السفير الكندي في "نادك"
أثناء زيارة السفير الكندي في المملكة مشاريع الشركة الوطنية للتنمية الزراعية (نادك) في حرض، حسبما أوردته الزميلة جريدة "الرياض"، أبدى إعجابه بالتقنية العالية التي تستخدمها الشركة في إنتاج الألبان الطازجة والمنتجات الزراعية. وأشاد السفير بتجربة الشركة والقطاع الزراعي السعودي بشكل عام، وأحسنت الشركة صنعا بدعوة السفير للاطلاع على تجربتها للتعريف بما حققه القطاع الزراعي من تطور إيجابي جاء تمشيا مع التغيرات التي طرأت في هيكلة الاقتصاد الوطني للمملكة والتي أحدثت معها تغييراً حقيقياً في تركيبة الأنشطة الاقتصادية المختلفة.
والمتتبع للقطاع الزراعي يرى تغيرات إيجابية من أهمها تنويع القاعدة الإنتاجية وكذلك زيادة الإنتاج الزراعي المحلي وتحسن الكفاءة الاقتصادية والتسويقية الزراعية التي أدت إلى زيادة الإنتاج بشقيه الحيواني والنباتي، ورفع مستوى معيشة المواطن في المناطق الريفية والساحلية، وتوفير فرص عمل جديدة لهم. وتزامن مع تلك التغيرات أن اختلفت الأهداف للنشاط الزراعي وتحول من قطاع تقليدي سمته البدائية إلى قطاع استثماري، وكل تلك المؤشرات يعطي انطباعا عن الفوارق والجهود المخلصة التي بذلت لتحقيق تطور شامل أسهم في إيجاد نوع من الرخاء والرفاهية للمواطنين.
ومن أهم العوامل المشجعة لتحقيق التطور في هذا القطاع تحفيز العملية الاستثمارية في الأنشطة الزراعية المختلفة التي أسهمت في تحقيق الأمن الغذائي في بعض المنتجات الزراعية الرئيسية، وتنوعت المجالات المتعددة المتصلة بالقطاع الزراعي مثل الثروة الحيوانية والأسماك والبيوت المحمية، إضافة إلى المحاصيل الحقلية، مثل القمح والتمور، وتعددت الأنشطة المرتبطة بمدخلات القطاع الزراعي ومخرجاته.
وقد تحولت المزارع في المملكة من مزارع صغيرة تقليدية إلى مزارع ومشاريع استثمارية تستخدم التقنية بأوجهها المختلفة مع أحدث التقنيات التي تسهم في رفع كفاءة الإنتاج والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وفي مقدمتها الموارد المائية. وتوطنت الخبرات الوطنية، وأسهم رفع كفاءة تلك المنتجات أن رسمت لها هوية سعودية وأصبحت مطلوبة بالاسم مثل الألبان الطازجة، والروبيان، والبيض، والتمور، والرمان. وأسهمت التقنية في إنتاج منتجات لم تكن معروفة في السوق المحلية إلا بالاسم مثل المانجو، والفراولة، والحمضيات والاستزراع السمكي.
وكل هذا جزء من كل، أنعم الله به على هذه البلاد بعد توفيقه لولاة الأمر لحسن استغلال الموارد الطبيعية والبشرية فيما يخدم صالح الوطن والمواطنين، فيجب علينا شكر النعم، ويتطلب منا كزراعيين أهمية المحافظة على ما تحقق من جودة في نوعية المنتج والاستمرار في هذا النهج للتكيف مع التغيرات الاقتصادية المتوقعة بعد انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية لوضع تلك المنتجات في وضع تنافسي أفضل مع المستورد سواء من حيث الجودة أو التميز أو القيمة المضافة باتباع العمليات التسويقية مثل التدريج، والتعبئة، والتغليف وغيرها للوصول لمنافذ تسويقية مناسبة تساعد على رفع الهامش الربحي للمزارع، ويتحقق ذلك بانخراط المزارعين، على وجه الخصوص، في تكتلات تساعدهم على خفض تكاليفهم الإنتاجية والتسويقية لتميل كفة التنافس لصالحهم. وتوافر هذه المكتسبات يتطلب من الشركات الزراعية، على وجه الخصوص، التعريف بمنتجاتها بالترتيب لزيارات طلبة المدارس والإعلاميين وكذلك الدبلوماسيين للإطلاع، ومَن رأى ليس كمَن سمع. وحفظ الله هذا الوطن من كل مكروه.