"الخدمات": الاحتكار في طريقه إلى الاندثار .. ماذا تفعل الشركات؟

"الخدمات": الاحتكار في طريقه إلى الاندثار .. ماذا تفعل الشركات؟

يرتكز تحليلنا على الشركات التي تكون قطاعا وهي: الاتصالات, الكهرباء والتأمين والتي تشكل بعدا احتكاريا حتى يتم فتح القطاعات بالكامل للمنافسة التامة. والملاحظ أن قطاع التأمين هو الأول من زاوية فتح المنافسة فيه ودخول عدد كبير من الشركات ولكن لم تبدأ في نشر بيانتها أو ربما ممارسة نشاطها ولكن يبدو أن النظرة إيجابية تجاهها على أساس حجم السوق ووضع الشركة العاملة حاليا "التعاونية".
عادة ما تكون هناك قوتان تتجاذبان الدخل للشركات الاحتكارية وهي حماية المستهلك بتحديد التعرفة وقدرة الشركة على تنمية آمالها للاستفادة من الميزة النسبية المتوافرة لها. ولكن يبدو أن نظرة المستثمر على الرغم من أداء الشركات هي ثابتة نظرا لأن النتائج والمعطيات فيه ثابتة. والسؤال هل قدرة الشركات على تحسين الأداء ستؤثر في عملية إعادة التقييم من قبل المتعاملين في السوق أو أنه لا توجد أي نتائج تغير النظرة الحالية تجاه أسلوب المقييمين ونظرتهم الحالية؟ وبالتالي يغلب نظر المستثمرين حقيقة تثبيت التعرفة في جانب أو أن المنافسة ستؤثر مستقبلا في الإيراد. حاليا لا تزال النظرة الأداء بمعزل عن تقييم السوق ولكن لا يتوقع لهذا الاتجاه الاستمرار مع فتح السوق وإتاحة المجال للمنافسة الحرة.
الربع الثالث من عام 2007 يعد نقطة تحول بالنسبة لسوق الأسهم السعودية من زاوية الربط بين أداء الشركات من زاوية الربحية وزاوية الإيراد من طرف وزاوية تسعير أسهم الشركات. فالربط بين الطرفين يمكن أن يكون اتجاها جديدا ومهما في اتخاذ القرار الاستثماري وللمرحلة المقبلة خاصة أن هناك نوعا من علامات الاستفهام حول النمو الربحي وقدرة الأصول والقدرات الحالية على دعمه. وبالتالي إذا حدث النمو أو كان التراجع محدودا فالتأثير المتوقع سيكون إيجابيا ومن المفترض تفاعل السعر معه والعكس صحيح. البيانات الخاصة بنتائج الفترة الحالية من عام 2007 ودرجة التغير فيها ستنعكس بصورة مباشرة على الأداء السعري.

المتغيرات المستخدمة:
كالعادة سيتم التعامل مع السعر وربح الشركة وإيرادها من خلال النمو الربعي (نمو الربع الحالي مقارنة بالسابق) والنمو المقارن (نمو الربع الحالي بالربع المماثل من العام الماضي). كما سيتم الربط بين السعر والربح في مكرر الربح والربح والإيراد في هامش صافي الربح ودرجة التحسن فيه. وسيتم إلقاء الضوء على دور المصادر الأخرى في دعم الربحية للشركات. المتغيرات السابقة توجهنا للتعرف على كفاءة السوق وسلامة توجهها من خلال العلاقة بين الربح والإيراد والسعر وبالتالي توجهها نحو الاتجاه الصحيح من عدمه.

شركة الكهرباء السعودية:
تعد من الشركات التي تتأثر بموسمية الاستهلاك بين الشتاء والصيف من زاوية تحقيق ربح وخسارة ولكن الاختلاف يمكن في حجم الاستثمارات الحالية للشركة علما بأن مشاريع مولدي الطاقة الحياديين لم تبدأ بعد. خلال الفترة الحالية من 2007 بلغت أرباح الشركة 2.084 مليار ريال بنسبة نمو عن العام الماضي قدرها 9.38 في المائة ونجمت الزيادة في الربح نتيجة لنمو الإيرادات لتصل إلى 16.576 مليار ريال بنسبة نمو 8.32 في المائة. وتحسن نمو هامش الربح بنحو واحد في المائة مما يعني أن هناك تحسن في السيطرة على المصاريف نتيجة لنمو الإيرادات ونمو الربيحية بمعدل أعلى.
الربع الحالي من عام 2007 شهد نمو الربح للشركة بنحو 109.32 في المائة وكان النمو المقارن 5.63 في المائة مما يعني تحسن ربحية الشركة مقارنة بالفترات السابقة وبالتالي تحسن أداء الشركة. الملاحظ أن الإيرادات تحسنت بمعدلات مشابهة وذلك 19.99 في المائة ربعيا و8.15 في المائة مقارنا. والملاحظ أن الإيرادات الأخرى لا تمثل حجما كبيرا من صافي الربح بل انخفضت عن السنوات السابقة. السعر أيضا تحسن ربعيا ونما بنحو 10.87 في المائة لكنه ما زال منخفضا عن فترة المقارنة بنحو 34 في المائة. على الرغم من التغيرات الإيجابية في الربح والسعر لكن مكرر الأرباح ارتفع من 31 إلى 35.5 مرة وهو نوعا ما سلبي.

شركة الاتصالات السعودية:
تعد أيضا من الشركات التي تتأثر بموسمية الاستهلاك بين الشتاء والصيف من زاوية ارتفاع حجم الربحية وانخفاضها نتيجة لسفر المواطنين خارج السعودية واستخدام الجوال. خلال الفترة الحالية من 2007 بلغت أرباح الشركة 8.962 مليار ريال بنسبة هبوط عن العام الماضي قدرها 10.49 في المائة وعلى الرغم من أن الإيرادات نمت لتصل إلى 25.93 مليار ريال بنسبة نمو 35.35 في المائة. ومعها تدهور هامش الربح بنحو 33.87 في المائة مما يعني أن هناك انخفاضا في القدرة علي السيطرة على المصاريف نتيجة لنمو الإيرادات وهبوط الربيحية.
الربع الحالي من عام 2007 شهد نمو الربح للشركة بنحو 1.2 في المائة ولكن النمو المقارن كان سلبيا 1.94 في المائة مما يعني تذبذب مستوى ربحية الشركة مقارنة بالفترات السابقة وبالتالي ثبات أداء الشركة. الملاحظ أن الإيرادات تحسنت مقارنة بذبذبة الربحية وذلك 4.03 في المائة ربعيا و0.69 في المائة مقارنا. والملاحظ أن الإيرادات الأخرى لا تمثل حجما كبيرا من صافي الربح وإن ارتفعت قليلا عن السنوات السابقة. السعر أيضا تحسن ربعيا ونما بنحو 18.72 في المائة لكنه ما زال منخفضا عن فترة المقارنة بنحو 30.42 في المائة. على الرغم من التغيرات الإيجابية في الربح والسعر لكن مكرر الأرباح انخفض من 15.02 إلى 11.8 مرة وهو نوعا ما إيجابي ويظهر نوعا من التحوط تجاه الأداء المستقبلي ونوعية المنافسة الجديدة في السوق.

شركة اتحاد الاتصالات:
تواجه الشركة منافسة من قبل الاتصالات السعودية والداخل الجديد ولكن استطاعت الشركة تحقيق أرباح خلال الفترة الحالية من 2007 نحو 865 مليون ريال بنسبة نمو عن العام الماضي قدرها 133.51 في المائة ونجمت الزيادة في الربح نتيجة لنمو الإيرادات لتصل إلى 6.055 مليار ريال بنسبة نمو 41.08 في المائة. وتحسنا نمو هامش الربح بنحو 66 في المائة مما يعني أن هناك تحسن في السيطرة على المصاريف نتيجة لنمو الإيرادات ونمو الربيحية بمعدل أعلى.
الربع الحالي من عام 2007 شهد نمو الربح للشركة بنحو 2.23 في المائة وكان النمو المقارن 43.24 في المائة مما يعني أن تحسن ربحية الشركة مقارنة في الفترات السابقة منخفض ولكن يعد تحسنا في أداء الشركة. الملاحظ أن الإيرادات تحسنت بمعدلات مرتفعة وذلك 13.21 في المائة ربعيا و24.58 في المائة مقارنا. والملاحظ أن الإيرادات الأخرى لا تمثل حجما كبيرا من صافي الربح بل انخفضت عن السنوات السابقة. السعر أيضا تحسن ربعيا ونما بنحو 56.48 في المائة وأيضا تحسن في فترة المقارنة بنحو 1.34 في المائة. على الرغم من التغيرات الإيجابية في الربح والسعر لكن مكرر الأرباح انخفض من 75.41 إلى 34.28 مرة وهو نوعا ما إيجابي.

الشركة التعاونية للتأمين:
تواجه الشركة نوعا ما انفتاحا في سوق التأمين على الجانبين من زاوية المنافسة ومن زاوية اتساع السوق ومن المهم رؤية أداء الشركة وقدرتها على التفاعل مع الوضع. خلال الفترة الحالية من 2007 بلغت أرباح الشركة 489 مليون ريال بنسبة نمو عن العام الماضي قدرها 33.37 في المائة ونجمت الزيادة في الربح نتيجة لنمو الإيرادات لتصل إلى 1.214 مليار ريال بنسبة نمو 28.54 في المائة. وتحسن نمو هامش الربح بنحو 3.76 في المائة مما يعني أن هناك تحسنا في السيطرة على المصاريف نتيجة لنمو الإيرادات ونمو الربيحية بمعدل أعلى.
الربع الحالي من عام 2007 شهد هبوط الربح للشركة بنحو 61 في المائة وكان الهبوط المقارن 0.99 في المائة مما يعني انخفاض ربحية الشركة مقارنة بالفترات السابقة وبالتالي هبوط أداء الشركة. الملاحظ أن الإيرادات تذبذبت بمعدلات مختلفة وذلك 30 في المائة هبوط ربعي ونمو 11.91في المائة مقارنا. والملاحظ أن الإيرادات الأخرى وإن كانت تمثل حجما كبيرا من صافي الربح لكنها انخفضت عن السنوات السابقة. السعر أيضا تحسن ربعيا ونما بنحو 26.5 في المائة لكنه ما زال منخفضا عن فترة المقارنة بنحو 19.04 في المائة. على الرغم من التغيرات السلبية في الربح وتذبذب السعر لكن مكرر الأرباح انخفض من 15.97 إلى 10.68 مرة وهو نوعا ما إيجابي.
مسك الختام:
يبدو أن الترقب لاتجاهات السوق واضح في الاتصالات السعودية والتعاونية للتأمين في حين اتجه الباقون للتفاعل بصورة إيجابية مع مؤشرات الشركة والسوق. نهاية العام وأداء الشركات وانخفاض مكرراتها يجعلها هدفا مستقبليا محتملا ولكن بعد ظهور نتائج المنافسة وقدرتها على أن تكون تهديدا حقيقيا من عدمه.

الأكثر قراءة