المحافظون الجدد .. غياب الأسماء وبقاء الأجندة
اختفت الأسماء الرنانة لأصحاب فكر المحافظين الجدد أمثال ريتشارد بيرل وبول وولفوتز وغيرهما من قائمة الإدارة الأمريكية، إلا أننا يجب ألا نستثنيهم بالكامل خاصة أنهم ينشطون من خلال عمل مؤسساتي محترف ويسيطرون على عدد من مراكز البحوث والفكر.
ولقد سبق أن مر المحافظون الجدد بعدة تجارب مماثلة لكنهم يجيدون لعبة الكر والفر أي البروز والاختفاء حسب الظروف والاستراتيجيات التي يطبقونها. ففي حقبة الثمانينيات الميلادية وبعد التأييد الذي حصل عليه المحافظون الجدد من الرئيس ريجان أصبح تأثيرهم في السياسة الخارجية الأمريكية واضحا، ولكنهم فقدوا سطوتهم خلال بداية التسعينيات واعتبرت صيحاتهم المحرضة على تغيير النظام العراقي استفزازية ومتطرفة من قبل معظم السياسيين الأمريكيين. فلم يساند المحافظين الجدد" في حديثهم عن العمل العسكري الاستباقي سوى المراكز البحثية وجمعيات الرأي المتأثرة بسياسات ريجان وحزب الليكود اليميني في إسرائيل. واليوم نحن نمر بفترة مشابهة لفترة التسعينيات الميلادية حين تم تحييد المحافظين الجدد بواسطة الرئيس السابق (كلينتون) الذي يدعو إلى التحفظ والتواضع في السياسة الخارجية، واستخدم المحافظون الجدد فترة التسعينيات لترتيب أوضاعهم وإعداد مخططاتهم للوصول إلى السلطة في أمريكا. بالفعل استفاد المحافظون الجدد من التخطيط المسبق والتفكير الجريء ليقوموا من خلال علاقاتهم القوية بالحزب الجمهوري في دعم وصول الكثير منهم إلى مناصب مهمة في إدارة الرئيس بوش الابن.
وبالنسبة لنا كعرب ومسلمين هل هناك محاولات لرصد تحركاتهم أم أننا نسينا ما حل بالعراق وما واجهناه تحت غطاء الحملة على الإرهاب؟ أو أننا نراهن على وصول مسز كلينتون للبيت الأبيض؟
أيضا لا أستبعد أنهم يقفون خلف الحملة المغرضة والتي تطاولت من خلالها بعض الصحف الأوروبية وعدد من المسئولين السياسيين هناك من خلال محاولة الإساءة بأشرف الأنبياء والمرسلين، ولا ننسى أن مبتغاهم أي المحافظين الجدد، أن تكون ردود الفعل غير مدروسة وبذلك يزرعون فتنة وبذرة لتنافر الحضارات. كذلك يجب أن نتابع بشكل مستمر النشرات والبحوث التي تصدر عن المراكز التالية لمتابعة تحركاتهم ونواياهم:
مشروع القرن الأمريكي الجديد:
يعتبر منتدى نقاش لتوجه المحافظين الجدد ويعقد من وقت لآخر، ويهدف مشروع العقد الأمريكي الجديد الذي أنشأه ويليام كريستول وروبرت كاجان في عام 1997م لتعزيز الزعامة الأمريكية العالمية وإيجاد تخطيط واضح للدور الأمريكي الراهن في العالم.
معهد إنتربرايز الأمريكي:
تم تأسيسه في عام 1943م ويعتبر منتدى نقاش مؤثراً في واشنطن لتحديد معالم الرأي العام وهو يعرف بأنه مقر لقيادة فكر وتوجه المحافظين الجديد.
المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي (جينسا):
مقره واشنطن ولديه اتصالات مع مؤسسة الأمن القومي ودوائر الرأي العام المهمة لتوضيح الدور الذي يمكن لإسرائيل القيام به وتقوم به لدعم المصالح الأمريكية، فضلاً عن أنه رابط بين السياسة الدفاعية الأمريكية وأمن إسرائيل. ويعتبر حزب الليكود الإسرائيلي اليميني المتطرف أحد أقوى المؤيدين لهذا المعهد. وهناك منظمات أخرى ينشط من خلالها المحافظون الجدد مثل:
- معهد هدسون.
- معهد الدراسات الاستراتيجية السياسية المتقدمة.
- مركز العرقيات والسياسة العامة.
- أساس دفاع الديمقراطيات.