العسومي: "أوبك" ليست معنية بقضية الدولار الضعيف ودول الخليج ستقود صندوق الأبحاث
وصف الخبير الاقتصادي الدكتور محمد العسومي القرارات التي اتخذتها قمة "أوبك" في ختام أعمالها في الرياض بأنها إيجابية من زاوية أنها أرسلت رسالة اطمئنان للمستهلكين في أسواق النفط بأنها مستعدة للتدخل في الوقت المناسب للحفاظ على استقرار الأسواق من خلال مواصلة مدها بحاجتها من الإمدادات النفطية.
وقال العسومي في اتصال مع "الاقتصادية" إن القمة تمكنت إلى جانب طمأنة الأسواق من دعم قضايا البيئة، فلأول مرة تتحول "أوبك" من منتج ومصدر للنفط إلى مشارك فاعل في الحفظ على البيئة".
وأوضح أن دول الخليج بقيادة السعودية التي تبنت تأسيس صندوق لأبحاث البيئة والطاقة سارعت بالتبرع للمشاركة في هذا الصندوق إيمانا منها بضرورة الحد من التلوث البيئي مضيفا أن المساهمات الخليجية سيكون لها دور فاعل في هذا الصندوق الذي يستهدف التوصل إلى أبحاث علمية تحاول الوصول إلى طرق للحد من التلوث والتقلبات المناخية التي تتسبب في كوارث خطيرة.
وأضاف أن دول الخليج ليست بمنأى عن الكوارث الطبيعية كما لاحظنا في إعصار "كونو" الذي ضرب سلطنة عمان ومن هذا المنطلق فإن مبادرة قمة أوبك في الرياض تمكنت من خلق هذا الصندوق الذي سيمول الأبحاث العلمية وهو ما يعد خطوة مهمة تحسب لمنظمة "أوبك".
وقال العسومي إن قمة "أوبك" ناقشت القضايا الاستراتيجية والمستقبلية للمنظمة وأهمها التأكيد مجددا على ضمان إمدادات الأسواق بالنفط وهذا التزام جماعي من كافة الأعضاء وهو ما يعد رسالة تطمين للدول المستهلكة.
غير أنه استبعد حدوث تأثير في تراجع أسعار النفط مضيفا أن العوامل السياسية هي التي تتحكم في حركة الأسعار حاليا خصوصا الأوضاع المتقلبة في منطقة الخليج إضافة إلى أن "أوبك" لا تمتلك في الوقت الحالي القدرة على زيادة إنتاجها حيث تنتج حاليا بكامل طاقتها الإنتاجية ولهذا السبب لن يكون بمقدورها الـتأثير جوهريا في حركة الأسعار.
ولا يعد العسومي عدم إشارة البيان الختامي لمسألة الدولار الضعيف وربط أسعار النفط بالدولار إشارة سلبية من القمة مضيفا أن قضية الدولار مسألة سيادية لكل دولة نابعة من سياستها النقدية والمالية وإن كانت التوقعات تشير إلى قيام بعض الدول الأعضاء في "أوبك" بفك ارتباط عملاتها بالدولار لكن يتوقع أن يكون هناك قرار جماعي من المنظمة باعتبار أن "أوبك" "كارتل" للدول المنتجة للنفط وأعضائها غير مقيدين بسياسة نقدية معينة فلكل دولة سياستها المختلفة عن الأخرى.