أحدث الإصدارات (1)

يشبه مكان العمل إلى حد كبير مجتمع الأسود في الغابة, ففي المكانين يوجد دوما أسد كبير مسيطر, وتراتبية ومنافسة, وخطر دائم بالتراجع إلى موقع أدنى, وهذا ينطبق على جميع أنواع المنظمات الحكومية والعسكرية والمؤسسات والشركات, الربحية منها وغير الربحية.
وجميع الناس يعانون من صعوبة العمل والحركة في مكان يعج بالأسود, أشخاص لديهم السلطة والقوة والموهبة, من القادة والرؤساء والمسؤولين التنفيذيين والمديرين وغيرهم, وكل منهم يتحين الفرصة للانقضاض لتوسيع مدى سلطاته وزيادة امتيازاته ولو أدى ذلك إلى شطب الآخرين من الوجود أو حتى الإضرار بمصلحة العمل في بعض الأحيان.
لكن الأسود ضروريون جدا لكل مؤسسة, فالشخصية القيادية مهمة للغاية في الإدارة وتطوير العمل ومقارعة الشركات المنافسة, ومن المهم جدا معرفة الطريقة التي يمكن من خلالها ضبط طموحاتهم وتوجيه إمكاناتهم لما فيه خير المصلحة العامة وتطور الشركة, ويتم ذلك عن طريق فهم خصائصهم ودراسة حواسهم التي يمكن تلخيصها في أربع نقاط هي: السيطرة أو مقدار النفوذ الذي يملكه الأسد أو يسعى لامتلاكه, المملكة أو المنطقة التي يحكمها, المكانة الاجتماعية, وغريزة البقاء, وبذلك تستطيع أن تلعب دور المروض الموهوب الذي يميز بسرعة وسهولة بين الأسد الجيد والأسد السيئ, فيكسب مودة الأول ويوظف مواهبه, ويستبعد الثاني.
ويزودنا الكتاب بدليل مهم لكشف الأسد السيئ الذي يكون عادة من النوع الغضوب, والمستبد, والمتطلب إلى درجة التدخل في الحياة الشخصية للآخرين, وهو عموما انتهازي يقلل من قدرات الآخرين بهدف تعظيم قدراته الشخصية ويحبط من يحيطون به من فريق العمل، حيث يستنزف طاقتهم ودوافعهم الطيبة للإبداع والتطوير.
كتاب مهم لكل من يريد أن يحقق أفضل علاقة ممكنة بين الموظف ورب العمل وبين المديرين أنفسهم على اختلاف مستوياتهم الإدارية, حيث تتم المحافظة في الوقت نفسه على القيم الأخلاقية الجوهرية مثل احترام الذات والنزاهة.