"أوبك" منظمة اقتصادية تنبض بالإنسانية
"حماية الكوكب" محور من ثلاثة محاور سيتم بحثها في قمة "أوبك" الثالثة و هذا المحور تحديدا شكل مفاجأة بالنسبة للمراقبين الغربيين الذين لطالما عدوا "أوبك" عبارة عن اتحاد منتجين يتسم بالجشع وغير جدير بالثقة .
حين ولدت "أوبك" في مطلع الستينات من القرن الماضي ظلت القوى العظمى تنظر لها بكثير من الشك باعتبارها محاولة استقلال اقتصادي عن الدول الصناعية الكبرى. وعدت هذه المنظمة في ذهنية المراقب الغربي كنوع من الاتحاد بين المنتجين الذين لا غرض لهم سوى رفع سعر بضاعتهم الأساسية و هي النفط.
و في منتصف السبعينيات الميلادية أنشئت هذه المنظمة الموصومة بالجشع من جانب بعض المراقبين الغربيين صندوق "أوبك" للتنمية الدولية " أفيد " و هو صندوق خاص يسعى إلى رفع المعاناة عن ملايين الفقراء و بموارد دولية قدرها 800 مليون دولار أمريكي خصصت حينها للبلدان الأشد فقرا وفقا لسليمان الحربش، المدير العام للصندوق، في حين تبلغ التزامات "أفيد" اليوم أكثر من ثمانية مليارات دولار و يوزع نشاطه في 121 بلدا ناميا.
حماية الكوكب شعار قمة أوبك هذا العام وأحد محاورها الثلاثة سيكون ردا جديدا من المنظمة الدولية على كل من اعتبرها منظمة جشعة لا تهتم سوى برفع أسعار النفط و هو سلعة أعضائها الأساسية لتكون ردا جديدا في القمة الثالثة لقادة أوبك يضاف إلى فكرة إنشاء الصندوق الذي طبعت قمة الجزائر عام 1975 وهي الأولى لقادة "أوبك" بطابع إنساني قبل أن تشهد القمة الثانية التي عقدت في العاصمة الفنزويلية بعد ذلك بربع قرن في عام 2000 تأكيد ملوك و رؤساء الدول الأعضاء أن الفقر هو أكبر مأساة بيئية تواجه الكرة الأرضية .
يقول إسحق رويور، مدير عام العلاقات في وزارة النفط الإيرانية إن اهتمام البلدان المنتجة للنفط بقضايا عالمية كالتلوث البيئي وقضايا الفقر في العالم ينبع من كونها تعاني كشعوب ودول حجم الفروق الهائلة بين الشمال والجنوب والذي يقتضي ردم الهوة بين المستويات المعيشية للبلدان الغنية بمثيلتها الفقيرة .
المساعدة على تضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء و دفع عجلة التنمية في أقل بلدان العالم نموا هما هدفان وضعهما قادة "أوبك" حين انعقاد أول قمة في الجزائر في منتصف السبعينيات يزيد عليها اليوم قادة المنظمة مع وجودهم في ضيافة الملك عبد الله بن عبد العزيز توقيعا يدعو فيه "ملك الانسانية" - كما يفضل أبناء شعبه تسميته إلى الالتفات إلى مشكلات التلوث و هي المعضلة التي قد تصبغ لون الألفية الجديدة .