قمة "أوبك" تؤكد: السعر الحالي للنفط عادل قياسا على التضخم
أكدت الخطابات التي ألقاها بعض زعماء دول "أوبك" في قمة الرياض أن ثمة اتفاق بين هذه الدول بأن السعر الحالي للنفط لا يعد مرتفعا وبالتالي فإن المنظمة ليست مسؤولة عن مجاراة المؤشرات السعرية السائدة في السوق. وجاء هذا الجانب واضحا في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بعد تسلمه رئاسة القمة من الرئيس الفنزويلي شافيز. وهو قول يستهدف تجنيب منظمة "أوبك" الضغوط التي تواجهها من المستهلكين لرفع إنتاجها, وهو أيضا يستهدف التأكيد على مراقبة زعماء "أوبك" لمتغيرات السوق, فقد أكد الملك في خطابه أن السعر الحالي لبرميل النفط لم يصل إلى مستوياته في مطلع الثمانينيات عند مراعاة التضخم, وهو يعني التدهور الذي بلغه الدولار الأمريكي.
يذكر أنه قد شارك في قمة "أوبك" الثالثة التي تختتم أعمالها في الرياض اليوم 11 زعيما, حيث لم يتغيب عن القمة من أعضاء "أوبك" سوى الرئيس الليبي. وبدأ توافد الزعماء على العاصمة السعودية عند الساعة الثانية والنصف بعد ظهر أمس, وكان أول الواصلين الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة, فيما كان الوصول الأخير للرئيس الفنزويلي هوجو شافيز, الذي منع وصوله المتأخر من خروج خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز لاستقباله, حيث استقبل الملك كافة الزعماء فيما لحقهم شافيز في موكب رسمي إلى قصر المؤتمرات.
واستقبل الملك أمس رسميا عشرة زعماء خلال أربع ساعات, هم: الشيخ خليفة بن زايد رئيس الإمارات, الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت, الشيخ خليفة بن حمد أمير قطر, الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة, الرئيس العراقي جلال طالباني, الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, الرئيس الإكوادوري رافاييل كورييا, الرئيس النيجيري عمر موسى يارادوا, محمد يوسف كالا نائب رئيس الجمهورية الإندونيسية, والرئيس الأنجولي جوزي إدواردو دوس سانتوس.
ويحضر القمة رئيس الإكوادور رافاييل كورييا الذي يفترض أن تنضم بلاده رسميا مجددا إلى منظمة "أوبك" التي انسحبت منها في 1992, فيما يحضر ممثلا عن ليبيا وزير النفط الدكتور شكري غانم. وفي بداية الجلسة أمس, سلم الرئيس الفنزويلي رئاسة القمة إلى خادم الحرمين الشريفين.
إلى ذلك, أفادت مسودة الإعلان الختامي لقمة زعماء "أوبك" أن منظمة البلدان المصدرة للنفط ستدعم خلال القمة مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض وتؤكد التزامها بأسعار نفط "مستقرة وتنافسية".
ووفقا لنص البيان الذي قرأه مندوب في "أوبك" فإن "أوبك" تشارك المجتمع الدولي مخاوفه من أن التغير المناخي يمثل تحديا طويل الأجل. وقال
النص إن "أوبك" تسعى أيضا من أجل استقرار أسواق الطاقة العالمية,
وفي ظل تأثير ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية تمارس الدول
المستهلكة ضغوطا على "أوبك" لضخ مزيد من النفط, لكن وزراء نفط "أوبك" يقولون إن ما يستطيعون عمله محدود نظرا لأن هناك عوامل خارج نطاق سيطرتهم, وهم يشيرون تحديدا إلى المضاربات في سوق النفط والتي ارتفعت هذا العام بنسبة 41 في المائة, فضلا عن عوامل جيوسياسية لا تتعلق بمسؤولية منظمة "أوبك".
وقال وزراء "أوبك" الأسبوع الماضي إن القمة ستترك أي قرار بشأن زيادة إنتاج النفط لاجتماع في أبو ظبي في الخامس من كانون الأول (ديسمبر).
ومهد هذا الطريق أمام "أوبك" للتركيز على قضايا بيئية غير مثيرة نسبيا
للجدل.
وقال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة "أوبك" إن المنظمة ستكون مستعدة للعب دورها في تطوير تكنولوجيا لامتصاص الكربون وتخزينه للمساعدة على تقليل الانبعاثات في الهواء.
لكن مندوب "أوبك" قال إن مسودة البيان الختامي لم تشر إلى صندوق بيئي مع الدول المستهلكة ستسهم فيه "أوبك". وطرحت الفكرة في عدة منتديات قبل القمة.
وفي بيان "أوبك" الذي اتفق عليه خلال اجتماع مغلق لوزراء نفط ومالية
وخارجية دول "أوبك" يوم الجمعة الماضي أصدرت المنظمة أيضا تحذيرا بشأن علاقات المستهلكين والمنتجين. وقال المندوب إن البيان قال إن الإجراءات أو التشريعات التي تقوض روح تعاون المنتجين والمستهلكين ستعرض للخطر استقرار الأسواق وأمن الطاقة.