تصريحات لبرنانكي تهبط بالدولار والين وترفع العملات مرتفعة العائد
شهد الين تراجعا عاما أمس، حين صعدت العملات مرتفعة العائد بعد تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بن برنانكي التي عززت التوقعات بمزيد من التيسير في السياسة النقدية الأمر الذي قد يساعد الاقتصاد الأمريكي على تجنب الركود.
وساعد احتمال خفض أسعار الفائدة على تهدئة المخاوف من تباطؤ في النمو العالمي مما عزز العملات مرتفعة العائد مثل الدولارين الاسترالي والنيوزيلندي وقدم بعض الدعم أيضا للدولار الأمريكي.
كما تعززت الثقة بفضل تقارير عن مناقشة الحكومة ومؤسسات مالية أمريكية خطة لإعادة التفاوض بشأن رهون عقارية يمكن تعديل أسعار الفائدة عليها. ويشير ذلك إلى تحركات على قدم وساق لتنظيف فوضى الرهون العقارية عالية المخاطر التي هزت أسواق المال العالمية.
وفي تصريحات في غرفة شارولت للتجارة أمس الأول، قال برنانكي إن تجدد الضغوط المالية في الأسابيع القليلة الماضية ألقى بظلال على توقعات الاقتصاد الأمريكي ملمحا إلى استعداد لخفض الفائدة مجددا.
وارتفع الدولار أثناء تداولات أمس 0.75 في المائة إلى 110.65 ين متعافيا بذلك من أدنى مستوى في عامين ونصف عندما سجل وفقا لبيانات رويترز 107.20 ين الأسبوع الماضي. وارتفع اليورو نحو واحد في المائة إلى 163.43 ين. كما صعدت العملات مرتفعة العائد مثل الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي مقابل الين والعملة الأمريكية. وتقدم اليورو 0.2 في المائة مقابل الدولار مسجلا 1.4768 دولار مستفيدا بأرقام أعلى من المتوقع للتضخم في منطقة اليورو في تشرين الثاني (نوفمبر) مما يعزز فرص حجم البنك المركزي الأوروبي عن خفض أسعار الفائدة.
من جهته، دعا وزير الاقتصاد الألماني ميشائيل جلوز الولايات المتحدة أمس، إلى وقف تراجع الدولار أمام اليورو بعد أن تزايدت الضغوط على الصادرات الأوروبية نتيجة ارتفاع أسعارها في الأسواق العالمية التي تتعامل بالدولار.
وقال جلوز الذي كان يتحدث خلال جلسة للبرلمان الألماني لمناقشة الميزانية يجب ألا تحاول واشنطن علاج المشكلات الهيكلية لاقتصادها من خلال تقليل قيمة الدولار.
وأضاف أنه حتى الاقتصاد الأمريكي لن يستفيد على المدى الطويل إذا واصل الدولار تراجعه إلى مستويات متدنية بشدة.
وأشار إلى أنه إذا لم تقم الإدارة الأمريكية بعلاج المشكلات الهيكلية التي يعانيها الاقتصاد الأمريكي واكتفت بالازدهار الناتج عن ضعف العملة الأمريكية فإن الأمور ستتدهور فيما بعد.
ويعاني الاقتصاد الأمريكي عجزا كبيرا في ميزان الحساب الجاري والميزان التجاري وعجزا في الموازنة. والمعروف أن الدولار تراجع أمام اليورو إلى مستويات مسبوقة خلال الفترة الماضية. كما تراجع أمام أغلب العملات الرئيسية في العالم, الأمر الذي يدعم القدرة التنافسية للصادرات الأمريكية في مواجهة صادرات الدول المنافسة الأخرى وبخاصة دول اليورو. يذكر أن ألمانيا هي صاحبة أكبر اقتصاد في منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي ككل وتعتمد على التصدير من أجل نمو اقتصادها.
وارتفع اليورو الأوروبي مقابل الدولار أمس، بعد أن فاق معدل التضخم في منطقة اليورو التوقعات مما دعم رأي من يتوقعون أن يبقي البنك المركزي الاوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير بدلا من خفضها.
