رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


يا إلهي ماذا يحدث؟ ثروتنا كيف نستفيد منها!

[email protected]

يا إلهي ماذا يحدث في الولايات المتحدة، وماذا يحدث هنا؟ الدولار يتراجع بقوة ويزداد ضعفاً أمام اليورو، ويصل إلى أقل سعر له في 12 عاماً أمام الين ليكسر الين حاجز 100 نزولاً، والتوقعات تشير إلى أن اليورو سيتجاوز 1.70 مقابل الدولار قريباً. وأسعار النفط تتجاوز 110 دولارات للبرميل، ويتوقع "جولدمان ساتش" أن تتجاوز أسعار النفط مستوى 175 دولارا للبرميل قريباً أيضاً. وهناك توقعات أن ترتفع أسعار السلع بشكل مخيف وبصورة يصعب توقعها. ويقول الدكتور مارتن فيلدستين رئيس المكتب القومي لأبحاث الاقتصاد NBER، وهو الجهاز الذي يختص بمتابعة دورة الاقتصاد الأمريكي - إن الاقتصاد الأمريكي يمر بأسواء حالة ركود قد تكون الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. وقد تكون السنتان الحالية والمقبلة أصعب سنتين تمران بالاقتصاد الأمريكي. كل هذه الأحداث تتسارع ونحن لم نكمل الربع الأول من العام.

وما يحدث في بلادنا هو العكس، فالنظرة وخصوصاً لبعض صانعي القرار هي مختلفة. فالأسعار (التضخم) ستبدأ في الانخفاض والتراجع في النصف الأول من العام الحالي. والدولار يعد مغرياً للشراء، وستبقى العملة المحلية ثابتة، أو كما هي من دون تغيير. وهناك تفاؤل بفك اختناق جانب العرض في قطاعات متعددة، بدءا من قطاع الإسكان الذي مازال يعيش تحت رحمة صدور نظام الرهن العقاري، وكأنه السحر الذي ينتظره الجميع لفك أزمة السكن. وهناك تصور أن الإعانات التي قدمت للسلع والحبوب ستكون المطر الذي يهبط بالأسعار إلى مستويات تبرر تجميد الأجور وأسعار العملة. وذهب البعض إلى أبعد من ذلك في تصور أن بقية دول العالم ستكون سلة خبز المملكة، التي تمطر عليها عوائد نفط تمكنها من شراء ما تريد، ومن أية دولة كانت، لتتمكن من توفير الرفاه لشعبها.

إلا أن النظرة الكلية مختلفة تماماً، فمعظم دول العالم تعيش طفرات اقتصادية غير مسبوقة، وتزداد دخول شعوبها، وتزداد مطالبها، ليضيق الخناق والصراع على السلع الأساسية وغير الأساسية. وقد نصل إلى مرحلة رؤية المثل القائل "جحا أولى بلحم ثوره" واقعاً معاشاً، فالهند قد تبقي محصول أرزها لأبنائها، والحبوب قد تظل لأبناء جلدة المنتج الأمريكي والأسترالي والإسبان ي وغيرهم، والفاكهة والخضار قد لا تكون كافية إلا لمنتجيها. ليبقى نفطنا لنا يجلب الدولار الأخضر الذي يتراجع بشكل أصبح العائد عليه سلبياً، خصوصاً إذا أقدم "الفيدرالي الأمريكي" إلى خفض الفائدة في 18 آذار (مارس) بـ 75 نقطة. عندها سنجد أنفسنا في موقف لا نحسد عليه، فأسعار فائدتنا لن تفيدنا، وريالنا لا يفيدنا. فيبدأ الناس بالتخلص من الريال لأن عوائده سلبية، فالاحتفاظ بالريال يعني تحقيق خسائر يومية، وستزداد الخسائر بتراجع الدولار. لذا لا نستغرب أن نرى النفط يقترب من 200 دولار، فالعالم يقول لنا خذوا كل الدولارات الضعيفة التي تريدون مقابل أقوى سلعة في عالم اليوم وهي النفط.

فماذا بقي لنا أن نفعله؟ نقول هاتو الدولارات والريالات وصبوها صباً في أسهم شركات سعودية مربحة، وصبوها في عقار لبناء مسكن لكل مواطن. وللحكومة نقول استثمروا أموال العوائد النفطية في تعليم أبنائكم. واجعلوهم أكثر كفاءة وقدرة على مجابهة التحديات المقبلة. فالثروة النفطية الحالية يجب أن يستفيد منها الإنسان، وخصوصاًً في التعليم والتدريب. فالمرشد السنغافوري تحدث وتحدث وتحدث (ثلاث مرات) في منتدى الرياض عن التعليم ثم عن التعليم ثم عن التعليم – وكأنه لن يسكت – وركز على تعليم من دون قيود أو تعصب للغة عن أخرى أو منهج عن آخر. فالسوق هو الذي يختار الكفاءة التي تحددت مسبقاً بنوعية التعليم ولغته. وأصحاب الكفاءة واللغة المطلوبة في السوق (وهي الإنجليزية بالطبع) هم الذين استحقوا أعلى الأجور. فحتى ترفع أجور أبنائنا وأجيالنا القادمة لا تبخلوا بالإنفاق على التعليم والبحث والتطوير فهي أساس التقدم. وهي التي ستجلب لنا الأرز والقمح والشعير. وهي التي ستجلب لنا ما نريد. فعائدات النفط لن تجلب لنا إلا ما فاض لدى الشعوب الأخرى من أطعمة وغذاء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي