القمة الثالثة .."أوبك" تؤكد أنها باقية
أكد مراقبون اقتصاديون شاركوا في فعاليات القمة الثالثة لأعضاء دول منظمة"أوبك" التي انتهت أعمالها البارحة، أن العنوان الرئيسي الذي خرجت به القمة، هو أنها ستظل باقية ومستمرة في القيام بدورها في مجال الطاقة العالمية، وفي الاقتصاد العالمي بشكل عام، وهو ما كان غير مجزوم به قبل ثلاثة عقود من اليوم.
ويرى ناصر المحرز رجل أعمال من الكويت وأحد المشاركين في القمة،
أن إعلان الرياض هو ما تترقبه دوائر صنع القرار الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم، بينما يسعدنا نحن أن انعقاد ثالث قمة في تاريخ المنظمة حرصت على الاستمرار لخدمة مصالح الدول المنتجة والمستهلكة والصناعة البترولية والاقتصاد العالمي وبالأخص اقتصادات الدول النامية.
وأضاف" لقد واجهت المنظمة في بدايتها وعلى مدى تاريخها وكما قال الرئيس الفنزويلي أمس الأولى عقبات كان يمكن أن تقضي على هذه المنظمة، إلا أن لحمة المصالح المشتركة جعلتها تستمر".
ويبين المحرز أن تتابع القمم واهتمام قادة حكومات الدول الأعضاء بدأ من قمة الجزائر عام 1975، ووصولا إلى القمة الثانية عام 2000 في كاراكاس، ووقوفا في الرياض، تثبت أوبك أنها من المنظمات الدولية التي ستستمر قوية وفعالة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
من جانبه أوضح فهيم ناصر، متخصص في شؤون النفط من الجزائر،
أن قمة الرياض أكدت على الاهدف الأساسي الذي من أجله رأت النور وهو تنسيق السياسات البترولية بين الدول الأعضاء، وتوحيدها من أجل تأمين أسعار عادلة ومستقرة للبترول للدول المنتجة، وتأمين إمدادات فاعلة واقتصادية ومنتظمة للدول المستهلكة، وكذلك تأمين عوائد مجزية للقطاعات المستثمرة في هذه الصناعة.
وقال ناصر" حاولت أوبك في هذه القمة عبر تصريحات الزعماء أن تؤكد أن مصالح الشعوب المنتجة للنفط والأعضاء في المنظمة تأتي في المقام الأول، تليها المصالح الدولية التي كانت ولا تزال محل اهتمام أوبك من خلال أمانتها العامة والمؤسسات الدولية التابعة لها، والتي منها "أفيد"".
وأضاف الناصر أن قادة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في المنظمة أكدوا على تعزيز دور النفط في مجال الطلب العالمي على الطاقة في المستقبل، وأكدوا ضرورة أن يكون هناك حوار بناء وعادل يربط بين المنتجين والمستهلكين لضمان إمدادت نفطية مستقرة خلال الأعوام المقبلة.
كما أعادوا النقاش في مسألة الخدمة التي يقدمها النفط للعالم بصفة عامة، والحاجة إلى ربط واردات الطاقة بالتنمية الاقتصادية والتوافق والانسجام في المسائل البيئية، وذلك من أجل المساعدة في تقليل المعاناة وحالات الفقر التي تواجهها الدول النامية، وكذلك من أجل تحفيز اقتصاداتها على النمو والازدهار.
إلى ذلك نوه سليمان الصالح رجل أعمال سعودي، إلى أن إعلان الرياض، تضمن ثلاثة محاور رئيسية، تكاد تكون برنامج عمل المنظمة في السنوات المقبلة، وهي توفير إمدادات النفط، حيث التزمت المنظمة بالعمل على استقرار أسواق الطاقة العالمية، من خلال إمداد العالم باحتياجاته النفطية بصورة تتسق مع احتياجات الدول المستهلكة والمنتجة ومتطلباتها الاقتصادية.
وزاد" كما ركز إعلان الرياض على التنمية الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، إلى جانب حماية الأرض، إذ أكد الأعضاء على الحاجة الماسة إلى التأكد من أن توفير إمدادات ثابتة وموثوقة من موارد الطاقة يتم بصورة غير مضرة بالبيئة، واتخذت الدول الأعضاء في هذا الصدد خطوات ملموسة لحماية النظام البيئي العالمي، التي كان منها الصندوق الذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين لإجراء البحوث المتعلقة بالبيئة والمناخ وتبرع له بـ 300 مليون دولار".
وكانت أعمال القمة الثالثة لقادة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، التي شكلت حدثًا بالغ الأهمية في تاريخ المنظمة، قد أنهت أعمالها أمس بإعلان ختامي تحت اسم إعلان الرياض سعت فيه إلى التأكيد على أنها ستستمر في البحث عن أفضل السبل والطرق لضمان استقرار الأسعار في أسواق النفط العالمية، في الوقت ذاته الذي تسعى فيه إلى تجنب تقلبات الأسعار غير الضرورية والمضرة بالسوق، آخذة في اعتبارها في هذا الشأن مصالح الدول المنتجة للنفط وضرورة تأمين دخل ثابت لتلك الدول وتوفير إمدادات نفط فاعلة واقتصادية ومنتظمة للدول المستهلكة، إلى جانب التأكيد على ضرورة تحقيق عائد مجزٍ على رأس المال للقطاعات المستثمرة في صناعة النفط، مع السعي لتطوير التقنيات والأبحاث التي تطيل من عمر هذا المصدر المهم من الطاقة.