وأظهرت البيانات أن التضخم السنوي بلغ ثلاثة في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) ارتفاعا من 2.6 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر). وبلغ متوسط التوقعات للتضخم 2.9 في المائة. وارتفع اليورو نحو 0.0034 دولار بعد صدور البيانات إلى نحو 1.4780 دولار.
وارتفع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي أمس، مع تراجع مراهنات المستثمرين على أن بنك إنجلترا المركزي سيخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وقال محللون إن المستثمرين يقلصون توقعاتهم بتخفيف السياسة النقدية بعد
استيعاب تعليقات من الأعضاء الأكثر تشددا في لجنة السياسات التابعة لبنك
إنجلترا المركزي أمام لجنة برلمانية أمس الأول. وقال بول روبسون من آر بي إس جلوبال بانكنج "هناك إحساس بأن الناس بالغوا في توقع خفض الفائدة في كانون الأول (ديسمبر) وبعض أعضاء لجنة السياسة النقدية يشعرون بالقلق الآن بشأن التضخم كما أن بنك إنجلترا نادرا ما يخفض الفائدة في كانون الأول (يناير). ولذلك ربما نضطر للانتظار حتى شباط (فبراير) لخفض الفائدة".
وزاد الجنيه الاسترليني أثناء تداولات أمس نحو 0.25 في المائة إلى 2.0666 دولار وانخفض اليورو الأوروبي نحو 0.2 في المائة إلى 71.37 بنس.
في الوقت ذاته، ارتفعت الأسهم الأوروبية في أوائل المعاملات أمس، تدعمها تعليقات من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وقد أشارت إلى استعداد لخفض أسعار الفائدة. وساهم في ارتفاع الأسهم صعود الشركات الهندسية.
وارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الرئيسية في أوروبا بنسبة 0.26 في المائة إلى 1512.12 نقطة.
وتصدرت أسهم البنوك الأسهم الصاعدة فارتفع سهم بنك باركليز 1.1 في المائة
وسهم ستاندرد تشارترد 1 في المائة وسهم ناتيكسيس 2 في المائة. وصعد سهم مجموعة شنايدر الهندسية الفرنسية 2,4 في المائة ليتصدر الأسهم الصاعدة على مؤشر يوروفرست 300 بعد أن توقعت نمو المبيعات ما بين 6 و8 في المائة العام المقبل. وزاد سهم سيمنس 0.9 في المائة.
وقال هنك بوتس الخبير لدى باركليز "السوق تشعر بالارتياح لأن مجلس الاحتياطي على استعداد بل وقادر على التدخل وخفض الفائدة للحيلولة دون إبطاء الاقتصاد".
وارتفع مؤشر نيكي القياسي أكثر من 1 في المائة في ختام التعاملات في بورصة طوكيو للأوراق المالية أمس ليسجل أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مع ارتفاع أسهم شركات الشحن البحري مثل خطوط ميتسوي أو إس كي بفضل آمال في تحسن تجارة السلع الأولية.
وارتفعت أسهم شركات الصلب بفضل رفع بنك كريدي سويس تصنيفه للقطاع. وأدى تراجع بسيط للعملة اليابانية إلى دعم السوق بصفة عامة. وقال متعاملون إن بعض صناديق التحوط عاودت شراء الأسهم عند إغلاق دفاترها أمس.
وبنهاية جلسة التعامل ارتفع مؤشر نيكي- 225 بمقدار 166.93 نقطة أي بنسبة 1.08 في المائة إلى 15680.67 نقطة. وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 1.15 في المائة إلى 1531.88 نقطة.
وكانت الأسهم الأمريكية قد أغلقت على ارتفاع طفيف أمس الأول مع تجاذب السوق بين مكاسب لأسهم شركات الطاقة بما في ذلك إكسون موبيل كورب وتراجع أسهم الشركات المالية واستمرار المخاوف بشأن الاقتصاد.
وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى مرتفعا 22.36 نقطة أي بنسبة 0.17 في المائة إلى 13311.81 نقطة فيما زاد مؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقا 0.73 نقطة أو 0.05 في المائة ليغلق على 1469.75 نقطة. وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا مرتفعا 5,22 نقطة أو 0.20 في المائة إلى 2668.13 نقطة.