صندوق "أوبك" يستثمر 1.2 مليار دولار ويقدم قروضا بـ 4.8 مليار
أكد الدكتور سليمان الحربش المدير العام لصندوق "أوبك" للتنمية الدولية أن التنمية هاجس الدول النامية والمصدرة للبترول، وتسعى في هذا المجال بشكل رئيس، حيث إن الصناديق التنموية في دول "أوبك" مع صندوق "أوبك" قدم خلال الأعوام الماضية 30 مليار ريال تقريبا لخدمة التنمية في الدول منخفضة الدخل.
كما أكد أن الصندوق ليس مسيسا وليس له أي شروط لتمويل أي مشروع لأن هدف الصندوق تنموي.
وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض على هامش أعمال قمة منظمة الدول المصدرة للبترول " نحن نجتمع بمناسبة القمة "أوبك" الثالثة وهي مناسبة خاصة لأني الوحيد الذي حضر القمة الأولى والثانية والثالثة".
وأبرز جهود ونشاطات الصندوق خلال مسيرته التي استمرت لأكثر من 32 عاما قام خلالها بمد يد العون والمساعدة لكل دول العالم المحتاجة إلى المساعدة، حيث يخدم 120 دولة نامية إذ يقسم مساعداته على فرعين أولهما للدول متوسطة الدخل وأخرى منخفضة الدخل.
وأفاد أن الصندوق سيبدأ في تنفيذ برنامجه الـ 17 الذي اعتمده المجلس الوزاري لـ "أوبك" ويذهب معظمه للدول النامية فيما قد مرت برامجه السابقة بالتطوير والتحديث لما يناسب ويحقق الأهداف التي أنشئ الصندوق من أجلها.
وتطرق لمصادر تمويل صندوق "أوبك" للتنمية الدولية مبينا أنها بدأت بتبرعات من الدول الأعضاء لدى التأسيس من خلال ثلاث دفعات ثم توالت المشاركة والمساهمة من الدول بنسب راوحت بين 36 في المائة التي تقدمها السعودية - من أكبر الدول المساهمة في الصندوق - وبين 2 في المائة لبعض الدول.
وأشار إلى أن الصندوق يستثمر جزء من ميزانيته التي تبلغ ستة مليار دولار بما يقدر بنحو 1.2 مليار فيما المبلغ المتبقي هو قروض للدول النامية ومنح تنموية.
وألمح إلى أن أنجولا مستثناة من الصندوق لأنها مؤسسة تنموية تقوم على الدعم والتبرع من الأعضاء وتقوم على تعزيز التضامن بين دول الـ "أوبك" والدول الأخرى.
وقال "قدم الصندوق مساعدات ومنح خلال مسيرته بقيمة تسعة مليارات دولار شكل إنشاء الطرق 28 في المائة منها و20 في المائة لمنشآت الطاقة والباقي للمدارس والمستشفيات في الدول النامية".
وشرح أن الصندوق يركز على الدول المنخفضة الدخل وينظر في زيادة نصيبها منه مشيرا إلى أنه قام بزيارة لدول جنوب الصحراء في إفريقيا وتفقد احتياجاتها التنموية وإمكانية مساهمة الصندوق وإمكانية إقامة ورشة عمل لدراسة زيادة الاستثمارات في إفريقيا وإقامة أكبر عدد من المشاريع.
وردا على سؤال عن مدى استنزاف الدول المنتجة للبترول الثروات أكد سليمان الحربش عدم مناسبة كلمة (استنزاف) لأن الدول المنتجة طالما سعدت لاستخراج الثروة الطبيعية من باطن الأرض لتبني بها ثروة فوق الأرض وحضارة وتنمية دائمة مستمرة من خلال بناء عناصر بشرية قادرة على الإنتاج للمستقبل وبما يخدم الإنسانية في كل مكان ويسهم في تقدمها.
وحول ما يشاع من استغلال منظمة "أوبك" لحاجات الدول من البترول لتحقيق الثراء لأعضائها أوضح مدير الصندوق "أوبك" للتنمية الدولية سليمان الحربش أن منظمة "أوبك" هي منظمة اقتصادية هدفها استقرار السوق في العالم .. مفيداً أن هناك صورة مشوشة ومعلومات مغلوطة عن المنظمة ومن الصعب إزالتها هذه الصورة بشكل كامل، مؤكدا أن الحقيقة أن "أوبك" لها مساهمات للدول النامية والفقيرة في جميع دول العالم.
وأوضح أن "أوبك" لها إسهامات إنسانية في الدول الفقيرة أو التي تعاني الحروب، مثل ما قامت به المنظمة في الأمس القريب من تبرع لبنجلادش بلغ نصف مليون دولار وفي مناسبات أخرى تم التبرع لدارفور،
إضافة إلى برنامج "أوبك" للمنح والذي يقدم المنح للشعب الفلسطيني ولمكافحة الإيدز ودعم المنظمات الإنسانية ومساعدات البحوث وبناء المشاريع في الدول النامية.
وعن مدى تأثر "أوبك" باستخدم الدول المستهلكة لبدائل النفط أوضح المدير العام لصندوق "أوبك" للتنمية الدولية أنه في حال كان الأمر في صالح الدول النامية فـ "أوبك" ترحب بذلك، ولكن الواقع يختلف عن هذا الأمر، حيث إنه من غير المجدي أن يذهب الطعام أو الغذاء لاستخراج الوقود لوسائل النقل بدلا من الإنسان الذي من المؤكد أنه لن يكون كافيا لهذا الأمر.
وأكد أن "أوبك" تعمل على تمويل التجارة للدول الفقيرة إلى جانب إسهاماتها في استيراد النفط لها.