سياحة الأعمال في الاستثمار السياحي

[email protected]

اختتمت في الرياض الأسبوع الماضي وسط زخم كبير أعمال برنامج ملتقى السفر والاستثمار السعودي، ويأتي هذا الزخم لأهمية القطاع وحيويته على مستوى قطاع الأعمال وكذلك على مستوى الثقافة، وهنا لا أنسى الإشادة بالفعاليات المصاحبة التي بدورها خلقت جوا كرنفاليا سياحيا رائعا.
وبالنظر إلى برنامج الملتقى فيما يخص الجلسات العلمية وحلقات النقاش فإني لاحظت الغياب التام لموضوع أرى أنه يناسب الملتقى وكذلك يناسب التوقيت الزمني التي تعيشه المملكة, وأخيرا يمثل ميزة تنافسية مهمة لبناء السياحة بمفهومها الشامل.
إن سياحة الأعمال أو ما يسمى Business Tourism كانت وما زالت تمثل منتجا سياحيا مهما حتى للدول ذات مميزات الجذب السياحي والمنفتحة بشكل أكبر على العالم, وذلك بالنظر إلى العوائد الاقتصادية التي يحملها هذا المنتج بنفسه, وكذلك كونه مفتاحا لتسويق سياحي أكبر. ونحن اليوم في المملكة نعيش طفرة اقتصادية غير مسبوقة مصحوبة بانفتاح اقتصادي أيضا غير مسبوق يسهل عملية جذب رجال الأعمال بأغراض اقتصادية قد تكون بداية للتعريف بالسياحة في المملكة.

تلعب الفعاليات الاقتصادية و التجارية دورا مهما في تهيئة أرضية صحية بين المستثمرين فى مكان واحد, وكذلك تتيح التبادل التجاري وتوافر المعلومات عن الفرص الاستثمارية من ناحية المنافسة والجودة وغيرها من العوامل التى تساعد على القرارات في مجال التجارتين المحلية والدولية. ونتيجة لذلك تسهم في تنمية وتطوير التجارة للشعوب والدول والمدن, فهي تلعب دورا اقتصاديا وسياسيا مهما في دعم الاقتصاد المحلى والتعريف بمنتجات وصناعة الدولة والترويج لها, هذا إضافة إلى دورها الكبير في تنمية قطاع السياحة والتعريف بالدول. فالفوائد الاقتصادية للمعارض والمؤتمرات لا تقتصر على المشاركين والزوار فقط فهي تمتد لتشمل قطاعات أخرى في الاقتصاد الذي تحتضن تلك الفعاليات ويسهم بشكل كبير في توفير فرص عمل جديدة وزيادة دخل العاملين في هذه القطاعات, وبالتالي إنفاقها في قطاعات. وملخص هذه المقدمة هو أن الفعاليات الاقتصادية والتجارية تقود بشكل مباشر إلى زيادة كبيرة في نسبة النقد الأجنبي في الاقتصاد ويزيد من السيولة داخله بخلاف الفوائد الأخرى غير المباشرة على المديين المتوسط والطويل.

هذا الحديث النظري يعكس تجارب عالمية مهمة، فعلى سبيل المثال واستنادا إلى دراسة عن سياحة الأعمال في بريطانيا ، فإن سياحة الأعمال تمثل أكثر من 20 مليار جنيه استرليني وتخلق فرصا استثمارية وتجارية بنحو 100 مليار جنيه استرليني سنويا, وتوفر 530 ألف فرصة عمل، ليس هذا فحسب فإن الدراسة تشير إلى أن زوار تلك الفعاليات يبلغون 80 مليون شخص يضخون نحو 3.5 مليار جنيه استرليني في الاقتصاد البريطاني . ولتأكيد أهمية سياحة الأعمال كرافد مهم للسياحة بصفة عامة فإن الاستفتاء التي قامت به الدراسة يؤكد أن 40 في المائة من الزوار ينوون العودة لزيارة بريطانيا مع عائلاتهم.
نؤكد مرة أخرى أن الفعاليات التجارية تسهم بشكل فاعل في النمو الاقتصادي للبلدان المختلفة، فقد أوضحت دراسة عن صناعة المعارض والمؤتمرات في سنغافورة, أن هناك 173 صناعة ترتبط بصناعة المعارض والمؤتمرات, منها 18 صناعة ذات ارتباط مباشر و155 صناعة ذات ارتباط غير مباشر، وأوضحت الدراسة أن صناعة المعارض والمؤتمرات تقدم 16 ألف فرصة وظيفية جديدة والعدد نفسه يوفره القطاع في مدينة سيدني الأسترالية.
كل ما تقدم هو لتسليط الضوء على إمكانية الاستفادة من الفعاليات التجارية في المملكة والحاجة إلى بذل جهود أكبر بين الجهات ذات العلاقة لاستغلال هذا الزخم الاقتصادي الذي تعيشه بلادنا والانفتاح غير المسبوق للاستثمار الأجنبي لجذب الاستثمارات والسياح وإثراء الاقتصاد برافد جديد أكاد أجزم أن نجاحه يحتاج فقط إلى وضع الجهود في الطريق الصحيح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي