هل تفوز سعدية بجائزة نوبل للسلام؟!

[email protected]

عندما فاز محمد يونس بجائزة نوبل للسلام لإنجازه الكبير في بنك جرامين للفقراء، قامت الدنيا لدينا تمجيدا ودعماً لذلك التوجه الذي يحمل الحب والدعم للفقراء ليصلوا إلى حد الكفاية على أقل تقدير، وقام الكثير من رجال الأعمال باستضافته والتقاط "الصور التذكارية" معه كناية عن الدعم للفكرة والإيمان بالمبدأ. وهذا هو إيماننا جميعا كمحبين وداعمين لأعمال الخير المستدامة كيف لا ونحن من بلد الخير، وفي كل مرة يطل علينا محمد يونس ينتاب الجميع شعور بالأخوة الاجتماعية وكذلك بالنظرة التفاؤلية وتضج القاعات بالتصفيق لكلماته ويتبادل الناس عبارات الإعجاب بما فعله وأشاطرهم شخصيا الإعجاب بما قدمه وبما يقدمه.
وهنا أوجه دعوة للمصفقين والمعجبين و أصحاب الصور التذكارية، أن يرحبوا بالنموذج السعودي المطور لتجربة محمد يونس في بنجلادش. وأقول مطوراً لأن المؤسس لهذا التوجه سيدة سعودية قررت في لحظة من لحظات حياتها أن تكون أداة تغيير في التركيبة الاجتماعية المحلية وعاملاً فعالا في حفز الناس ليساعدوا أنفسهم مثلما فعل محمد يونس هو الحامل لشهادة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة فاندربيلت في ولاية تينيسي في الولايات المتحدة ورئيس قسم الاقتصاد في جامعة شيتاجونج في بنجلادش.
وقد تناقلت الصحف خبر الدعم الكبير الذي قدمه بنك التسليف السعودي لقروض سعدية بما يتوافق مع الحس الوطني في الاهتمام بالشرائح الأقل ثراء، وتحميل المشروع باسم صاحبته ما يعد إضافة أخرى إلى معاني الدعم والتشجيع. وسعدية ليست مؤسسة تجارية أو جمعية خيرية بل مواطنة سعودية مخلصة تبنت فكرا وخيرا وهدفا ساميا، لدرجة أن أصبحت "ماما سعدية" لأشخاص يكبرونها سناً وأصبحت قصتها مثالا يحتذى لحب الوطن وحب الفقراء ودعمهم (أتمنى أن أجد كتابا قصصيا عن سعدية ليقرأه كبارنا قبل صغارنا).
قامت سعدية بالكثير من الأعمال الاجتماعية الكبيرة التي تتشابه من حيث المبدأ مع ما قام به محمد يونس، لكنها في رأيي تتفوق بكونها سيدة ولأنها سعودية أيضا، وقد قامت خلال مشروعها الاجتماعي بدعم 50 أسرة فقيرة في حي غليل وتحويلها إلى أسر منتجة بألف ريال فقط وفق برنامج مدروس يطلق عليه (مشروعات متناهية الصغر) بشكل يهتم بالأسر وتحويلها إلى أسر منتجة بدلا من الاعتماد على إعانات الجمعيات الخيرية. كذلك أسهم برنامجها في تحويل مسار الكثير من الشباب والفتيات من طرق الجريمة إلى سبل الكسب الحلال من عمل أيديهم ومجهودهم، وهو ما جعل سعدية حكاية المدينة بهذا المشروع الصغير في الحجم الكبير في المعنى وحتى باتت عدة جهات خيرية في داخل المملكة وخارجها ترغب في نقل تجربتها إلى بلدانها.
لماذا لا تكون جائزة نوبل من نصيب سعدية مستقبلاً؟ فحين فاز بها محمد يونس وبنكه جرامين كان مبرر ذلك جهودهما في خلق فرص للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. حيث يمنح المصرف قروضا ميسرة لأفراد المجتمع البنجالي الفقير من أجل مساعدتهم على إنشاء مصالح تجارية تنّمي مجتمعاتهم وتغنيهم عن العوز. وما تفعله سعدية اليوم هو ما فعله محمد يونس في عام 1976، ومازلت أشدد على أن تجربة سعدية ناجحة، وأتطلع أن يقوم صندوق الفقر الذي أنشأه خادم الحرمين الشريفين في عام 2002م بدور في دعم مشاريع سعدية؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي