هل تدعم القوة العسكرية اقتصاديات الدول في التجارة الحرة؟

هل تدعم القوة العسكرية اقتصاديات الدول في التجارة الحرة؟

يؤمن مؤلف الكتاب أنه يجب على إدارة السياسة المحلية والخارجية تبعا للمبادئ نفسها، أن تُمنع الحكومة من التدخل على المستويين الداخلي والخارجي إذا ما حدث أن فشلت تحركاتها في تحقيق الأهداف التي حددت لها أو تسببت في وقوع الخسائر أكثر من تحقيق المكاسب أو قلصت من مساحة الحرية التي يتمتع بها الشعب أو انتهكت الحقوق.
هل يبدو هذا الاقتراح متطرفا أو ساذجا أو غريبا؟ بمجرد أن يسمعه المرء يفهم تماما أنه لا يوجد تفرقة حقيقية بين مبادئ السياسة الداخلية والخارجية، فهما جزء من ذات النسيج التحليلي الذي لا يتعارض أجزاؤه مع بعضها.
بينما التعارض الحقيقي يحدث عندما يكون هناك اتجاه لتفعيل دور الحكومة على المستوى الداخلي مع تحجيم دورها على مستوى التعاملات والعلاقات الخارجية أو العكس كأن يكون دور الحكومة مقيدا في الداخل وفعالا في الخارج.
أما الحكومة التي تتصرف بما يحقق مصالحها الخاصة ولا تحدد نفسها في أي من مجالات الحياة، فيجب أن يكبح جماحها في شتى مجالات الحياة. هكذا يدعو مؤلف الكتاب إلى اتجاه جديد للتعامل مع السياسة الخارجية للإبقاء على شعلة الحرية متقدة دائما في الأوقات التي قد تتعرض فيها لخطر الانطفاء.
يلفت الكتاب نظر القراء إلى فكرة المؤسسين، ويحذر الناس من أخطار الامبراطورية. كما يربط بين السياسة الداخلية والخارجية للدولة كاشفا الأكاذيب التي قد ينخدع فيها الكثير من الناس على الرغم من معارضتها لما يؤمنون به ويثقون بصحته.
يستقي مؤلف الكتاب مفهوم الحرية من أفكار الرئيسين الأمريكيين السابقين جورج واشنطون وتوماس جيفرسون. ويوجه الكتاب دعوة لكل مواطن أمريكي ولكن فرد في العالم لزيادة الوعي بالتأثير المباشر للسياسات الخارجية التي تتبعها الدول على الناس كأفراد ومواطنين سواء من الجيل الحالي أو الأجيال القادمة.
يشدد الكتاب على أهمية حرية التجارة على المستوى العالمي، حيث إنها تعني أن المستهلكين يجب أن يكونوا بمنأى عن الاستغلال عند شرائهم أو بيعهم أي منتج من أي شركة منتجة كانت، بغض النظر عن منشأ السلعة.
كذلك يرى أنه يجب ألا تمنح الشركات المحلية أي مميزات مثل إطلاق يدها في الممارسات الاحتكارية المحلية أو معاملتها بتميز من حيث الإعفاءات الضريبية أو غيرها من الميزات التي تمنحها الحكومات للشركات المحلية. ولكن يجب أيضا ألا تستخدم التجارة كسلاح كما يحدث عندما تتم المقاطعة الاقتصادية لمنتجات ما. كما يرفض الكتاب الخطأ الذي تقع فيه الكثير من الشركات عندما تعتقد أن القوة العسكرية للدولة أساسية لدعم اليد الخفية للسوق.

الأكثر قراءة