تراجع أداء الصناديق السعودية للأسهم العالمية إلى 20.5% .. وتوقع هبوطها أكثر خلال نوفمبر

تراجع أداء الصناديق السعودية للأسهم العالمية إلى 20.5% .. وتوقع هبوطها أكثر خلال نوفمبر

تراجع أداء الصناديق السعودية للأسهم العالمية مجتمعة من 22.3 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) إلى 20.5 في المائة حتى منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. ويأتي هذا كنتيجة طبيعية من تراجع أسواق الأسهم العالمية التي دخلت موجة من الهبوط وعمليات بيع تقودها أسهم البنوك والمصارف نتيجة الخوف المُتنامي من تأثير أزمة الرهن العقاري. ونأمل ألاَّ يستمر هذا التراجع لذا يجب مراقبة الأسواق العالمية حتى يُمكن اتخاذ القرار السليم والمُحافظة على المكاسب التي تحققت للمُشتركين في هذه الصناديق.
إن الأرباح التي حققتها الصناديق السعودية وخاصة التي تستثمر في جنوب شرق آسيا وفي أسهم الصين والهند قد حققت أرباحا جيدة وصلت حتى الآن إلى 72.73 في المائة يليها الصناديق السعودية لجنوب شرقي آسيا بنسبة 39.71 في المائة، أما في الغرب فإن أداء الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية هي جيدة وقد تعرض خلال الفترة المقبلة للهبوط.

الأسهم الأمريكية

ظهرت بعض البيانات والمؤشرات الاقتصادية الإيجابية في أسواق الأسهم الأمريكية ولكنها كانت محدودة التأثير في تداولات السوق بسبب تزايد الخوف بعد خبر استقالة مدير بنك "سيتي جروب". وألقت أخبار بعض المصارف بظلالها المرعبة على السوق ومن الطبيعي أن يعود الخوف من تداعيات أزمة الرهن العقاري، كما أسهمت تصريحات محافظ البنك المركزي في إرباك المُتداولين مثلما فعلت نتائج بعض الشركات التي كانت سلبية وعلى رأسها نتائج شركة "جنرال إلكتريك". وبعد نهاية تداولات الأسبوع الماضي والأخذ والردّ والكرّ والفرّ، أغلقت المؤشرات الرئيسية على انخفاض بنسبة 6.5 في المائة لمؤشر "ناسداك" بينما أعلق كل من "داو جونز" ومؤشر S&P 500 على نخفض بنسبة 4.1 و3.7 في المائة.
بهذا يهبط أداء الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية مجتمعة في تشرين الثاني (نوفمبر) عن أدائها في تشرين الأول (أكتوبر) ليصل نمو أرباحها إلى 6.94 في المائة بدلاً من 8.23 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) والأسباب كما ذكرتها أعلاه ويتصدرها صندوق الأهلي للمُتاجرة بالأسهم الأمريكية لتحقيقه 12.3 في المائة منذ بداية العام الحالي وحتى منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) علماً بأن أرباحه في تشرين الأول (أكتوبر) كانت 14.1 في المائة، ومن بعده يأتي صندوق الهولندي بنسبة أرباح 11.7 في المائة. وحتى تتعرف على أداء أسواق الأهم الأمريكية يمكنك متابعة تقرير الاقتصادية الأسبوعي الخاص بالأسهم الأمريكية وفي هذا التقرير حذرنا من وجود ضغوط على السوق.

الأسهم الأوروبية

حُمى نتائج وأخبار المصارف اجتاحت منطقة اليورو ورأينا أسهم بنوك كبرى مثل بنك "باركليز" و"رويال بنك" يهبطان بنسبة تجاوزت 10 في المائة نتيجة خوف المُستثمرين المبدئي من تأثر أرباح هذه لمصارف في أزمة الرهن العقاري وهذا مؤشر على قدرة الخوف على عبور القارات، عندما تهتز أسهم بعض المصارف فمن الطبيعي أن يتقبل المُتداولون نتيجة سيئة مثل هبوط مؤشرات أسواق الأسهم الأوروبية الرئيسة خلال الأسبوع الماضي بأكبر هبوط منذ تموز (يوليو) الماضي.
من حسن حظ الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية أنها ارتفعت في تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 15.2 في المائة متجاوزة أرباح تشرين الأول (أكتوبر) التي كانت 14.06 في المائة وضمن هذه الفئة تجاوز صندوق الأهلي منافسيه وحقق 20.6 في المائة متقدماً عن أدائه في تشرين الأول (أكتوبر) بشكل طفيف بينما تراجع أداء صندوق الرياض من 21.1 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) إلى 19.3 في المائة.

