باريس تنضم إلى واشنطن في الضغط على الصين لرفع قيمة اليوان

أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لنظيره الصيني هو جينتاو أمس، أن على الصين القيام بالمزيد للحد من انبعاثاتها الغازية ورفع قيمة عملتها.
وأضاف ساركوزي بعد محادثاته الرسمية مع نظيره الصيني والتي تناولت قضايا متنوعة " نأمل في أن يستمر نمو الصين ولكننا نأمل أيضا في أن يكون نمو الصين في إطار خال من الكربون وصديق للبيئة". وقال "نعتقد أن هذا من أجل مصالح الصين ومصالح العالم بأكمله".
ووقعت الصين وفرنسا أمس، أول اتفاقية ثنائية بينهما بخصوص تغير المناخ وقال ساركوزي إن فرنسا مستعدة لنقل التكنولوجيا من أجل مساعدة الصين على الحد من انبعاثات الكربون.
وهذه الاتفاقية هي واحدة من بين أكثر من 20 اتفاقية وقعت أمس، تتصدرها اتفاقيات قيمتها 18 مليار يورو (26.6 مليار دولار) لتوريد محطات طاقة نووية وطائرات ركاب.
وقال ساركوزي إن على كل الدول أن تحافظ على أسعار عملات "عادلة وتفيد
الاقتصاد العالمي". وقال "هذا يعني أنه لصالح الصين أيضا عليها أن ترفع سعر صرف اليوان أمام اليورو".
وقال هو إن الجانبين اتفقا على " المضي بشراكتهما المثمرة إلى مرحلة جديدة" وإنهما سيزيدان من المحادثات الخاصة بموضوعات مثل تغير المناخ وأمن الطاقة والتنمية المستدامة.
وقال هو "الجانبان اتفقا على الاستمرار في تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري وتحسين سبل التعاون في الطاقة النووية والطيران واستكشاف الفضاء والسكك الحديدية".
وقال مسؤولون فرنسيون إن شركات الطيران الصينية وقعت عقدا لشراء 160 طائرة من شركة الطيران الأوروبية إيرباص بقيمة عشرة مليارات يورو (14.8 مليار دولار).
ووقعت شركة أريفا الحكومية الفرنسية للمعدات النووية حيث ستقوم بتوريد مفاعلين نووين إلى الصين بقيمة ثمانية مليارات يورو (11.8 مليار دولار) ليتم بناؤهما في إقليم جوانجدونج في الجنوب.
وقالت الشركة إن هذا العقد هو الأكبر على الإطلاق في تاريخ الطاقة النووية.
وبحث ساركوزي وجينتاو القضايا المتعلقة بإيران وكوريا الشمالية وميانمار. ورافق ساركوزي صفوة رجال الأعمال بما في ذلك رئيس شركة إيرباص فابريس بريجير ورئيس الشركة الأوروبية لصناعات الدفاع والفضاء"أيدس" لويس جالوي ورئيسة شركة أفيرا أن لوفيرجيون.
وبالرغم من تركيز الزيارة على التجارة إلا أن ساركوزي قال إنه أثار أيضا مسائل تتعلق بحقوق الإنسان مع نظيره الصيني. وقال "أوضحت التقدم (في مسألة حقوق الإنسان) الذي حدث خلال الأعوام الـ 30 الماضية".
وأضاف " كررت أيضا رغبة فرنسا في رؤية المزيد من التقدم خاصة فيما يتعلق بتطبيق دور القانون في القضاء وحرية الصحافيين وما يتعلق بعقوبة الإعدام".
وتأتى زيارة الرئيس الفرنسي قبل قمة بين الاتحاد الأوروبي والصين من المقرر أن تعقد غدا، ومن المتوقع أن يسيطر عليها العجز التجاري الضخم الذي تعانيه أوروبا مع الصين وانخفاض قيمة عملة اليوان.
ويختتم ساركوزي زيارته اليوم برحلة إلى مدينة شنغهاي في شرق البلاد التي تعد العاصمة الاقتصادية للصين وذلك بعد أن يلقي كلمة في جامعة تشينجهوا الشهيرة في بكين.