عبودية العمال: الجانب المظلم من الاقتصاد العالمي الجديد
لا يعرف الكثير من الأمريكيين أن العبودية ما زالت موجودة في الولايات المتحدة الأمريكيةـ على الرغم من أن معظمهم يشترون بضائع صنعها أناس لم يتلقوا أجورا مقابل عملهم، وعادة ما يكون هؤلاء الناس متورطين ماديا.
يكشف هذا الكتاب العديد من الفضائح الاقتصادية الاجتماعية المتعلقة بالهجرة غير الشرعية والاستغلال غير الإنساني للمهاجرين، والذي غالبا ما يتم بعيدا عن أعين المواطنين ولا يرون منه إلا انخفاض أسعار بعض السلع اليومية التي يشترونها من المتاجر.
يقدم هذا الكتاب تحقيقا مدققا ودراسة حية للصراع الأزلي للقوة بين الأحرار وغير الأحرار. وبعيدا عن الصورة المألوفة التي يعرفها الجميع عن الحياة الأمريكية والتي تتضمن المراكز التجارية والمحال الفخمة والوجبات السريعة، يكشف الكتاب أن بعض الجوانب المظلمة من العقل البشري ما زالت موجودة ونشطة في أصول التعاملات اليومية. كما يؤكد الكتاب أن كشف هذه الجوانب وفهمها يساعد على التغلب عليها.
يعتمد الكتاب على بحث مفصل ومقابلات شخصية ووقائع يرويها شهود عيان، إذ يصطحب الكتاب القراء إلى ثلاثة أماكن عمل غير شرعية يستعبد فيها العمال بالمعنى الافتراضي أو بالمعنى الحرفي للكلمة.
ففي إحدى المناطق في ولاية فلوريدا، يعمل المهاجرين غير الشرعيين لقاء أجور ضئيلة وأحيانا بلا أجر على الإطلاق في إنتاج سلع يستهلكها جميع الأمريكيين، مثل أحد أنواع المياه الغازية وأحد أنواع العصائر.
يعتمد إنتاج هذه السلع على سلسلة معينة يوجد على قمتها أصحاب المصالح من الموردين وحاملي الأسهم وغيرهم، إضافة إلى بعض السياسيين، وفي نهايتها هذا المهاجر الفقير الذي يعول ستة أطفال أحدهم مصاب بسرطان الدم والذي تسلل إلى الولايات المتحدة يدفعه الحلم الأمريكي بحثا عن حياة أفضل ليفاجأ بالواقع المرير الذي يصير فيه عاملا بلا أجر يتحكم فيه مقاول قاسي القلب يعمل في توريد العمالة الرخيصة إلى الشركات والمزارع وأماكن العمل.
ثاني أماكن العمل غير الشرعية التي يتناولها الكتاب هو أحد مصانع سبك المعادن، الذي بدأ مالكه يشعر بضغوط المنافسة من الشركات الأخرى وبالضيق من اللوائح الحكومية الصارمة المتعلقة بعمل الأمريكيين، فقرر أن يستورد العمال من الهند ليجبرهم على العمل لدفع تكاليف باهظة لقاء مصاريف سفرهم وإلحاقهم بالعمل.
وتحت ادعاء أنهم جاءوا للالتحاق ببرنامج تدريبي، يسافر 53 عاملا هنديا إلى الولايات المتحدة، منهم خريجو جامعات، ليتم إخفاء أوراق هويتهم ويجدوا أنفسهم محبوسين في مبنى المصنع، وقامت الشركة بتسريح العمال الأمريكيين لتدفع ثلاثة دولارات في الساعة أجرا للعمال الهنود. ويعيش هؤلاء العمال في ظروف بائسة وتحت رقابة مشددة تمنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي.