"أوبك": الأسعار في الأسواق العالمية خرجت عن سيطرة المنظمة

"أوبك": الأسعار في الأسواق العالمية خرجت عن سيطرة المنظمة

طغى الحديث عن المخاوف التي تعترض أسواق النفط المتمثلة في عدم السيطرة على المضاربات في الأسواق العالمية والشكوك المتسببة في ارتفاع الأسعار، على الجلسة الرابعة والتي خصصت عن دور منظمة أوبك في توفير إمدادات النفط وتعزيز الاستقرار.
كما تطرقت النقاشات إلى ضرورة تبني"أوبك" لسياسات تعمل بنظام التحكم في الأسعار، وتوفير الإمدادات الآمنة بالشكل الذي يساعد على استقرار السوق النفطية، في الوقت الذي اعتبر فيه المشاركون في الندوة أن مسألة الأسعار خارجة عن سيطرة أوبك، وأنها لم تعد تخضع لعوامل العرض والطلب.
وأشار الخبراء خلال حديثهم إلى أن أسعار النفط العالمية في الوقت الحالي فاجأت جميع دول العالم، لافتين إلى أن الأوضاع الجيو سياسية أصبحت المتحكم الأساسي في تذبذب الأسعار.
لكن الخبراء أكدوا من خلال الجلسة أن استمرار ارتفاع الأسعار سيؤدي بالتالي إلى الطعن والتشكيك في سياسة منظمة أوبك التي تهدف إلى المحافظة على استقرار الأوضاع النفطية، في الوقت الذي أبدوا فيه استغرابهم من الارتفاع الأخيرة بالنظر إلى أن العرض أصبح يفوق الطلب.
واستعرض علي العيساوي رئيس المحللين الاقتصاديين في الشركة العربية للاستثمارات النفطية في ورقته التي قدمها بعنوان "أوبك معضلات السوق وتحديات المستقبل"، عددا من العوامل التي أثرت في أسعار النفط خلال الفترة الحالية.
وقال العيساوي إن زيادة الطلب النفطي من الصين والهند، وانخفاض سعر الدولار أمام العملات الأخرى، والمخاطر السياسية، إلى جانب عدم الانتظام في إمدادات النفط ساعدت في الارتفاع الأخير للنفط في الأسواق العالمية.
وتوقع رئيس المحللين الاقتصاديين في الشركة العربية للاستثمارات النفطية أن تكون هناك ارتفاعات خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مؤكداً أن تغير الأسعار من وقت إلى آخر سيكون العنصر الأكثر تعقيداً في السوق النفطية.
وفي الوقت الذي استعرض فيه العيساوي العوامل التي ساعدت على ارتفاع أسعار النفط، شدد على أن المنتجات النفطية تعاني من التأخر في الدفع المادي، وهو ما أدى إلى تفاقم الأوضاع السلبية في السوق العالمية.
وقال العيساوي " المضاربات في الأسواق العالمية تشكل معضلة كبيرة لنا، وبالتالي ليس هناك حل سهل لجميع العقبات التي تعترض الصناعة النفطية".
وأضاف أن "أوبك يجب عليها أن تثبت نفسها بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، واستقرار الأسعار مرهون أيضاً بالاستثمارات المنسقة التي تتصدى للطلب المتزايد وتهدئ من أوضاع السوق".
وطالب العيساوي بضرورة أن تعمل أوبك على إيجاد وسائل جديدة للحفاظ على المداخيل غير التجارية، وأن تضع سياسة مختصة بالأسعار.
وهنا أشار محمد الهاملي وزير الطاقة الإماراتي إلى أن منظمة أوبك عملت خلال عام 2006 على استقرار أسعار النفط، ولكنها خرجت عن سيطرتها خلال العام الجاري.
واعتبر أن أسعار النفط الحالية ستؤثر في الاحتياطي النفطي العالمي، وربما تقود إلى تحفيز مصادر الطاقة البديلة، وفي الوقت نفسه فإن الدول المنتجة للنفط يجب أن تعمل على تنويع مداخيلها الاقتصادية والنظر إلى النفط على أنه سلعة ناضبة.

مطالباً بضرورة تنويع مصادر الطاقة والاقتصادات العالمية، بالنظر إلى إمكانية نضوب النفط.
وشدد الهاملي خلال استعراضه لورقته على أهمية تبني استراتيجيات بعيدة المدى من خلال منظمة أوبك، والعمل على مواجهة التحديات الخاصة بتذبذب الأسعار.
من جهته استعرض دنيال ييرقن رئيس منظمة كيمبردج لأبحاث الطاقة تاريخ أسعار النفط في الأسواق العالمية، مؤكداً أن ارتفاع الطلب في الهند والصين ساهم بشكل واضح في ارتفاع الأسعار.
ولفت ييرقن إلى أن الفترة الحالية تشهد تذبذب في الأسعار في اليوم الواحد، مطالباً بتدفق الأموال لتنويع مصادر الطاقة، والتخطيط الاستراتيجي لذلك.
وأبان أسعار النفط أخذت في الخروج عن سيطرة العرض والطلب، وأن العوامل السياسية والجغرافيا، والمخاطر الأمنية العالمية أثرت في استقرار أسعار النفط، مضيفاً أن أزمة الائتمان العقاري في أمريكا فاقمت من الأزمة.
واعتبر رئيس منظمة كيمبردج لأبحاث الطاقة أن انتشار المعلومات بشكل سريع ، وقطاع الصناعة، وصناديق المخاطر أصبحت تؤثر بشكل كبير في وضع النفط العالمي.
لكن الدكتور فرانسيسكو يارا الأمين العام السابق لمنظمة أوبك أشار إلى أن قلة المعلومات في القطاع النفطي ساهمت في ضعف التنبأ النفط، مبيناً أنه سيكون خلال الفترة المقبلة عرض كبير وطلب متزايد وأنهما سيسيران في مسار تصاعدي.
وطالب فرانسيسكو الأوبك بضرورة أن تلعب دورا مهما في سبيل تطمين الأسواق العالمية، وأن تضع سياسة حمائية لأسعار النفط، معتبراً أن المنظمة لها تجربة طويلة ومهمة في هذا المجال.
وقال الأمين العام السابق لمنظمة أوبك إن المخاوف والشكوك في أسواق النفط تتركز حول إمكانية هبوط الأسعار بشكل مفاجئ وأن ذلك عزز التوترات في الأسواق النفطية.
من جانبه أوضح وزير النفط العراقي ورئيس الجلسة الرابعة أن زيادة الطلب العالمي من إمدادات النفط، جاء بسبب النمو العالمي المتسارع، مؤكداً أن كل ذلك خارج عن سيطرة أوبك.

الأكثر قراءة