التجارة الحرة: طريقة جديدة لفهم النظم الاقتصادية المعاصرة

التجارة الحرة: طريقة جديدة لفهم النظم الاقتصادية المعاصرة

يتخذ الكتاب أسلوبا جديدا يستعرض من خلاله الأوقات التي تكون فيها التجارة العالمية أكثر فائدة وأقل ضررا للنمو الاقتصادي الذي يتضمن تحسنا اجتماعيا وهو ما تحتاج إليه أي دولة.

اشتد الجدل وزاد اللغط في الفترة الأخيرة حول موضوع العولمة بكل جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ويمثل الجدال حول التجارة الحرة ومدى قدرتها على تحقيق العدالة بين الدول غنيها وفقيرها ركنا أساسيا في موضوع العولمة، إذ انقسمت الآراء بين مؤيد للعولمة ولحرية التجارة وبين الرافضين المنتقدين لهما، وإن اتفق الجانبان على افتراض أن العولمة أمر لا مفر من حدوثه.
يبدأ الكتاب بتوجيه نقد لاذع لاقتصاد العالم الحالي بما يتضمنه من نظرية التجارة الحرة وممارستها، إلا أن الكتاب لا يدافع عن مؤيدي حماية الاقتصاد الوطني في مواجهة التجارة الحرة. وبدلا من هذا يهاجم الكتاب ويراجع القواعد التي يتم بها الجدال التقليدي بين مؤيدي التجارة الحرة ومؤيدي حماية الاقتصاد الوطني.
تدخل المؤلف أنجور في هذا الجدال المعاصر الكبير يعد نقطة انطلاق لاقتراح إعادة التفكير في الأفكار الأساسية التي نشرح بها عادة النشاط الاقتصادي. فمثلا يقترح أنجور بالأمثلة وبالنظريات طريقة جديدة لفهم النظم الاقتصادية المعاصرة. تتميز هذه الطريقة بكونها أكثر واقعية وأكثر قدرة على كشف القدرات الخفية للتحول أكثر من النماذج السائدة في علم الاقتصاد.
من الرسائل التي يقدمها الكتاب أننا لا نحتاج إلى الاختيار بين الموافقة على العولمة أو رفضها، إذ يمكننا المساهمة في تشكيل نوع مختلف من العولمة، حيث يقوم مذهب حرية التجارة التقليدي على أساس تجريبي ونظري واهٍ.
يتخذ الكتاب أسلوبا جديدا يستعرض من خلاله الأوقات التي تكون فيها التجارة العالمية أكثر فائدة وأقل ضررا للنمو الاقتصادي الذي يتضمن تحسنا اجتماعيا وهو ما تحتاج إليه أي دولة.
رسالة أخرى ينقلها الكتاب وهي أن تحركات الناس والأفكار أهم بكثير من حركة الأشياء والأموال، وكذلك فإن حرية تغيير المؤسسات التي تضع إطارا لأداء الأسواق على نفس الدرجة من الأهمية مثل الحرية في تبادل البضائع على الأساس الذي تضعه هذه المؤسسات.
يتسع النطاق الذي يتناوله الكتاب إلى داخل وخارج النظم الاقتصادية. كما يستعرض الكتاب القضايا التقنية بأسلوب سهل ولغة بسيطة يجعلها مفهومة للقارئ العادي، حيث يضع تخيلا منظما لخدمة الثورة ضد ديكتاتورية عدم إتاحة البدائل والتي تتسم بها الحياة والفكر المعاصر.
يقدم الكتاب نقدا بناء للتجارة الحرة، يكمن جوهر الجدال فيه، والذي يبدو ثابتا تاريخيا، في أن الميزة التنافسية لكل دولة غالبا ما تقوم على التعاون بين السلطات العامة والمصالح الخاصة. يتناول الكتاب هذا الموضوع باستفاضة، ما يجعل الكتاب يمثل تحديا لمن يرون أن مذهب التجارة الحرة لا غبار عليه وكذلك لمن يدافعون بحرارة عن رأيهم في كونه نظاما فاشلا.

الأكثر قراءة