الأسهم اليابانية

يتحدث الاقتصاديون عن احتمال توقف البنك لمركزي الياباني قليلاً قبل إصدار قرار آخر برفع الفائدة ذلك أن تدني أسعار المساكن والخوف من أزمة الرهن العقاري سيُحبطان مثل هذا القرار الذي يزيد من وطأة أزمة الرهن العقاري وسوق المساكن تحديداً. وصدرت أخبار عن احتمال إلغاء صفقة اندماج بين إحدى الشركات اليابانية وشركة فرعية تابعة لإحدى شركات الوساطة المالية بسبب تكبد الأخرى خسائر من جراء أزمة الرهن العقاري. ومثل هذه الأخبار كفيلة بهبوط مؤشر "نيكاي 225" بنسبة 5.5 في المائة، وتعد هذه النسبة هي الأكبر منذ ثلاثة أشهر.
يبدو أن التأرجح السلبي للصناديق السعودية للأسهم اليابانية بدأ يهبط نحو الأسفل بشكل كبير حيث زادت خسائرها مجتمعة لتصبح 2.02 في المائة أي أكثر بكثير من خسائر تشرين الأول (أكتوبر) التي كانت متحفظة وكانت بنسبة 0.64 في المائة. وكما هو معروف فعدد الصناديق السعودية للأسهم اليابانية هو ستة صناديق من بينها حقق صندوقا بنك ساب ومجموعة سامبا أرباحاً بنسبة 2.6 و1 في المائة على التوالي بينما بقية الصناديق خسرت كما هو موضح في الجدول.

أسهم جنوب شرق آسيا

مع هبوط أسواق جنوب شرق آسيا هذا الأسبوع تراجعت أرباح الصناديق السعودية لأسهم جنوب شرق آسيا مجتمعة بشكل طفيف إلى 39.71 في المائة ولكن لا تزال عند مستويات معقولة جداً وجيدة، ومع أن صندوق الرياض زاد من أرباحه مقارنة بتشرين الأول (أكتوبر) حيث يعد الصندوق الأفضل بين هذه الفئة من بين الصناديق. ويتضح أن الانخفاض في الأرباح جاء من تراجع أرباح صندوق الهولندي التي كانت في تشرين الأول (أكتوبر) 51.25 في المائة ووصلت إلى 37.1 في المائة حتى منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي وحل مكانها في المرتبة الثانية صندوق بنك "ساب" بوصول أرباحه إلى 44.6 في المائة حتى الآن.

أسهم الصين والهند

عبر البنك المركزي الصيني عن قلقه من تضخم أسعر الأسهم في سوقه بسب حُمى المضاربات التي تدفع الأسعار إلى أعلى بشكل قوي واتخذ عدة قرارات مثل رفع الضريبة وغيرها ومحاولات للحدّ من نشاط الاقتراض الذي يصب سيولته في سوق الأسهم كما حصل لدينا في سوق الأسهم السعودية الذي أدى إلى انهيارها في شباط (فبراير) عام 2006. وبدأ البنك المركزي الصيني يتجه إلى إدارة السيولة من خلال التحكم في المعروض من النقد فلجأ إلى توجيه البنوك برفع احتياطياتها لديه لتصل نسبتها إلى 13.6 في المائة حتى يُقلص حجم السيولة المتوافرة في البنوك للإقراض، وهذا القرار يُبرر هبوط مؤشر "شنجهاي" بنسبة 8 في المائة في الأسبوع الماضي. ونذكر هنا أن مؤشر سوق الأسهم الهندي هبط هو الآخر بنسبة 4.5 في المائة بعد قرار البنك المركزي الهندي بقاء سعر الفائدة عند مستواه المرتفع الحالي.
مع تراجع أسواق السهم الصينية هذا الأسبوع هبطت أرباح الصناديق السعودية لأسهم الصين والهند وأصبحت 72.73 في المائة مع أنها ارتفعت في تشرين الأول (أكتوبر) بنسبة 79.13 في المائة وأرباح صندوق "ساب" بقيت عند مستواها الحالي 88.1 في المائة بينما جاء الانخفاض من صندوق "ازدهار للفرص الصينية" الذي تديره مجموعة سامبا المالية فهبط من 87.7 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) إلى 76 في المائة ومثله تراجع صندوق الراجحي من 61.6 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) إلى 54.1 في المائة.

توقعات مُستقبلية

بين فترة وأخرى نتحدث في تقريرنا هذا عن توقعاتنا لحركات الأسواق العالمية ولله الحمد أننا نُوفق بشكل كبير ذلك أننا نستخدم التحليل الفني المعتمد على الرسوم البيانية ولا الذي يكشف تحركات السوق والحالة النفسية للمُتداولين من خلال قوى العرض والطلب ولا يعتمد كثيراً على المؤشرات والبيانات الاقتصادية.
من الرسم البياني المرفق والخاص بمؤشر "داو جونز لأسواق الأسهم العالمية" يتبين أن الأسواق تتعرض لضغط من عمليات البيع المتراكمة نتيجة الخوف من تداعيات أزمة الرهن العقاري على القطاع المصرفي والمالي وتأثير هذا في أسواق الأسهم وقطاع المساكن. وقد لاحظنا أن الأسواق هبطت بشكل جماعي في الأسبوع الماضي وحتى وقت كتابة التقرير كان مؤشر "داو جونز لأسواق الأسهم العالمية" منخفضاً وأغلق يوم الإثنين عند مستوى 299.5 في المائة. ومع هذا لا يُمكن الجزم باستمرار الهبوط ويجب مراقبة الأسواق خلال الفترة المقبلة وهذا ما سنقوم به من خلال تقريرنا الأسبوعي هذا.

الأكثر قراءة