أسعار الأسهم و تداولاته.. معادلة المؤشر الجديدة (2 من 2)
يثير مشروع تعديل معادلة حساب مؤشر السوق المالية السعودية العديد من التساؤلات حول مراكز القيادة للشركات المدرجة، وكيفية ترتيب آليات صناع السوق، و آلية الانتقال البيني للسيولة بين قياديات اليوم والغد، وكمية أحجام التداول المتوقعة، وما تتضمنه من منهجيات تصريف وتجميع جديدة؟
حاولت دراسة الإجابة عن هذه التساؤلات عن طريق دراسة انعكاسات تعديل معادلة حساب مؤشر السوق المالية الأسترالية مطلع العقد الميلادي الحالي على أسعار أسهم الشركات المدرجة، وكميات التداول، ومستويات السيولية. نشرت الدراسة منتصف كانون الثاني (يناير) من العام الحالي في مجلة "التمويل الإداري" Managerial Finance تحت عنوان "انعكاسات تعديلات المؤشر على السعر وحجم التداول".
تناول الجزء الأول من المقال أهداف الدراسة، ومسببات طرحها في هذه الزاوية، والتباين بين السوق المالية السعودية والأسترالية في حساب قيمة المؤشر وآلية تنفيذها. يتناول هذا الجزء من المقال نتائج الدراسة، وانعكاسات معادلة تغيير مؤشري السوق المالية الأسترالية على أسعار الأسهم وأحجام تداولاتها. يذيل المقال بقراءة موجزة من واقع الدراسة عن الانعكاسات المحتملة من مشروع إعادة هيكلة السوق المالية السعودية، وتعديل معادلة حساب مؤشرها على أسعار الأسهم وأحجام تداولاتها.
توصلت الدراسة إلى عدة نتائج مفيدة تشكل في مجملها إجابة شمولية عن التساؤلات حول مراكز القيادة للشركات المدرجة، وكيفية ترتيب آليات صناع السوق، وآلية الانتقال البيني للسيولة بين قياديات اليوم والغد، وكمية أحجام التداول المتوقعة، وما تتضمنه من منهجيات تصريف وتجميع جديدة.
نظرت نتائج الدراسة إلى الانعكاسات خلال حالتين. الحالة الأولى إضافة سهم إلى معادلة حساب المؤشر، والحالة الثانية حذف سهم من معادلة حساب المؤشر. نظرت النتائج أيضا إلى انعكاسات كل حالة من هاتين الحالتين على ثلاثة محاور. المحور الأول قيمة المؤشر، والمحور الثاني سعر السهم المضاف أو المحذوف، والمحور الثالث حجم تداول السهم المضاف أو المحذوف.
نظرت النتائج أيضا إلى كل حالة ومحور خلال يومين مميزين. اليوم الأول عند إعلان هيئة السوق المالية عن إضافة أو حذف سهم من معادلة حساب المؤشر. يكون هذا اليوم في منتصف الشهر الثالث من كل ربع سنة، وهي منتصف أشهر آذار (مارس)، حزيران (يونيو)، أيلول (سبتمبر)، وكانون الأول (ديسمبر). واليوم الثاني عند قيام إدارة السوق المالية الأسترالية بتنفيذ معادلة حساب المؤشر. يوافق هذا اليوم مطلع الشهر الأول من كل ربع سنة، وهي مطلع أشهر كانون الثاني (يناير)، نيسان (أبريل)، حزيران (يونيه)، وتشرين الأول ( أكتوبر).
توصلت الدراسة بناءً على هذه المصفوفة العملية إلى مجموعة من النتائج المفيدة. من أهم هذه النتائج، ما يلي:
1. ليس هناك انعكاس ملحوظ على قيمة المؤشر عند إضافة أو حذف سهم إلى معادلة حساب المؤشر خلال يوم الإعلان عن التغيير، أو يوم تنفيذ التغيير.
2. ليس هناك انعكاس ملحوظ على قيمة المؤشر عند إضافة أو حذف سهم إلى معادلة حساب المؤشر خلال يوم الإعلان، أو يوم التنفيذ.
3. ليس هناك انعكاس ملحوظ على سعر سهم الشركة المضافة إلى، أو المحذوفة من، معادلة حساب المؤشر خلال يوم الإعلان، أو يوم التنفيذ.
4. ينخفض سعر سهم الشركة المضافة إلى معادلة حساب المؤشر بنسبة 1 في المائة قبل تسعة أيام من تنفيذ قرار الإضافة.
5. يرتفع سعر سهم الشركة المحذوفة من معادلة حساب المؤشر بنسبة ضئيلة خلال يوم تنفيذ قرار الحذف. يتراجع السعر بعد ذلك بنسبة 3 في المائة بعد عشرة أيام من يوم تنفيذ قرار الحذف.
6. يحدث ارتفاع طفيف في حجم تداولات سهم الشركة المضافة إلى، أو المحذوفة من، معادلة حساب المؤشر خلال يوم الإعلان، أو يوم التنفيذ.
7. يتراجع حجم تداولات سهم الشركة المحذوفة من معادلة حساب المؤشر بعد مرور 30 يوماً من يوم تنفيذ قرار الحذف.
تحمل هذه النتائج في طياتها العديد من الفوائد حول سلوك السوق المالية عند حدوث تطوير في معادلة حساب مؤشرها. من أهم هذه النتائج، التغيير المنظم في إستراتيجية المستثمر المؤسسي عند قبل، وخلال، وبعد أيام الإعلان والتنفيذ، وانعكاسات هذا التغيير على أسعار وأحجام أسهم الشركات المدرجة.
تنقلنا هذه النتائج إلى محاولة قراءة انعكاسات مشروع إعادة هيكلة السوق المالية السعودية ومعادلة حساب مؤشرها. يتميز مؤشر السوق المالية السعودية في هيئته الحالية أنه يضم في معادلته جميع الأسهم المصدر للأسهم المدرجة.
أسهم هذا التعميم في تبوء سهم "سابك" مركزا قياديا مؤثرا في مؤشر السوق. يتبع هذا المركز تواجد أسهم كل من" "مصرف الراجحي" و"الاتصالات السعودية" و"مجموعة ساميا المالية". سيعدل هذا التعميم ليدخل في معادلة حساب المؤشر الأسهم المتاحة للتداول فقط. سينعكس هذا التعديل على مراكز القيادة لمؤشر السوق السعودية. حيث يتوقع أن يتقدم سهم "مجموعة سامبا المالية" إلى مركز متقدم، ويخرج سهم "مصرف الراجحي من مراكز القيادة الخمسة الأولى"، ويدخل سهم "البنك الفرنسي" ضمن القائمة القيادية. الحديث عن مراكز القيادة الجديدة يجب ألا يغفل احتمالية دخول سهم "مصرف الإنماء" في هذا الجانب على المدى المتوسط إذا ما حظي بكاريزما فريدة للمستثمر المؤسسي، داعمة بذلك قيمته السوقية.
مدى ملاءة قراءة انعكاسات دراسة السوق المالية الأسترالية على نظيرتها السعودية بعد تنفيذ مشروع إعادة الهيكلة مطلع الشهر المقبل، سؤال ينتظر إجابة السوق المالية السعودية عليه بعد يوم التنفيذ.