وهيب بن زقر.. رمز لـ (الإجماع الوطني)

[email protected]

منذ عرفت الشيخ الكبير وهيب بن زقر والآلام تقسو عليه، ولكنه يقاوم الألم بالأمل، يقاومها بالارتحالات الدائمة فهو من سفر إلى سفر، ويقاومها بالانغماس الكبير في القراءة والكتابة والانشغال بالقضايا والهموم الكبرى للناس والبلد، وأغلب أسفاره هي للوفاء .. الوفاء لأصدقائه في الأفراح والأتراح، ويسافر كثيراً ليكون ضمن الوفود الرسمية وغير الرسمية لرجال الأعمال، وقليلاً ما يسافر لإنجاز أعمال تجارية .. فبيت بن زقر تحول إلى مؤسسة أعمال يديرها ويرعاها المحترفون والمهنيون، والإخوان بن زقر اتفقوا على استمرار بيت عريق في التجارة عبر صفاء القلوب وعبر صفاء الفكر الإداري المحترف .. إنهم يقدمون نموذجا إيجابيا في قطاع الأعمال.
عرفت الشيخ وهيب بن زقر منذ بضع سنوات ولكن الرجل بتواضعه ورقي روحه وحبه للناس يعطيك الانطباع بأنه الشخص الذي تعرفه منذ سنوات بعيدة جداً، إنه كبير في تاريخه وعلمه وتجربته مع الحياة..، وهذا العمق هو ممر العبور إليه، إلى عالمه الجميل.
عندما تجتمع الناس عنده في بيته وتتفحص في الوجوه والملامح وترى أن القوم جاؤوا من كل أرجاء بلادنا وقراها وهجرها .. تقول إن وهيب هو رمز لوحدة بلادنا، إنه أحد (مصادر الإجماع الوطني)، شخص يحبه الناس ويتفقون على تقديره واحترامه، إذن هو شخص (جامع) ومن يجمع الناس يجب أن نحتفي به، ونضعه في قلوبنا كما نضع الوطن.
الشيخ وهيب بن زقر يتفق كل من يعرفه على أنه نموذج لرجل الدولة، الذي يكون صريحا عندما تكون الصراحة واجبة، وأديبا لبقا عندما تفرض المواقف أن لكل مقام مقالا، ويقوم بواجبه الذي يراه ضروريا لبلاده في الوقت والزمان المناسبين، ويعرف جيداً كيف يوازن بين الحقوق والواجبات.
خلفيته العلمية وتجربته الواسعة تجعلانه أحد المصادر الرئيسية للتاريخ الاقتصادي والاجتماعي لبلادنا، فهو شاهد عصر لديه الكثير من التفاصيل والمواقف على اختلافها الجادة والحلوة والمرة و..الطريفة أيضاً.
ساهم في إنشاء كثير من المؤسسات والهيئات والشركات، وهو من رواد العمل التطوعي، وأحد مصادر المعرفة الصادقة عن تاريخ المؤسسات والأشخاص، وفي كتاباته نقل إلينا من هذا الموروث القليل وبقي الكثير.
مساء الجمعة الماضي وفي حفل التكريم الذي أعدته أسرة تحرير "الاقتصادية" في جدة بعد عودته من رحلة العلاج الطويلة، في هذا الحفل جاء الكثيرون للاحتفاء بصديق الجميع، وطلب عديدون إلقاء الكلمات، واعتذر بمرارة كثير من أصدقائه الذين لم تساعدهم الظروف على السفر إلى جدة للمشاركة في الحفل، وكل هذا الوفاء ليس كثيراً من أصدقائه، فهو في مواقع الوفاء دائماً، ولذا أصدقاؤه يبادلونه الوفاء.
شكرا لـ (وهيب بن زقر) الذي منحنا الفرصة للاحتفاء بالإجماع الوطني، وكل قلوبنا معه، ندعو له بالصحة والعافية، ونترقب عودته لصديقه القلم والحرف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي