الاستثمارات كانت تشكل خلال العامين الماضيين ما بين 60 إلى 95 في المائة من إجمالي ربحية الشركة.
في نهاية عام 2005م، كانت قيمة هذه الاستثمارات محدودة نسبياً لم تتجاوز 346 مليون ريال فقط لكن مع نهاية عام 2007م ارتفعت قيمة هذه الاستثمارات إلى مستوى 1.207 مليون ريال نتيجة لقيام الشركة بإعادة تصنيف بعض الاستثمارات المتاحة للبيع إلى استثمارات مقتناة لغرض المتاجرة (وهي في الأساس استثمارات حققت مكاسب جيدة خلال فترة زمنية طويلة) ساعدها على ذلك قيام الشركة خلال 2007م بإصدار أسهم حقوق أولوية ضخ فيها مساهمو الشركة مبلغ 1.2 مليار ريال لدعم المشاريع المستقبلية.
محصلة ما سبق أن إعادة تقييم الاستثمارات المقتناة لغرض المتاجرة هي في الحقيقة سلاح ذو حدين، كانت في السابق المحرك الرئيسي لنمو الأرباح أما الآن فهي المحرك الرئيسي لتحقيق الخسائر، ولذلك يتعين على إدارة الشركة التعامل بحذر مع هذا النوع من الاستثمارات بما يخدم مصالح المساهمين وهو ما يمثل أهم التحديات خلال 2008م.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي