رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


لست دكتوراً…!!!

نعم.. لست دكتوراً وإن منحتني إياها مشكورة قناة الإخبارية في لقاء مطول مع شخصي الضعيف حيث فوجئت كما فوجئ من يعرفني بحملي شهادة الدكتوراه على الشاشة، وتخيلت في لحظات عرض اسمي على الشاشة وحرف الـ "د" يسبقه كل هؤلاء الذين يحملونها وهم لها يستحقون بالتالي هي ليست النهاية عندهم وإنما البداية للعطاء ففرحت، ثم تذكرت الذين يحملونها على ظهورهم وهم لا يعلمون التخصص الذي على أساسة منحوا هذه الشهادة فتبرأت منها ومنهم!
وعليه .. تعين علي إنكار وتصحيح الخطأ الذي وقعت فيه قناة الإخبارية في منحي ما ليس لي بحق، وبالتالي أعلن براءتي الكاملة من التهمة المنسوبة إلى وأعلن عدم انتمائي لحملة تلك الشهادات بأنواعها حتى تاريخه! كما أنني وجدتها فرصة للتحدث مع وعن الشباب، وأنا منهم، في أمور أعيشها منذ زمن وفعلا أتمنى أن أوفق في تحقيقها رغم أن ما سيذكر قد يعتقد البعض أن فيه نرجسية أو نواحي شخصية. ولكن المهم أن تصل الرسالة وأن يستفيد زملاؤنا الشباب وبالذات تلك الشريحة التي تعمل ولديها طموح ولكنها تعيش هواجس كثيرة قد لا تصرح بها وهي تهمس بها بشكل أو آخر. سمعت الكثير منهم يتحدثون عن الإحباط المتكرر وأجوائهم المتلبدة! وكذلك عدم إعطائهم الفرص للإبداع وسيطرة الكبار على الشباب، كما يسيطر الرجال على النساء! سمعت الكثير منهم يهرب وعرفت فعلا من هربوا من أول اختبار سواء كان الهروب بالانطواء والاستسلام وفي بعض الحالات بكل أسف الانحراف أو بالخروج المباشر حتى خارج أسوار الوطن الكبير، رغم أنهم كفاءات من أعلى الطرز – ليس بالضرورة أنهم يحملون حرف الـ "د" المجيد - التي لا صلة قرابة لها بالوطن العربي المجيد!!!
إن الحصول على الشهادة كان بالنسبة لي حلم وقد وصلت إلى مراحل متقدمة ابتداء من الحصول على القبول المبدئي والمبني على أطروحة محددة تم اعتمادها من جامعة Nottingham البريطانية وكانت حول كيفية توظيف المعلومات عبر الحكومة الإلكترونية في آليات اتخاذ القرار الحكومي والخاص في عام 2003م ولا أزال حتى اليوم أحتفظ بالمراسلات التي تمت بيني وبين الجامعة بعد فترة قصيرة من إنهاء الماجستير والزمالة المحاسبية. كما بدأت فعلا بالاستعداد لأخذ القرار في إنهاء الإجراءات الرسمية وإقناع جهة العمل بالموافقة على إكمال الدراسة!
ولكن ما حدث ببساطة كان المفصل الذي على كل شاب أن يمر به وهو اتخاذ قرار يعنى بقية حياتك!!! مرة أخرى النقطة هي أن علينا معشر الشباب في مرحلة ما من عمرنا أن نغامر إذا ما تطلب الأمر ذلك لتحقيق الذات وتحقيق الأهداف بما يسمو بالنفس إلى مراحل أعمق من مراحل الحياة المباشرة (الأكل والشرب والسكنى) والتي تبدأ بسيطة بساطة الطفولة وعفويتها وتنتهي بأن تكون شيئا أو لا تكون! والخيار بأيدينا وعلينا عدم تسليمه للآخرين مهما كانوا هؤلاء الكبار عمراً ومقاماً مع ضرورة إبقاء الاحترام والإجلال للجميع.
وبسبب هذا التفكير تركت دراسة الدكتوراه، واتخذت القرار المفصلي في حياتي وقبلت التحدي الذي لم يأت كما يقال على طبق من ذهب وإنما على غيمة كبيرة لا تدري هل تستطيع أن تمشي عليها حالماً أم أنها مجرد بخار متصاعد ما تلبث إلا وتهوي عبرها إلى مجاهل لا يعلم إلا الله نهايتها!
العمر قصير وأنا هنا لا آتي بجديد، وبالتالي لا وقت للراحة خصوصا نحن في مرحلة هي أشبه ما تكون بالحرب المفتوحة مع متغيرات خارجية متعددة وصيرورة داخلية للتطور. ولهذا فقد عملت لأكثر من ثماني سنوات ولا أزل أعمل في أعمال تطوعية من خلال عدد من اللجان لا أود ذكرها كلها، وأقولها بصراحة لم تكن فقط بهدف التطوع رغم أنه هدف سام وأساسي، بقدر ما كان أيضا بهدف إسماع الصوت وإظهار ما أعتقد أنها قدرات يمكن الاستفادة منها ما دامت معطلة مهنياً، وهو ليس عيباً حتى في الشركات العائلية نجد سيطرة الكبار وعدم إعطاء الفرصة للشباب لقياده الدفة رغم أنهم أبناؤهم ونسي هؤلاء الكبار اليوم أنهم كانوا شباب الأمس وأخذوا الفرصة! وبالتالي أقول إن لم تعط الفرصة لكم أيها الشباب، عليكم بخلقها من لا شيء أو اختراعها لأنفسكم لتحقيق الذات وتحقيق أهدافكم خصوصا إذا ما كان لديك أهداف تحمل طابع الإخلاص للوطن وللبشرية عموماً. بمعنى ألا تكون كل أهدافك شخصية بحته أو مادية! لقد عملت في لجان آخرها لجنة شباب الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض منذ 2004م ولا أزال نائباً لرئيس اللجنة مع أخي وزميلي الأستاذ المحامي محمد الزامل رئيس اللجنة وبصحبة عدد من الزملاء الذي أفتخر أننا كسعوديين لدينا هذه النوعية من الشباب الوطني المتحمس للعمل بكل الطاقات الممكنة وبلا مقابل. والرسالة واضحة أعطونا الفرصة وشاهدوا النتائج لأن التحديات غير الطبيعة تحتاج إلى فكر غير طبيعي "ولا مانع من أن يكون فيه نسبة من الجنون والتهور الشبابي إذا ما كانت في حدود المقبولة" وقد حققت اللجنة الكثير من المنجزات أقولها وبكل فخر إننا تفوقنا على الغرفة التجارية والصناعية حاضنة اللجنة ولا تزال إلى الدرجة التي جعلت أمير الأمراء سلمان بن عبد العزيز يدعونا لأكثر من مرة إلى مكتبه ويشد على أيدينا بما نحتاج إليه وبما نطلبه، وهو ما جعلنا أكثر جرأة في طلب المزيد من سموه من المجتمع عموماً.
وبهذه المناسبة فهذه دعوة مفتوحة للشباب لحضور ملتقى شباب الأعمال الثالث في أيار (مايو) المقبل تحت عنوان " صوت الشباب" برعاية أبوية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله. وللمعلومية فكل ما نطلبه ليس لنا كأعضاء اللجنة وإنما لشريحة الشباب عموماً وكل ما أنجز لم يكن لنا ولكن لكل الشباب عماد الأمم. لدينا رسالة أننا في بلد يستحق المزيد ممن يبذل من أجله ولن يحقق إلا بسواعد الشباب. نحن في بلد لا يزال في مرحلة البناء ويحتاج إلى كل جهد مخلص يربط ما بين "حكمة الكبار وحماسة الشباب".
لدي قناعة أن الفرص كبيرة ومتعددة وبالذات في هذه الفترة التي نعيشها في المملكة للشباب!!! السر الوحيد للنجاح، إن كان يحق لشخصي الضعيف أن ينصح، ألا نستعجل النجاح ولا نستعجل تحقيق الأهداف ولكن علينا إيجاد الفرص ومقاومة التهميش، فالأهداف الأهم هي الأهداف التي تأخذ وقتا أطول سواء كنت تحمل شهادات عليا أم لا. عموماً شكرا لـ "الإخبارية" على منحي شهادة دكتوراه لم أحصل عليها بعد! والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي